تفجير بغداد يثير مخاوف واشنطن ويعطيها أسباباً جديدة لتثبيت وجودها في العراق

واشنطن- نورث برس

أثار إعلان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليته عن انفجار في بغداد، الثلاثاء، مخاوف واشنطن من احتمال تطوّر شكل نشاطات التنظيم وعودته إلى إثارة القلاقل في المدن العراقية الكبرى.

وفي وقت سابق من اليوم، أعلن تنظيم “داعش”، عبر معرفات مقربة منه، مسؤوليته عن تفجير انتحاري في مدينة الصدر شرقي العاصمة العراقية بغداد، خلف عشرات القتلى والجرحى.

وقال رايان ماورو، المحلل الأمني الأميركي في مجموعة “كلاريون”، إن انتقال “داعش” إلى هذا المستوى من التصعيد يثير مخاوف الولايات المتحدة بعد أشهر من العمليات المتفرقة التي نفّذها التنظيم في مناطق ريفية، ووصولُه إلى وسط بغداد قد يطرح أساليب جديدة من شكل التعامل الأميركي مع التنظيم.

وأضاف لنورث برس إن “شكل التواجد الأميركي في العراق كان من أهم المواضيع المقررة على أجندة مناقشات الرئيس بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال لقائهما المرتقب الشهر المقبل، ورغم الرغبة الأميركية في سحب كامل القوات القتالية من العراق، قد تفرض عملية داعش الأخيرة ظروفاً جديدة وشكلاً جديد من التواجد الأميركي في العراق.”

ويرى “ماورو” أن شبح عودة تنظيمات “القاعدة” إلى العراق بعد انسحاب 2011 ما يزال يلاحق الولايات المتحدة ويذكّرها بأسوأ السيناريوهات التي جاءت بالإرهاب بشكله الأخطر “داعش”،  وهو أمر يخشى من تكراره الحزب الديموقراطي الذي كان مسؤولاً في عهد أوباما عن عملية سحب القوات الأميركية التي تلتها عودة سريعة للإرهاب.

وفي وقت متأخر من ليل الاثنين- الثلاثاء، أدان العقيد واين ماروتو، المتحدث العسكري باسم عملية العزم الصلب التابعة للتحالف الدولي، تفجير بغداد الذي قتل فيه نحو ٣٥ شخصاً وجرح أكثر من 60 آخرين، مقدماً تعازيه لأسر الضحايا في تغريدة نشرها على حسابه.

ومن جانبها، دعت منظمة “اليونيسيف” التابعة للأمم المتحدة جميع الجهات الفاعلة في العراق إلى العمل على عراق أكثر أماناً حتى لا يضطر الأطفال إلى العيش في خوف.

وقالت شيما سين جوبتا، ممثلة اليونيسف في العراق، في بيان ، إن “هذا الهجوم المروع قبيل عيد الأضحى يذكر بالعنف المريع الذي لا يزال الأطفال العراقيون يواجهونه.”

وأشار المحلل الأمني الأميركي “ماورو” إلى تأثير سلوك الميليشيات الخارجة عن سلطة الدولة ، والتي تحاول المساس بسيادة العراق وزعزعة الاستقرار واستهداف القوات الأميركية، على تمكّن داعش من إعادة لملمة صفوفه والخروج من تحت الأرض لتنفيذ عمليات ظاهرة في مناطق مأهولة ومحورية، ما قد يزيد من جدية إدارة جو بايدن من ناحية التعامل مع الميليشيات التي تحاول إعاقة تحرّكات الولايات المتحدة لمكافحة “داعش”.

وقال إن مسؤولي الادارة الحالية مثل “بريت ماكغورك” وفريقه كانوا أصحاب فكرة إنشاء “تحالف دولي” لمحاربة تنظيم “داعش” بالشراكة مع الحكومة العراقية وقوات سوريا الديموقراطية، “ومن المتوقع أن يستمروا في التمسك بهذا التحالف والحفاظ على تماسكه وتواجده في المنطقة لضمان مواجهة أي مخاطر محدقة بالمنطقة من قبل التنظيمات الإرهابية.”

إعداد: هديل عويس- تحرير: حكيم أحمد