الكسب عبر الإنترنت مصدر دخل جديد في إدلب رغم مخاطر محتملة له

إدلب – نورث برس

يتجول معين الزريق (28 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح في مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، في أحد محال بيع الأجهزة المحمولة، باحثاً عن جهاز محمول ذي مواصفات جيدة ليطور من خلاله عمله في برامج الدردشة المجانية على الإنترنت.

ويعتمد الشاب وأشخاص آخرون في إدلب على برامج الربح من الإنترنت، كمصدر لكسب دخل وسط التدهور المعيشي في البلاد، رغم تحذير مختصين من مخاطر محتملة لهذا العمل.

وقال “الزريق” إنه يقضي معظم وقته على الإنترنت ليحقق دخلاً يفوق الذي كان يحصل عليه أثناء عمله في ورشات البناء.

وأشار إلى أنه اشترى ثلاثة أجهزة هاتف محمول خلال أربعة أشهر، بفضل العائدات التي حصل عليها من عمله في برامج الدردشة.

وكلما زاد عدد الأجهزة العاملة، زاد الدخل الشهري والمردود المادي الذي تحققه هذه البرامج، بحسب الشاب الذي يحصل على قرابة 300 دولار أميركي شهرياً من عمله الجديد.

وقد وصلت نسبة البطالة في شمال غرب سوريا إلى 89% بحسب إحصائية لفريق “منسقو استجابة سوريا”.

عملات رقمية تحل مشكلات

ويعمل سعيد الرافع (23عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح يعيش في مخيمات أطمة الحدودية، قرابة ثماني ساعات على تطبيقات الدردشة المجانية ليحصل على مبلغ 100 دولار أميركي شهرياً.

يقول لنورث برس إنه كان عاطلاً عن العمل إذ أن كل محاولاته لإيجاد فرصة عمل باءت بالفشل، إلى أن سمع  أصدقائه يتحدثون عن هذه البرامج.

 و لم يتردد في تنزيل التطبيق على هاتفه المحمول والتعلم على أساسياته ليحقق له الآن دخلاً مادياً يسد رمق عائلته بعد أن كانت تعيش على “السلة الإغاثية”، على حد وصفه.

وتتلخص طريقة العمل عبر برامج الدردشة بإنشاء مئات الإيميلات الوهمية التي يتم تسجلها في برنامج الدردشة المعروف بتطبيق ” يلا”، لينضم الشخص بعدها إلى مجموعات أنشأها “أشخاص آخرون خليجيون وأوربيون ممن ينعمون بالثراء.”

حيث يعملون على إعطاء الكوينزات (وهي عملة رقمية خاصة ببعض التطبيقات يتطلب جمعها تثبيت التطبيق وإنشاء حساب داخله ) لصالح المجموعة ومن ثم  يقوم الأعضاء بجمعها وبيعها كل فترة.

ويبلغ سعر كل 1000 كوينزة نحو أربعة دولارات أميركية ، يعمل على شرائها أشخاص وتجار امتهنوا التجارة بها والذين بدورهم يعيدون تحويلها للمستخدمين.

دخل مريح رغم سلبياته

لكن صفاء الأحمد (34عاماً)، وهو اسم مستعار لمرشدة اجتماعية في مدينة إدلب، تحذر من مخاطر لهذه البرامج على مستخدميها وخاصة الشباب.

تقول “الأحمد” إن تلك التطبيقات تتيح نشر معلومات خاطئة، “وتكون غالبيتها موجهة تجاه قضايا معينة.”

وتضيف: “الإدمان على هذه البرامج يؤثر على قدرة المستخدمين العقلية من خلال التنصل من المسؤوليات والواجبات الحياتية في الواقع، واتخاذ قرارات خاطئة والتشجيع على العدوانية.”

واستدانت خلود الرابح (33 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازحة تعيش في مدينة إدلب، مبلغ 300 دولار أميركي لشراء جهاز محمول والعمل عليه، لتتمكن من إعالة أطفالها الثلاثة الذين فقدوا والدهم في الحرب.

تقول المرأة إنها وجدت في عملها الجديد “راحة نفسية وجسدية”، وخاصة بعد أن عانت من تسلط أرباب العمل الذين كانوا يستغلون حاجتها للعمل، من خلال زيادة ساعات العمل وقلة الأجور أثناء عملها الحصاد وقطف الثمار.

وتحصل خلود على مبلغ 150 دولار أميركي شهرياً من خلال عملها ” بالكوينزات”، وهو مبلغ تراه جيداً مقارنة مع ما كانت تحصل عليه من عملها السابق والذي لم يكن ليتجاوز 90 دولاراً شهرياً.

وقالت شابة أخرى إنها  تمكنت من استئناف دراستها في الجامعة بعد أن اضطرت للتوقف نتيجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة لعائلتها.

إعداد: سمير عوض – تحرير: حسن عبدالله