حسابات موظفي حلب لزيادة الأجور تظهر “الحكومة رابحة والشعب خاسر”

حلب – نورث برس

من مبنى مديرية التربية في حلب شمالي سوريا إلى حي السليمانية في المدينة، يضطر سعيد قشقش (44 عاماً) إلى قطع المسافة سيراً على الأقدام بسبب الازدحام الشديد وقلة وسائل النقل العام.

ويعمل “قشقش” موظفاً في مديرية تربية حلب صباحاً، ويعمل محاسباً في مطعم صغير بحي السليمانية بعد دوامه الحكومي، وينظر إلى زيادة الرواتب التي حدثت مؤخراً بأنها “ذر للرماد في العيون.”

يقول لنورث برس إن الحكومة فاقمت من مشكلات الموظفين والطبقات الفقيرة التي تشكل غالبية المجتمع.

ويضيف: “أنا أسكن في حي مساكن هنانو شرق حلب، وبعد زيادة أجور النقل سأدفع مبلغ 200 ليرة للوصول إلى مديرية التربية، وإذا حسبنا المبلغ على مدار الشهر أضافةً لسعر الخبز المتزايد فالزيادة التي حصلنا عليها لن تكفي أجور مواصلات.”

وزاد على راتب “قشقش” الوظيفي 24 ألف ليرة سورية شهرياً، فنسبة 50٪ التي اقرحتها الحكومة أتت على أساس الراتب وراتبه كموظف من فئة ثالثة في مديرية التربية يبلغ 51 ألف ليرة سورية.

وذكر “قشقش” أنه “لولا عملي في المطعم بعد دوامي الحكومي لمت جوعاً أنا وأسرتي، وهذه الزيادة ليست نعمةً علينا بل نقمة، ندفع ثمنها من عرقنا وجهدنا.”

ويقول عبد القادر السيد علي (30 عاماً)، وهو موظف حكومي في مديرية الاتصالات في حلب، لنورث برس: “كنا نتوقع زيادة أجر على الأقل 200٪، فالحكومة قبضت المبالغ التي زادت بها رواتبا سلفاً بعد أن رفعت سعر وقود المازوت.

وفي العاشر من هذا الشهر، أصدرت وزارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق، قراراً يقضي  برفع سعر المازوت (الديزل) من 180 ليرة إلى 500 ليرة، وكذلك رفعت سعر الخبز لـ 200 ليرة بعد أن كان 75 ليرة.

ويضيف “السيد علي”: “الزيادة الحكومية في أسعار المواد الأساسية ستطال جميع أفراد الشعب بينما زيادة الأجور الضئيلة ذهبت للفئة العاملة مع الدولة، إذاً الرابح هو الحكومة والشعب هو الخاسر.”

ويرى زياد أنيس (50 عاماً)، وهو موظف في جامعة حلب، أن “الأمور المعيشية تزداد تعقيداً وسوءاً بالنسبة لأصحاب المداخيل المحدودة، أي نحن موظفو الحكومة بالدرجة الأولى وحتى بحال حصولنا على عمل إضافي لن تكفي الأموال التي نتقاضها لسد الرمق.”

ولدى “أنيس” أسرة مكونة من ثمانية أفراد وتحتاج يومياً لثلاث ربطات من الخبز أي 600 ليرة على الأقل، ويقول: “إذا حسبنا بالسعر الحكومي أي أني سأدفع 18 ألف ليرة شهرياً ثمناً للخبز فقط.”

ويضيف: “أما المواصلات فاحتاج لمبلغ 15 ألف شهرياً كوني مقيم في حي الشيخ سعيد جنوب حلب واحتاج إلى وسيلتي نقل من وإلى مكان سكني بمعدل 500 ليرة يومياً، إذاً سيترتب علي شهرياً مبلغ 33 ألف ليرة والزيادة على أجري الشهري هي 26.500 ليرة.”

إعداد: نجم الصالح- تحرير: محمد القاضي