أربيل ـ نورث برس
أعرب محللون سياسيون عراقيون، السبت، عن توقعهم بتصعيد أكبر في المستقبل ما لم يكن هناك توافق بين طرفي الصراع في العراق، (إيران والولايات المتحدة).
وجاء حديث المحللين السياسيين في وقت تشهد مناطق متفرقة من العراق ولاسيما أربيل في الآونة الأخيرة، سلسلة ضربات صاروخية استهدفت مصالح أميركية، جاءت بعد تهديد أطلقته كتائب “سيد الشهداء” الموال لإيران.
وكان مراقبون سياسيون، توقعوا تصعيداً للتوتر بين الولايات المتحدة وإيران إثر فوز رئيسي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية الشهر الفائت.
ويرى محمد عامر ديرشوي وهو باحث سياسي من إقليم كردستان العراق، أن “العراق ونظراً لموقعه الاستراتيجي كمفترق طرق يتصارع عليه الشرق والغرب، أصبح ساحة صراع بين الولايات المتحدة وإيران وتسعى كل منهما إلى فرض النفوذ فيه.”
وقال “ديرشوي” في حديث لنورث برس، إن “معرفة مفتاح الصراع الأميركي الإيراني في العراق، يكمن في إدراك استراتيجية كل منهما داخل العراق، وبذلك يمكننا فهم سبب هذا الصراع، وتنبؤ الأحداث.”
وفسر كلامه بالقول، إن “العراق بالنسبة لإيران مهم من الناحية المذهبية، إذ أن ولاية الفقيه أو مدرسة (قم) لا تكتمل مالم تستسلم مدرسة النجف لها.”
وأضاف: “لذا فإن إيران تدرك أهمية تواجدها في العراق، ولا تستغني عنه من الناحية المذهبية، حيث أنها ملزمة بزيارة المراقد الدينية الشيعية في كربلاء والنجف.”
وأما من الناحية السياسية، فإن الهلال الشيعي لن يتم بدون فرض النفوذ في العراق، وفق “ديرشوي”.
واستذكر الباحث، المشروع الذي خرج به الرئيس الايراني هاشمي رفسنجاني في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، وكان قد استلم للتو زمام إدارة البلاد، الذي أراد به تحويل إيران إلى ما أسماه حينها “قلب طريق الحرير.”
وأما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن أبرز العوامل التي تدفعها للبقاء في العراق، بحسب “ديرشوي”، هو أنها “ترى النظام الصيني تهديداً لها، فتحاول أن تطوق الصين وطرقها، ولا يمكن فعل ذلك ما لم تحاصر إيران، وهذا لا يمكن أن يحدث دون تواجد أميركا في العراق.”
ويعتقد المحلل السياسي، استمرار التصعيد على الساحة العراقية في حال عدم حدوث تفاهم بين إيران والولايات المتحدة.
ويفصل العراق عن إيران حدود شرقية تمتد من مصب شط العرب في الخليج وصولاً إلى منطقة جومان شمالي أربيل ويبلغ طولها نحو 1450 كم.
ولإيران نفوذ داخل العراق عبر فصائل شيعية موالية لها، كانت نفسها معارضة للنظام السابق في عهدة صدام حسين.
وإبان إسقاط النظام العراقي السابق، أصبح النفوذ الأميركي أمراً واقعاً، واستمر تواجده في قواعد متفرقة من العراق بذريعة تدريب القوات العراقية ومواجهة “الإرهاب”.
ولكن صباح زنكنه وهو محلل سياسي عراقي، حمّل القوات الأميركية داخل العراق سبب الصراع القائم.
وقال زنكنه إن “الإرادة العراقية ركزت على مواجهة القوات الأميركية عبر ضرب قواعدها، وهذا نابع عن عدم اهتمام الأميركان بالدعوات العراقية بإخراج القوات الأجنبية من أراضٍ في البلاد باعتبار أنه لم يعد هناك حاجة لتواجدها.”
وأضاف المحلل السياسي: “ما يحصل في العراق هو أن الضربات لم تقتصر على العاصمة، بل طالت أربيل بإقليم كردستان.”
وأشار إلى أن “فكرة هذه الضربات هو أن بعض الجهات السياسية ترى ضرورة بقاء هذه القوات على أنها تحمي الأقليات.”
وجاءت ضربات أربيل، كرسالة فحواها أن “القواعد الأميركية ليست بمأمن في أي جزء من الأراضي العراقية.”
وقال المحلل زنكنه إن “ذلك يدل على وجود تكتيك جديد ومعادلة جديدة في الصراع، استفادت منها الفصائل المقاومة للتواجد الأميركي.”
وأعرب عن اعتقاده، أن تلك الفصائل ستبدأ في المستقبل بـ”توجيه ضربات أكثر كثافة، وتحذو حذو مدرسة غزة التي فاجأت إسرائيل والعالم.”