سكان في البادية السورية يعدون الخبز المنزلي لخروج فرن حكومي عن الخدمة

تدمر- نورث برس

تعاني قرى وبلدات في البادية السورية من عدم توفر المخابز فيها وأخرى تعرضت للدمار في أعقاب المعارك التي شهدتها المنطقة، بين تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” والقوات الحكومية.

ومع خروج الفرن الآلي الوحيد في بلدة العامرية بريف حمص الشرقي  عن الخدمة بسبب المعارك، لجأت نساء في البلدة إلى إعداد الخبز في المنزل لتأمين حاجتهم من المادة.

وتقول جميلة الياسين (29عاماً) وهي إحدى سكان البلدة، إنها تصنع خبز “التنور” لعدد من جاراتها اللواتي لا تُجدنَ إعداده، ولأخريات يمنعهن المرض من تحمل مشقة إضرام النار والبدء بتجهيزه وصنعه الذي يستغرق ساعات.

وتتخذ “الياسين” من إعداد الخبز، عملاً يوفر لها مردوداً مادياً يبلغ 13 ألف ليرة سورية خلال الأسبوع الواحد تقريباً، “تساعدني في تأمين احتياجات العائلة.”

وفي أيار/ مايو 2015، سيطر التنظيم على تدمر المدرجة على قائمة اليونسكو للمواقع الأثرية، واستعادت قوات الحكومة السورية السيطرة عليها وعلى بلدة العامرية في آذار/ مارس 2016 بدعم من غارات جوية روسية.

وتمكنت القوات الحكومية وبعد معارك عنيفة بين الطرفين من إحكام سيطرتها على مناطق البادية السورية بشكل كامل أوائل آذار/ مارس 2017.

ويقول محمد اللافي (25عاماً ) وهو أيضاً من سكان بلدة العامرية، إن الفرن الآلي الوحيد في البلدة تعرض للدمار والتخريب خلال المعارك التي شهدتها البلدة.  

وأشار إلى أنه تم تقديم العديد من الشكاوى لمجلس مدينة تدمر والبلدية فيها، بهدف توفير مخبز لخدمة السكان، إلا أنها لم تجد آذاناً صاغية.

وأعاد “اللافي” سبب التأخير في صيانة الفرن، لانشغال البلدية في الوقت الراهن بصيانة وبناء أفران مدينة تدمر والسخنة وسط البادية السورية.

من جانبه، قال جاسم الخلف وهو مختار البلدة إن “عدد السكان يتراوح بين 20 ـ35 ألف نسمة وجميعهم يعتمدون على إعداد الخبز المنزلي، أو شراءه من الحافلات المتنقلة بين البلدة ومدينة تدمر بسعر يصل إلى 4500 للربطة الواحدة.”

وأشار إلى خروج الأفران في قرى المحمدية والسبخاوي والجبلي في البادية السورية أيضا عن الخدمة بسبب المعارك، “لتتشابه في معاناتها في تأمين مادة الخبز مع بلدة العامرية.” 

وتلجأ رحيل العبد العزيز (34 عاماً) وهي إحدى سكان البلدة إلى إعداد خبز التنور لعائلتها وبعض الجيران.

وقالت: “نتساعد أنا والجارات في صناعة الخبز، حيث تجلبن العجين ونتعاون في إعداد ما يصل إلى 50 كغ من الطحين يومياً.”

وأضافت “الموسى” أنها تعلمت إعداد خبز التنور من والدتها فهي من العادات والتقاليد المتوارثة التي عادت من جديد في ظل تردي الوضع المعيشي والخدمي في قرى البادية.

إعداد: آية الأحمد – تحرير: فنصة تمو