غرف الطين بديل الخيم لنازحين في ريف إدلب بتكاليف بسيطة

إدلب – نورث برس

تتساعد مروة الزيدان (44 عاماً) مع ولديها في بناء غرفة من الحجارة والطين بجانب خيمتها في مخيم كفرعروق بريف إدلب الشمالي، لتحميهم من حرّ الصيف وتخفف من معاناتهم في فصل الشتاء.

وما يميز هذه البيوت بحسب “الزيدان” التي نزحت قبل نحو عام من منطقة جبل الزاوية، “ٌقلة تكاليفها وسهولة بنائها، حيث تتوفر معظم موادها في الطبيعة المحيطة بنا.”

ويعاني النازحون في ريف إدلب من سوء الأوضاع المعيشية وقلة الإمكانيات المادية.

وتزداد هذه المعاناة خلال فصلي الصيف والشتاء، جراء السكن في خيام لا تحميهم من الحرّ والبرد.

وفي ظل هذه الظروف يلجأ العديد من النازحين إلى بناء بيوت طينية، نظراً لتكاليفها البسيطة مقارنة بغلاء أجار المنازل وبناء البيوت الإسمنتية.

مواد بسيطة ومتوفرة

لا تملك “الزيدان” تكاليف بناء بيت من الإسمنت أو استئجار منزل، لذلك اعتمدت على إمكانياتها البسيطة لتؤمّن مسكناً لأطفالها، قوامه التراب والماء وبعض القش. على حد تعبيرها.

وتعتمد طريقة بناء الغرف الطينية على جمع الحجارة المتوفرة في المناطق المجاورة، أو صناعة طوب من الطين نفسه، ووضع الطين لتثبيت وزيادة تماسك الطوب.

وبعد الانتهاء من بناء الجدران يتم تطيينها (اكساءها بطبقة من الطين)، لتشكل عازلاً ضد الحرارة والبرودة.

ويتم تسقيف الغرف بقضبان حديدية وعارضات خشبية وبطانيات، ثم وضع قطعة من النايلون فوقها.

وتقوم فدوى العبسي (39 عاماً) وهو اسم مستعار لنازحة من ريف معرة النعمان الشرقي مع زوجها ببناء غرفة طينية مكان خيمتها بمخيم كفرعروق، وتفضل المرأة السكن في الغرف الطينية على حياة الخيم.

وأقدمت “العبسي” على بناء الغرفة نظراً لحالة طفلها البالغ من العمر سنتين ونصف والمصاب بالضمور الدماغي، حيث تزداد حالته الصحية سوءاً في الخيم الحارة صيفاً والباردة شتاءً، “لذلك قمنا ببناء هذه الغرفة الطينية.”

وتقول “العبسي” إن “غلاء آجار المنازل حال بيننا وبين انتقالنا للعيش في منزل، ما أجبرنا على الصبر على عيشة المخيم، لتأتي هذه الغرفة الطينية وتخفف عنا من هذه المعاناة.”

ولا يستغرق بناء الغرف الطينية وقتاً طويلاً، كما يمكن لأي شخص أن يبني بيته بيديه دون الحاجة لورشة بناء، “لكنها في نفس الوقت تحتاج إلى ترميم كل عام لأنها تتأثر بالعوامل المناخية”، بحسب “العبسي”.

تكاليف قليلة

يمتلك علي البلان (34 عاماً) من مدينة أطمة بريف إدلب الشمالي، ورشة لصناعة الطوب الإسمنتي، لكنه يقوم بصناعة الطوب الطيني حسب الطلب.

يقول لنورث برس: “صناعة الطوب من الطين سهلة وغير مكلفة.”

وتعتمد هذه الصناعة على “غربلة” التراب لإبعاد الشوائب عنه، ثم يمزج التراب مع التبن (القش المقطع) والماء ويوضع المزيج في قالب خاص من الحديد أو الخشب، وتوضع القطع تحت أشعة الشمس حتى تجف تماماً.

ويستخدم الطوب الطيني في البناء بنفس طريقة بناء الطوب الإسمنتي.

ويُعتبر استغلال أصحاب المنازل المؤجرة، والفقر والغلاء بين السكان النازحين، إلى جانب الخوف المستمر من نزوح جديد، من أهم العوامل التي دفعت النازحين للعودة إلى البيوت الطينية، بحسب مدير أحد المخيمات بريف إدلب الشمالي.

ويقول جابر دويري وهو اسم مستعار لمدير مخيم في ريف إدلب، إن “تزايد أعداد النازحين في إدلب، وسوء أحوالهم في الخيم التي أُنشئت للحالات الطارئة، دفعهم للبحث عن بديل وإيجاد سكن مناسب لهم.”

لذلك وجدوا في الغرف الطينية مأوى أفضل لهم نوعاً ما، مقارنة بالخيام، لأن هذه الغرف تستطيع على الأقل أن تقييهم برد الشتاء وحر الصيف.”

ويضيف: “تكلفة بناء غرفة من الإسمنت يصل إلى حوالي 600 دولار أميركي، بينما تتميز البيوت الطينية بتكلفتها البسيطة التي تنحصر في شراء مواد لتغطية السقف والأبواب والنوافذ حسب الرغبة.”

إعداد: حلا الشيخ أحمد – تحرير: حسن عبد الله