رغم قلتها.. حكومة دمشق تتأخر في تعويض متضررين من إجراءات الإغلاق
دمشق – نورث برس
لم يتلق فياض عبيد (62 عاماً) وهو اسم مستعار لعامل مياومة يقف في ساحة الرئيس بمدينة جرمانا بريف دمشق، أي مساعدة من قبل الحكومة السورية، رغم مرور أكثر من عام على تسجيله على منحة التعطّل التي أعلنت عنها الحكومة منذ شهر نيسان /أبريل من العام الماضي للمتضررين من إجراءات الإغلاق، بعد توسع انتشار فيروس كورونا.
وسجّل الرجل على المنحة المالية التي تبلغ قيمتها 100 ألف ليرة سورية، عبر المنصة الإلكترونية المخصصة لتقديم الطلبات بعد سماعه عنها.
وكان “عبيد” يتأمل أن يحصل على منحة بدل التعطّل بعدما لاقاه من صعوبات في تأمين “ثمن ربطة الخبز لعائلته خلال فترة الإغلاق بسبب كورونا”، على حد وصفه.
وأدت الإجراءات التي فرضتها الحكومة السورية مع توسع رقعة الإصابات وخلال الفترة الممتدة بين نهاية شهر آذار / مارس حتى بدايات حزيران / يونيو من العام الماضي، إلى تضرر أعداد كبيرة من السكان على خلفية توقف أعمالهم، وارتفاع الأسعار الذي ترافق مع انخفاض قيمة الليرة السورية.
وأشد الفئات تضرراً من إجراءات الإغلاق، كانت فئات العمال المياومين، والعاملين في منشآت القطاع السياحي، إضافة لسائقي وسائط النقل.
ورغم موافقة رئاسة مجلس الوزراء خلال شهر نيسان /أبريل من العام نفسه، على مقترح وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على توزيع منحة التعطّل للمتضررين عبر صندوق المعونة الاجتماعية، وإعلان الوزارة عن المنصة الالكترونية للتسجيل على المنحة، إلا أن غالبية مستحقي تلك المنحة لم يحصلوا عليها إلى الآن، بحسب متقدمين.
وبلغ عدد المتقدمين للحصول على المنحة 280 ألفاً عبر المنصة الإلكترونية، وفق تصريح وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الرابع والعشرين من نيسان / أبريل من العام الماضي.
وأشارت الوزارة حينها، إلى أنه سيتم مقاطعة البيانات مع البيانات التي تم جمعها من قبل لجان الأحياء والفرق التطوعية أو حتى من خلال التنسيق مع اتحادات العمال واتحاد الحرفيين، لتقدِّم المنحة للعمال المياومين والموسميين بعد التحقق من بياناتهم من الجهات الرسمية المسؤولة والنقابات والاتحادات المعنية.
وتقول هيام الأحمر (24 عاماً) وهو اسم مستعار لطالبة في كلية الحقوق تعمل كنادلة في أحد المطاعم بدمشق، ومستأجرة في حي الطبالة، لنورث برس، إنها سجلت على المنصة للحصول على منحة بدل التعطل منذ بداية إنطلاقها.
وتأملت “الطالبة” الحصول على المنحة لدفع أجار غرفتها وبعض مصاريف جامعتها لكن ذلك لم يحدث.
وبعد خيبة أملها، اضطرت لترك الغرفة والعودة إلى منزل ذويها في ريف حماة، مع توقف راتبها الذي كانت تتقاضاه جراء عملها في المطعم.
ولم تكن الفتاة تملك أي وثائق ثبوتية عن عملها في المطعم، نظراً لامتناع صاحب المطعم عن تنظيم العقود للعاملين وتسجيلهم في الشؤون الاجتماعية.
وحتى شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام نفسه، بلغ عدد المستفيدين من المنحة 88.176 شخصاً بعد التحقق من بياناتهم وصحتها، بحسب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وقال جمال ديبة (51 عاماً) وهو اسم مستعار لسائق حافلة ركاب (سرفيس) في ريف دمشق، لنورث برس، أنه والسائق الآخر الذي يعمل معه على السيارة بالتناوب، لم يحصلا على بدل التعطّل، لعدم وجود إثباتات على أنهما يعملان على السرفيس، بينما حصل مالك السرفيس على المنحة.
وأضاف: “كان على الوزارة إيجاد آلية لتوزيع المنحة بشكل عادل، بحيث لا تشترط الأوراق الثبوتية غير الموجودة.”
ويتساءل “ديبة”، “كيف يمكن لأي سائق سرفيس أن يثبت عمله على السرفيس طالما أنه يعمل بأجرة يومية.”