أضاحي العيد في حلب موروث اجتماعي مهدد بالزوال

حلب – نورث برس

عاد الحاج أمين الناشد (66 عاماً)، كحال آخرين من سكان حلب، شمالي سوريا، من السوق دون أن يتمكن من شراء أضحية للعيد هذا العام، بسبب الأسعار المرتفعة التي تفوق إمكاناته المالية.

وأثناء قيامه بجولة في سوق المواشي في جبرين جنوب المدينة، حيث اعتاد كل عيد أضحى على شراء خروف وتقديمه كأضحية، وجد الأسعار المرتفعة التي لم يتمكن من تأمينها.

ويُعتبر تقديم الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى في حلب عادة أصيلة، إلى جانب كونه واجباً دينياً دأبت العائلات الحلبية ميسورة او متوسطة الحال عليه منذ القدم.

يتذكر الرجل الستيني أن اللحوم كانت وافرة قبيل عيد الأضحى، فالناس يتسابقون لحصد الثواب من خلال توزيعها على العائلات.

لكن “الناشد” يضيف أن ” معظم العائلات الحلبية، هذه الأيام، عاجزة عن شراء أساسيات الحياة، “حتى باتت التضحية قبل العيد نادرة ومحصورة بقلة قليلة من المقتدرين فقط”.

وقال بلال قصاص (32عاماً)، وهو من سكان حيّ شارع النيل في حلب، إن عائلته كانت تقدم الأضاحي من الجمال بأوزان تصل لأكثر من 500 كيلوغرام أو من العجول بزنة 400 كيلوغرام.

 وأضاف: “وفي حال قررت عائلتنا التضحية بالخراف، كان يجب أن لا يقل وزن أحدها عن 50 كيلوغرام ويذبح عدد منها قد يتجاوز خمسة.

وأشار إلى أن سعر الكيلوغرام الواحد للخاروف العواس هذا العيد بلغ 22 ألف ليرة سورية، أي ضعف سعر العام الفائت.

وقال الشيخ عبد الرزاق الحلواني، وهو إمام جامع أبو بكر الصديق في حي الأكرمية في حلب، لنورث برس، إن “تضحية العيد ليست فرضاً والمسلم غير ملزم بها، لكنه عمل مستحب وتقليد إسلامي أصيل.”

وأضاف أن عائلات كثيرة “تحتاج مبالغ لشراء خبز وحفنة من الأرز والسكر وعبوة زيت، فكيف لهم ان يقوموا بالتضحية.”

ذلك رغم أن العيد مناسبة “لخلق جو من الألفة وعمل الخير”، بحسب الشيخ.

ويخشى الشيخ ” الحلواني” من أن استمرار هذه الظروف قد ينهي شعيرة إسلامية وعادة موروثة لسكان حلب منذ مئات السنين.

إعداد: نجم الصالح – تحرير: حسن عبدالله