باحث سياسي عراقي لنورث برس: لن نشهد سيناريو أفغانستان

أربيل ـ نورث برس

قال إحسان الشمري وهو رئيس مركز التفكير السياسي في العراق وأستاذ في جامعة بغداد، الأحد، إن بايدن سيتبع سياسية “الاحتواء المزدوج” في العراق، وسيعمل على تقويض نفوذ الفصائل المسلحة الخارجة عن إطار الدولة.

وشدد الباحث العراقي في حديثه حول مستقبل العلاقة بين بغداد وواشنطن على أن الأخيرة  “لن تتخلَّ عن العراق ولا يمكن تصور سيناريو مشابه لأفغانستان.”

وفي الثامن من هذا الشهر، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أن الواحد والثلاثين من آب/ أغسطس المقبل، سيكون تاريخ انتهاء انسحاب قوات بلاده من أفغانستان.

وقال في كلمة إن واشنطن “حققت أهدافها” في مكافحة التهديد الإرهابي وتجنب المزيد من الاعتداءات عليها، وأضاف: “نحن ننهي أطول حرب” في تاريخ الولايات المتحدة.

وجاء حديث “الشمري” لنورث برس، تعليقاً على ما تشير إليه التكهنات حول ما سيتم بحثه خلال اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي  مصطفى الكاظمي في واشنطن أواخر هذا الشهر.

ومن المقرر أن يجري “الكاظمي” زيارة إلى واشنطن في السادس والعشرين من تموز/يوليو الجاري، بحسب ما أعلن البيت الأبيض في بيان يوم الجمعة الفائت.

وسيركز اللقاء على “الشراكة الاستراتيجية” بين البلدين طبقاً للبيان.

ويجمع العراق والولايات المتحدة حوار استراتيجي لتناول وضع التواجد الأميركي، ووضع جدول زمني لانسحاب التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش).

وقال “الشمري” إنه في خضم استمرار جلسات الحوار الاستراتيجي بين البلدين، سيعلن بايدن مقاربته تجاه العراق، ولن تتضمن انسحاباً كاملاً لقواته من البلاد.

وتوقع الباحث العراقي أن يتم وضع جدول لانسحاب قوات قتالية حتى نهاية العام، لكن “سيستمر تواجدها على مستوى المشورة الأمنية والتجهيز والتسليح و التدريب، بالإضافة إلى توفير الغطاء الجوي للقوات العراقية، وخصوصاً أن تنظيم داعش لا يزال يشكل خطراً وتحدياً كبيرين، فضلاً عن التمدد الإيراني.”

وبحسب تقارير إعلامية هناك نحو 3500 جندي أجنبي على الأراضي العراقيّة، بينهم 2500 أميركي موزعين في قواعد متفرقة بالبلاد.

وتتعرض هذه القواعد بين فترة وأخرى لهجمات صاروخية وأخرى بطائرات مسيرة تُنسب معظمها لفصائل عراقية موالية لإيران.

وقال “الشمري” إن ما لا شك فيه هو أن “العراق بموقعه جغرافياً واستراتيجياً، هي أرض خصبة لجزء من انعكاسات الصراع وتصفية الحسابات بين واشنطن وطهران.”

والاستراتيجية الثانية لبايدن بحسب الباحث السياسي، “ترتبط بمحاولة التعاون مع القوات الحكومية العراقية لتقويض نفوذ الفصائل المسلحة الخارجة عن إطار الدولة.”

وستسعى واشنطن إلى اتباع استراتيجية “الاحتواء المزدوج”، وفقاً لتوصيف “الشمري”، وقال، “بادين سيعمل على إلزام إيران من خلال طاولة فيينا ووقف دعمها للفصائل المسلحة في العراق، وهذه السياسية اتبعها ترامب أيضاً ولازالت سارية.”

ويتخوف الساسة العراقيون من أن تصبح بلادهم ساحة صراع مفتوحة بين الولايات المتحدة وإيران.

وحذر “الشمري” من مغبة استمرار الخلاف والتقاطع بين واشنطن وطهران، والذين سيؤديان إلى المزيد من الهجمات والقصف المتبادل بين الطرفين.

لكن الباحث أعرب عن تفاؤله بوجود نوع من الاستقرار النسبي، وهذا الأمر “مرهون بالداخل العراقي للوصول إلى اتفاق يهدأ الأطراف.”

وقال إن اللقاء يتضمن سماع بايدن إلى رؤية الكاظمي بمحاولة نقل العلاقة بين بغداد وواشنطن من أحادية الجانب إلى علاقة متعددة الجوانب والمستويات السياسية والاقتصادية والصحية والطاقة .

إعداد: حسن حاجي ـ تحرير: معاذ الحمد