نازحون في إدلب يواجهون حرارة الصيف في خيام نايلون ونقص المياه
إدلب – نورث برس
يخرج أحمد حاج إسماعيل وهو نازح من مدينة سراقب شرقي إدلب، شمال غربي سوريا، ويسكن في مخيم ببلدة كللي بريف إدلب الشمالي، من خيمته عند الظهيرة ليستظل بشجرة زيتون قريبة من المخيم، إذ أن الحرارة داخل خيمته المصنوعة من النايلون، “لا تحتمل”.
لكن الحرارة خارج الخيمة لا تختلف كثيراً عن داخلها، ويلجأ النازح الستيني أحياناً ورغم نقص المياه إلى أن يبلل ثيابه بالماء ويضع قماشة مبللة على رأسه ويجلس لساعات تحت الأشجار، كما حال معظم أقرانه.
وتزداد معاناة نازحين في مخيمات إدلب على الحدود السورية ـ التركية مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأفاعي والعقارب والحشرات، في ظل صعوبات يواجهونها لتأمين المياه.
وتسيطر تركيا وفصائل مسلحة موالية لها على المنطقة، وتقوم بإدارتها سياسياً وعسكرياً، وتشرف على أوضاع النازحين المتواجدين في المخيمات.
ومنذ أشهر، أوقفت منظمات عاملة في شمال غربي سوريا الدعم عن مشاريع تأمين المياه في عشرات المخيمات على الحدود السورية التركية، الأمر الذي أجبر النازحين على شرائها من الصهاريج بأسعار قالوا إنها “مرتفعة” في ظل الوضع المعيشي “المتردي”.
وبحسب فريق منسقو استجابة سوريا، العامل في المنطقة، فإن أكثر من 300 مخيم منتشر في مناطق كللي ومعرة مصرين وكفريحمول ومحيط إدلب وأطمة وقاح دير حسان، تعاني من انقطاع مياه الشرب.
ويعمد النازحون لشراء المياه رغم ارتفاع أسعارها ويزداد الإقبال عليها حيث يبلغ سعر الصهريج سعة ( 20برميل) 50 ليرة تركية (18750 ليرة سورية) وسط زيادة الكميات المستهلكة مع ارتفاع درجات الحرارة.
ويعاني “حاج إسماعيل” من الشقيقة والضغط وداء السكري الذي تزيد حدتها ارتفاع درجات الحرارة، “فالشتاء غريق والصيف حريق”، على حد تعبيره.
ويستقبل أكرم السلوم وهو أخصائي بالأمراض الداخلية في عيادته بمدينة أطمة الحدودية مع تركيا يومياً عشرة مرضى، بينهم أربعة مصابين بأمراض ناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة.
وتعد التهابات المعدة والأمعاء التي تسبب الجفاف الشديد وضربات الشمس والإسهال والإغماء وفقدان الوعي وظهور الالتهابات الميكروبية من أكثر الأمراض انتشاراً بين النازحين، وفقاً للطبيب.
وأصيبت طفلة مروة العابدين (39عاماً)، التي تبلغ عاماً ونصف، بالجفاف والتهاب الأمعاء، وبقيت في إحدى مشافي إدلب لمدة أسبوع حتى تماثلت للشفاء بسبب الحر الشديد.
وتلجأ “العابدين” وهي نازحة من ريف حلب الغربي وتسكن في مخيم الكرامة بمدينة أطمة أحياناً، لملء وعاء من البلاستيك بالمياه وتضع أطفالها الثلاثة فيه.
وأشارت إلى أنها تضطر لتحمل تكاليف شراء المياه، “فلا حلول بديلة لتخفيف الحر الشديد.”
كما تلجأ النازحة لوضع الأقمشة والعوازل على الخيمة، كما تعمد لشراء قوالب الثلج لتبريد مياه الشرب.
وأضافت: “عند الظهيرة نشعر بالاختناق وكأننا نجلس داخل فرن وأخاف على أطفالي الثلاثة من التعرض لضربات الشمس.”