التسويق الإلكتروني مهنة رائجة لنساء معيلات في إدلب
إدلب- نورث برس
تعمل رويدا الصبحي (38 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازحة في مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، قرابة عشر ساعات يومياً في تسويق المواد التجميلية من خلال هاتفها المحمول، لتحقق دخلاً تقول إنه يساعدها في مواجهة الاوضاع الاقتصادية والمعيشية التي كانت تعيشها.
ووجدت العشرات من النساء المعيلات في إدلب في التسويق الإلكتروني مصدر رزقٍ جديد يدرّ عليهن أرباحاً جيدة في مهنة لا تتطلب منهن جهداً كبيراً.
وتفتقد نساء فقدن معيلهن في إدلب فرص عمل ملائمة في ظل عدم كفاية الدعم الإنساني المقدم لهن.
واضطرت بعضهن للعمل في مهن شاقة بأجور متدنية، بينما اتجهت أخريات للبحث عن مهن وأعمال جديدة.
أرباح جيدة
وساعد العمل الجديد رويدا في تأمين مستلزمات معيشة والإنفاق على أطفالها الثلاثة الذين فقدوا والدهم في الحرب قبل سنوات.
وكانت المرأة تضطر سابقاً للعمل في الأعمال المرهقة في الورشات الزراعية وغيرها من الأعمال التي تتطلب جهداً جسدياً كبيراً، لكن عملها الحالي أغناها عن تلك الأعمال.
ويبلغ مردود “الصبحي” الشهري الجديد قرابة 120 دولاراً أميركياً، وهو مبلغ يضاهي الذي كانت تحصل عليها بعملها في الزراعة.
وغالباً ما تحصل النساء العاملات على دورات تدريبية من قبل منتجين ومسوّقين سابقين في هذا المجال، تمكنهن من معرفة طرق وأساليب الدعاية والإعلان الإلكتروني.
وتعتمد آلية التسويق الإلكتروني على لفت أنظار الزبائن وكسب اهتمامهم بالبضائع، من خلال كسر سعر السلع مقارنة مع الأسواق.
وتستخدم “الصبحي” مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وواتسآب وتلغرام وغيرها للترويج لبضائعها.
وتلتقي بالزبائن المقبلين على الشراء من خلال إعطائهم عنوانها عبر نظام تحديد الموقع، وذلك بعد الاتفاق بشكل مفصل.
وتجني خلود سفلو، وهو اسم مستعار لنازحة في مدينة سرمدا شمال إدلب، قرابة 200 دولار أميركي شهرياً من عملها في التسويق الإلكتروني.
ولم تكن تتوقع أن تفيدها خبرتها في مجال التواصل عبر الإنترنت في جني أرباح.
ويعتمد مدخول هذه المهنة، بحسب المرأة، على كمية البضائع وتنوعها، حيث تأخذ المسوّقة نسبة محددة عن كل قطعة تبيعها.
وتبيع “سفلو” العديد من المنتجات المتنوعة كأدوات التجميل والألبسة والمنظفات والأدوات المنزلية وغيرها.
إقبال متزايد
وتقول خلود، التي تعمل في هذا المجال منذ نحو عامين، إن “الإقبال كان ضعيفاً على المنتجات المسوقة إلكترونياً حينها، ولكنه شهد تحسناً ملحوظاً منذ أشهر، وهو ما زاد من أرباحنا.”
أما سعاد عربو (33 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازحة في مخيمات دير حسان الحدودية، فقد وجدت التسويق الإلكتروني مناسباً لها، لأنه لا يحتاج لخروجها من المنزل والتنقل المستمر.
وسعاد هي المعيلة الوحيدة لثلاثة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ما يتطلب منها التواجد في المنزل باستمرار.
تقول إن “الدخل الجديد يساعدني في تأمين جزء من احتياجات أطفالها المقعدين، كما وجدت في العمل راحة نتيجة استقلالية العمل.”
وقال محمد الخالد (44 عاما)، وهو اسم مستعار لمدير شركة منتجات تجميل في إدلب، لنورث برس، إن “شركته تعتمد بشكل رئيس على النساء اللواتي يعملن في التسويق الإلكتروني.
وتقدم الشركة البضائع والمنتجات للعاملات اللواتي يعملن على تسويقها للمستهلكين.
وتأخذ العاملة عن كل قطعة تبيعها نحو ثلاث ليرات تركية (ما يعادل نحو ألف ليرة سورية) وسطياً.
وأضاف “الخالد” أن “الشركة تقدم إلى جانب ذلك مكافآت تحفيزية للعاملات النشيطات والتي تصل في بعض الأحيان إلى 50 دولاراً أميركياً شهرياً.”
وتقدم الشركة دورات تدريبية للمسوقات عبر الإنترنت تمكنهن من معرفة آليات صحيحة، وجذب انتباه الزبائن للمنتجات والسلع المعروضة.
وتشهد البضائع المسوقة إلكترونياً إقبالاً واسعاً من السكان، لا سيما أنها تباع بسعر الجملة، كون تسويقها أقل تكلفة، وتصبح بالتالي أرخص من البضائع الموجودة في الأسواق “. بحسب مدير الشركة.