وسيلة نقلٍ عامٍ وحيدة في كراج بحلب تدفع سائقي تكاسي أجرة “للاستغلال”
حلب – نورث برس
من كراج الراموسة جنوب مدينة حلب إلى وسط المدينة، دفعت سارة العجنجي (32عاماً) ثمانية آلاف ليرة سورية كأجرة لسيارة تاكسي أقلتها، وذلك بعد نقاش وجدال مع السائق الذي طلب 12 ألف ليرة سورية.
“العجنجي” التي قدمت من مدينة حمص إلى منزل ذويها في حلب، قضت وقبل أن تستقل سيارة تاكسي أكثر من ثلاثة أرباع الساعة بانتظار حافلة للنقل العام “ولكن دون جدوى.”
ويشتكي مسافرون يقصدون الكراج من كافة المناطق السورية ذهاباً وإياباً، من غياب وسائل النقل العام، ما يضطرهم لاستئجار تاكسي الأجرة والتي تكون أجرتها أضعاف وسائل النقل العام.
ويعتبر كراج الراموسة نقطة وصل بين حلب والمدن الأخرى في سوريا.
وتتجمع بالقرب من كراجات البولمان في الراموسة عشرات تكاسي الأجرة، في حين تغيب عنه وسائل النقل العام، وهو ما يجبر الركاب لاستئجار التاكسي.
وبحسب محمد دياب النجار (55عاماً) وهو صاحب مكتب سفريات في كراج الراموسة، قال إن محافظة حلب مخصصة فقط حافلة واحدة لنقل الركاب المسافرين إلى الكراج.
لكن هذه الحافلة وهي باص نقل داخلي حكومي، تأتي صباحاً في الساعة التاسعة صباحاً، وأحياناً في الثالثة بعد الظهر وأحيانا لا تأتي أبداً، بحسب “النجار”.
وأرجع سبب قلة حافلات النقل العام إلى أن بعض “النافذين يملكون عشرات سيارات التاكسي العاملة بالكراج وليس من مصلحتهم توفير وسائط نقل عامة للمسافرين.”
ودفعت السيدة الثلاثينية من حمص إلى حلب أربعة آلاف ليرة، كأجرة للبولمان الذي قطع 185 كيلومتراً، لتدفع من الكراج إلى حي الجميلية في حلب ثماني آلاف ليرة لمسافة لا تتجاوز 6 كم.
وتساءلت، “هل يعقل أن أتكبد كل هذا المبلغ للانتقال من الكراج إلى منزل عائلتي؟.”
لكن حسن الزيات (47عاماً) وهو سائق تاكسي أجرة، قال إن سبب تقاضيهم أجوراً مرتفعة يعود لارتفاع سعر البنزين، إذ أن “المخصصات الحكومية غير كافية، مما يدفعنا لشراء المادة من السوق السوداء بسعر 4500 ليرة لليتر الواحد.”
وأضاف: “كما أننا نقف أحياناً لساعات في انتظار مسافرين، فمن الطبيعي أن يكون المبلغ أكثر.”
لكن عبد الباسط الهيبي (23عاماً) وهو مجند في القوات الحكومية من حلب يؤدي خدمته الإلزامية في دمشق لم يتفق مع رأي السائق، وقال إن السائقين “لا يلتزمون بالعداد ويطالبون أجور سياحية عالية.”
ويضطر “الهيبي” أثناء زيارته لمدينته أن يمشي لمسافة تتجاوز 2 كم ليستقل وسيلة نقل عامة، “فلا قدرة لي على تحمل نفقات التاكسي الباهظة.”