أربيل – نورث برس
كشف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، عن فحوى “آخر” جولة، وهي الرابعة، من الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة وتتضمن “جدولة” الانسحاب الأميركي.
ووصل وزير الخارجية، الثلاثاء الفائت، إلى العاصمة الأميركية واشنطن على رأس وفد مفاوض لعقد جولة الحوار الاستراتيجي الرابعة المزمع إجراؤها نهاية هذا الشهر بين العراق والولايات المتحد الأميركية.
وتأتي جولة المفاوضات على مستوى وزارتي الخارجية، تمهيداً للحوار الذي سيقوده رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي عن الجانب العراقي مع الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال الوزير العراقي، في تصريح لوسائل الإعلام العراقية الرسمية، مساء أمس الأربعاء، إن “جولة الحوار الاستراتيجي الرابعة بين العراق والولايات المتحدة ستكون الأخيرة، وستشهد الاتفاق على جدولة الانسحاب الأميركي.”
وأضاف: “ليست هناك قواعد أميركية في العراق. لدينا معسكرات عراقية يتواجد فيها الأميركان.”
ورجح “عودة العراق وأميركا إلى اتفاق عام 2008 بعد انتهاء جولات الحوار.”
وتتضمن الاتفاقية الأمنية التي أبرمت عام 2008، تحديد “الأحكام والمتطلبات الرئيسة التي تنظم الوجود المؤقت للقوات العسكرية الأميركية في العراق وأنشطتها فيه وانسحابها منه.”
وتذكر الاتفاقية انسحاب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي العراقية في موعد لا يتعدى الحادي والثلاثين من كانون الأول/ ديسمبر عام 2011.
لكن مع ظهور تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” عام 2014، استمر التواجد الأميركي في العراق.
وما يزال تنظيم داعش يشكل تهديداً على البلاد التي تحوج إلى دعم استخباري أميركي، وفقاً للوزير العراقي.
ومن شأن الحوار توضيح سياسة التقارب الأميركي من العراق في عهد ادارة الرئيس بايدن.
وأشار “حسين” إلى أن “الإدارة الأميركية الحالية تتفهم الأوضاع في العراق بشكل يخالف الإدارة السابقة.”
وكشف الوزير أن لقاء رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والرئيس الأميركي جو بايدن سيناقش “مجمل علاقات البلدين.”
ويتوقع باحثون أن السياسة التي ستتبعها إدارة بايدن ستكون أكثر اعتدالاً، لكن دون أن يكون هناك انسحاب كامل لقواته من البلاد.
وبحسب تقارير إعلامية، هناك نحو 3500 جندي أجنبي على الأراضي العراقيّة، بينهم 2500 أميركي موزعين في عدة قواعد.
وقال إحسان الشمري، وهو رئيس مركز التفكير السياسي في العراق وأستاذ في جامعة بغداد، إن بايدن سيتبع سياسية “الاحتواء المزدوج” في العراق، وسيعمل على تقويض نفوذ الفصائل المسلحة الخارجة عن إطار الدولة.
وتتعرض هذه القواعد بين فترة وأخرى لهجمات صاروخية وأخرى بطائرات مسيرة تُنسب معظمها لفصائل عراقية موالية لإيران.
وبحسب تصريح للباحث الأحد الفائت لنورث برس، فإن واشنطن “لن تتخلى عن العراق ولا يمكن تصور سيناريو مشابه لأفغانستان.”
وفي الثامن من هذا الشهر، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أن الحادي والثلاثين من آب/ أغسطس المقبل، سيكون تاريخ انتهاء انسحاب قوات بلاده من أفغانستان.