صحيفة غارديان البريطانية: تحركات داعش في العراق هي الأكثر تنظيماً منذ هزيمته

واشنطن- نورث برس

وصفت صحيفة غارديان البريطانية، الاثنين، تحركات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق بأنها الأكثر تصعيداً وتنظيماً منذ معركة الموصل حيث تهاجم خلاياه نقاط التفتيش العسكرية والأمنية وتغتال القادة المحليين وتهاجم شبكات الكهرباء والمنشآت النفطية.

جاء ذلك في مقال نشرته “غارديان”، وسلّط الضوء على عمليات الجيش العراقي لمواجهة تنظيم “داعش” الذي يحاول تصعيد هجماته وتحرّكاته في عدد من المدن العراقية في أكبر تحرّكات للتنظيم المتطرّف منذ هزيمته في الموصل عام 2017.

ونقل غيث عبد الأحد، وهو كاتب لدى الصحيفة، عن تقارير استخباراتية عراقية معلومات تفيد بتمركز مقاتلي “داعش” في مناطق جبلية شرق كركوك، “حيث أصبحت الوديان المؤدية الى المياه وقنوات المياه الجافة والجبال في تلك المنطقة مخبأً لأعداد كبيرة من مقاتلي التنظيم المتطرّف الذين يحاولون إعادة تنظيم صفوفهم.”

وبينما يحرم فشل “داعش” في استعادة المناطق المأهولة والمدن من موارد هذه المناطق وثرواتها، بات التنظيم يعمل كجماعات متنقلة تتحرك باستمرار من مكان لآخر لحشد الموارد الكافية وتجنيد الرجال لتنظيم هجمات جديدة.

وبحسب تصريحات أحد زعماء القبائل التي شاركت في محاربة تنظيم “داعش” في العراق للغارديان، فإن مقاتلي “داعش” يعملون على إعادة تهيئة الظروف للسيطرة من جديد على المنطقة، متوقعاً إمكانية معاودة التنظيم احتلال مدن ومناطق إذا تركت خلاياه دون ملاحقة عن كثب.

وأضاف: “حال داعش الآن تشبه حال تنظيم القاعدة بعد هزيمته عام ٢٠٠٩، إذ عاد مقاتلوه للاختباء تحت الأرض إلى أن قاموا بتجميع قواهم، واستغرق الأمر حينها ثلاث سنوات ليعودوا بشكل أقوى.”

وترى “غارديان” أن الظروف التي سمحت لـ”داعش” بالانتشار وبناء نفسه من “بقايا القاعدة” لا تزال قائمة في العراق، حيث يستمر انعدام الثقة بالجهات الحكومية، بالإضافة إلى أن القوات الحكومية العراقية تستمر بعقاب المجتمعات التي خرج منها التنظيم على مبدأ “كل أعضاء المجتمع إرهابيون حتى تثبت براءتهم”.

وبينما تجول قوات الجيش والأمن العراقية بين القرى النائية بحثاً عن خلايا تنظيم “داعش”، ينكر معظم السكان علمهم بهوية الأشخاص الذين عادوا لقيادة التنظيم، إذ بدأ يتردد أن من يسمون أنفسهم بـ”أمراء التنظيم” يحاولون إعادة تجنيد الرجال وفرض تعاليمهم.

وتصف الصحيفة عملية البحث عن الخلايا النائمة لـ”داعش” بالبحث عن إبرة في كومة قش، حيث تختبئ خلايا التنظيم بين المنازل المهدمة وبقايا السيارات المحترقة جراء الحرب الأخيرة ضد التنظيم وفي الوديان والحقول والمخابئ السرية تحت الأرض.

في هذه الأثناء، كشفت مجلة “تايمز” البريطانية عن توصّلها لمعلومات حول قاطع الرؤوس البريطاني في تنظيم داعش، أليكساندا كوتي، تفيد بتجنيده أكثر من ٢٥ مقاتلاً من منطقة واقعة غرب لندن.

وعام 2018، ألقت قوات سوريا الديمقراطية على “كوتي” الذي هو أحد المسؤولين عن مقتل الرهائن الغربيين في سوريا.

وبحسب المجلة البريطانية، قام أليكساندا كوتي بتجنيد الشباب البريطانيين الذين اختفوا ولم تعرف الشرطة البريطانية مصيرهم، ما يثير مخاوف حول احتمال عودتهم إلى بريطانيا بعد أن قاتلوا مع “داعش”.

إعداد: هديل عويس- تحرير: حكيم أحمد