عزوف عن شراء الأضاحي في إدلب

إدلب نورث برس

تشهد إدلب في شمال غربي سوريا، في الأيام الأخيرة، وقبيل عيد الأضحى ارتفاعاً كبيراً في أسعار الأضاحي والتي بات يصل سعر رأس الماشية إلى أكثر من 275 دولار أميركي (850 ألف ليرة سورية)، ما تسبب بعزوف الكثير من السكان عن شرائها على الرغم من أن بعضهم اعتاد تقديمها في كل عيد، حيث باتت الأضحية اليوم شعيرة يحظى بها ميسوري الحال فقط.

وأرجع بعض التجار ذلك الارتفاع الكبير بأسعار الأضاحي إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، والمواد الأخرى المتعلقة بتربية الماشية مثل الأدوية وغيرها، إضافةً إلى إقبال المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة على الشراء، وهو ما أدى أيضاً إلى ارتفاع أسعار الأضحية إلى الضعف تقريباً عن سعرها في العام الماضي.

يقول الحاج هلال الحديدي (55 عاماً)، وهو من نازحي ريف إدلب الشرقي، لنورث برس، إنه لم يتمكن هذا العام من شراء الأضحية كما كان يفعل سابقاً عندما كان في منزله.

إذ اعتاد “الحديدي” أن يقدم الأضحية في كل عيد على مدار السنوات الماضية، ولكن اليوم ونتيجةً لسوء الأوضاع المعيشية والظروف الاقتصادية في مخيمات النزوح على الحدود السورية التركية شمالي إدلب اضطر إلى التخلي عن شراء الأضاحي وذبحها وتوزيعها كما كان يفعل سابقاً.

تفاوت الأسعار

وأضاف أن سعر الأضحية المتوسطة اليوم بات يتجاوز النصف مليون ليرة سورية، حيث أن سعر الكيلو “القائم” يصل إلى أكثر من 33 ليرة تركية (14 ألف ليرة سورية)، بينما كان في العام الماضي لا يبلغ العشرين ليرة تركية (8 آلاف ليرة سورية)، وبهذا السعر لا يستطيع شرائها سوى ميسوري الحال.

وفي الثامن والعشرين من تموز / يوليو العام الماضي، أصدرت وزارة الاقتصاد و الموارد في “حكومة الإنقاذ السورية” الجناح المدني لـ “هيئة تحرير الشام” قراراً فرضت من خلاله على تجار المواشي التعامل بالليرة التركية في مناطق سيطرتها بإدلب.

وبعد جولة في العديد من الأسواق، لم يتمكن فجر المفلح (38 عاماً) من النازحين في أطمة شمالي إدلب، من شراء أضاحٍ لتوزيعها، نتيجة الارتفاع الكبير بأسعارها التي لم تتناسب مع المبلغ الذي بحوزته وكان الفارق كبيراً.

ولاحظ “المفلج” خلال جولته تفاوت الأسعار بين سوقاً وآخر، والذي وصل إلى أكثر من 5 ليرات تركية للكيلو الواحد، وجميع حجج التجار متشابهة وهي ارتفاع أسعار الأعلاف و مستلزماتها.

وأشار إلى أن سعر الأضحية يتراوح بين 200 دولاراً (650 ألف ليرة سورية) و 300 دولاراً (960 ألف ليرة سورية) وذلك حسب وزنها الذي يتراوح أيضاً بين 45 كيلو غرام، و 90 كيلوغرام.

وتسببت هذه الأسعار بعزوف الكثير عن شرائها، حيث تنتشر العديد من الأسواق في ريف إدلب الشمالي، مثل سوق الدانا و أطمة و دير حسان و العديد من الأسواق الأخرى.

“إقبال جيد”

وتحافظ عائلات على تقديم الأضاحي كل عام تقرباً إلى الله حسب المذاهب الإسلامية التي تجمع على أن تقديم الأضحية سنة مؤكدة، في حين يرى “الحنفية” أنها سنة واجبة.

أما محمود العلي (31 عاماً)، وهو تاجر أغنام في منطقة أطمة شمالي إدلب، يقول لنورث برس، إن “الإقبال على شراء الأضاحي جيدٌ هذا العام إلى حدٍ ما مقارنة بالسنوات الماضية.”

وأغلب من يشتري الأضاحي، بحسب “العلي”، هم الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، وهو ما يعتمد عليه معظم التجار في ريف إدلب، حيث أنه لا يمكن الاعتماد على السكان وذلك بسبب سوء أوضاعهم المادية.

وهذا العام، تجاوز سعر كيلو الشعير الألف ليرة سورية، في حين وصل سعر كيلو تبن القمح الواحد إلى 600 ليرة لأول مرة في تاريخه.

وارتفعت أسعار الأدوية بشكلٍ كبير، وأقل سعر لأي نوع من الأدوية لا يقل عن 10 آلاف ليرة سورية.

وذكر “العلي” أن “انهيار الليرتين التركية والسورية أمام الدولار الأميركي، شكل أيضاً أزمةً أخرى أمام تجار الماشية، كما أن زيادة الطلب على الأضاحي وخصوصاً في مثل هذه الأوقات يؤدي بكل تأكيد إلى زيادة أسعارها.”

إعداد: براء الشامي تحرير: محمد القاضي