مخاطر أمنية تواجه سائقين من السويداء في طريقهم إلى معبر نصيب الحدودي

السويداء – نورث برس

تعرض محمود الزغير (44 عاماً) وهو اسم مستعار لسائق شاحنة يعمل على نقل الخضروات إلى معبر نصيب، يعيش في مدينة صلخد بريف السويداء الجنوبي، بداية هذا الشهر، لإطلاق نار من قبل مسلحين في بلدة جاسم في ريف درعا الشرقي.

ولكن “الزغير” لم يصب بأذى وتابع طريقه إلى معبر نصيب، حيث يقوم بنقل شحنة واحدة فقط كل أسبوع.

ويتعرض سائقون في مدينة السويداء، يعملون في نقل البضائع إلى معبر نصيب الحدودي في درعا لتصديرها إلى الأردن، لعمليات سرقة واعتداء من قبل مجموعات مسلحة محلية في الريف الشرقي بدرعا، أثناء نقلهم للبضائع.

ومنذ بداية العام تعرضت ثمانية شاحنات إلى عمليات سرقة من قبل المسلحين أثناء توجهها إلى معبر نصيب الحدودي، بحسب ضابط في شرطة السويداء رفض ذكر اسمه، لنورث برس.

“طريق غير آمن”

ويقول عاصم سلامة (٤٥ عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة السويداء، ويعمل كسائق شاحنة نقل إن “المسافة التي تقطعها شاحنات النقل من السويداء إلى معبر نصيب الحدودي أصبحت شاقة، وغير آمنة.”

والشهر الماضي، اعترض مسلحون مجهولون طريق “سلامة” أثناء نقله شحنة فواكه عبر شاحنته، بالقرب من معبر نصيب الحدودي.

وقال “سلامة”: “نحن بحاجة ماسة إلى فتح معبر حدودي جديد بين السويداء والأردن.”

وأشار إلى أن “المسافة بين مدينة السويداء ومعبر نصيب تبلغ ٨٥ كم، في حين لو تم فتح معبر من ريف السويداء الجنوبي إلى درعا سيختصر مسافة لا تقل عن ٥٠ كم.”

“فتح معبر جديد”

وقال فجر الخالدي (٥٥ عاماً) وهو اسم مستعار لخبير اقتصادي من سكان مدينة السويداء لنورث برس، إن “فتح المعبر سوف يساهم في تخفيض مخاطر نقل البضائع والمنتجات من دمشق والسويداء إلى الأردن وأيضاً تنشيط الحركة التجارية.”

وأضاف: “هذا المطلب يعود لبداية تسعينيات القرن الماضي، حين قامت حكومة محمود الزعبي آنذاك بنقل الأوتوستراد الدولي من السويداء إلى درعا  قادماً من دمشق إلى الأردن.”

وأشار “الخالدي” إلى أن “عدم فتح معبر حدودي عبر الحدود الإدارية الجنوبية للسويداء مع الأردن هي عملية ممنهجة من قبل حكومة دمشق.”

وقال أيضاً إن هدف الحكومة “إبقاء السويداء مهمشة اقتصاديا وتتبع بشكل مباشر الى دمشق.”

من جانبه قال رباح الحامد (٥٥ عاماً) وهو اسم مستعار لأحد أعضاء غرفة الصناعة والتجارة في السويداء لنورث برس، إن رئيس الغرفة السابق كان قد قدم مشروعاً إلى حكومة دمشق منذ عام  ٢٠٢٠ بخصوص فتح معبر حدودي مع الأردن عبر الأراضي الإدارية الجنوبية للسويداء.

ولكن المشروع لم يلق أي تجاوب من الحكومة بحسب “الحامد”.

وأضاف: “منطقة الرويشد والتي تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة صلخد  بريف السويداء الجنوبي هي منطقة مناسبة لإنشاء ممر بري مع الأردن.”

وأشار إلى أن “الدراسة المقدمة عام ٢٠٢٠ تتضمن رسماً دقيقاً ومخططات هندسية تبين الطرق التي يمكن أن تسلكها الشاحنات والسيارات القادمة من دمشق إلى السويداء حتى نقطة الرويشد البرية المحاذية للحدود الأردنية من جهة السويداء.”

“خسائر كبيرة”

يقول رائد فلاح (50 عاماً) وهو اسم مستعار لمسؤول حكومي سابق  في قطاع النقل بالسويداء لنورث برس، إن “حكومة دمشق هي بأمسِّ الحاجة الاقتصادية والتجارية إلى فتح معبر حدودي جديد بالسويداء مع الأردن.”

من جانبه قال ” الحامد” عضو غرفة الصناعة والتجارة في السويداء إن ” عدد الشاحنات التي تخرج من السويداء إلى دمشق والتي بدورها تتوجه إلى درعا ومن ثم معبر نصيب الحدودي يبلغ مئة شاحنة تعود ملكيتها إلى القطاع الخاص.”

وخلال الأشهر الماضية، تكبدت هذه الشاحنات خسائر كبيرة، “يعود السبب فيها إلى زيادة تكاليف وقود الشاحنات وإلى سرقة ما يقارب العشرة شاحنات داخل الأراضي الإدارية بدرعا من قبل عصابات مرتبطة بشكل وثيق بالأجهزة الأمنية الحكومية”، حسب “الحامد”

كما أن الإجراءات الحكومية في المعبر، تخضع إلى ابتزاز مالي من قبل عناصر الجمارك بالإضافة إلى دوريات المخابرات الجوية والأمن العسكري التي تتمركز حول البوابة الحدودية، وفقاً لما ذهب إليه السائق “الزغير”.

إعداد: سامي العلي – تحرير: فنصة تمو