إهمال في مشفى الأسد بدمشق يتسبب بوفاة سيدة

دمشق ـ نورث برس

تداولت وسائل الإعلام المحلية في الحكومة السورية، مؤخراً، خبر وفاة سيدة في مشفى الأسد الجامعي، بسبب “الإهمال”.

ولكن الإدارة في مستشفى الأسد لم يشغلها التحقيق في الأمر وعلاجه، بل شغلها الرد على كاتب المقال، ووصف كل من يهاجم “مؤسسة وطنية بالمخرب.”

وكانت الردود تؤكد المؤكد: “هذا عمل المشفى، ولا يحق لكم المفاخرة بواجباتكم”، ولكن لحظات ويتم حذف كل الردود التي تخالفهم الرأي.

هكذا قالوا

وبدأت القصة كما يرويها ذوو السيدة زكية، عندما دخلت المستشفى يوم الثلاثاء الفائت، لإجراء بعض الفحوصات بعد تعرضها لهبوط ضغط مفاجئ، وكانت النتيجة أنها “خرجت ميتة، ولأسباب أكثر صعوبة من الموت ذاته.”

ويضيف أهل المريضة لوسائل إعلام محلية، أن أطباء الإسعاف اعتمدوا على النتائج السابقة التي أحضروها معهم، ووضعوا لها خطة علاج “انتان بولي” لا يستدعي قبولها في المستشفى.

ولكن قرروا أن تنام في المشفى ريثما تصدر نتيجة تحليل “زرع البول” وهذا القبول “لم يكن بالأمر السهل”، كما قالوا.

وبعدما دخلت المستشفى لم يدخل غرفتها أي من الأطباء، حتى جاء موعد حصولها على حقنة جاءت الممرضة وأعطتها إبرة “روس” بالوريد دون إجراء اختبار تحسس كما يجب.

وفي حال حصول زكية على الحقنة، أصيبت بصدمة تحسسية أدخلت على إثرها إلى العناية المشددة وتم إنقاذها بعدما اشترى ذووها الأدوية المضادة للتحسس على حسابهم من صيدلية محددة، وهذا يعني أن دواءاً ضرورياً كهذا غير متوافر بالمشفى.

وتحسنت المريضة وخرجت من العناية إلى الشعبة، ولكن عائلتها لم تستجب لطلبها بإخراجها من المستشفى، بل امتثلوا لنصيحة الأطباء بالبقاء حتى اليوم التالي.

وكان هذا اليوم كفيلاً بقتلها، عندما جاءت ممرضة ثانية وأعطتها حقنة ثانية من الدواء وبالطريقة ذاتها، لأنها لم تكن تعلم ماذا حصل معها في الصباح ولم يُعلمها أحد بما حصل.

ويضيف أحد أفراد العائلة، أنه جاءت ممرضة ثالثة لم تعلم أن زميلتها أعطتها الدواء للتو، وحقنتها الإبرة الثالثة من هذا الدواء الذي تتحسست منه، وكانت العناية المركزة غير قادرة على إنقاذها هذه المرة، فتوقف القلب والتنفس وماتت.

تبين الوثائق المنشورة أن التقرير الطبي بيَّن أن سبب الوفاة ناتج عن الصدمة لحصولها على ثلاثة  حقن “روس”.

اتهامات وتخوين

لم تعتد إدارات مشفى الأسد المتلاحقة على تتناول وسائل الإعلام المحلية لهذا المشفى بطريقة ناقدة، حيث أنه يتمتع بحصانة خاصة منذ تأسيسيه.

فنشرت إدارة المستشفى رداً صنفت فيه أعمالها ضمن الإنجازات، ووصف كل من يتعرض لهذا الصرح بالانتقاد “بالمخرب”.

ووصفت الإدارة حالة السيدة بـ”الفردية”، وقالت: إن “من يهاجم مؤسسة وطنية في ظل هذه الظروف كمن حاول هدمها وتخريبها خلال الحرب.”

ومما جاء في الرد أيضاً: “بالرغم من تراجع مؤشرات الصحة العامة في سوريا بشكل كبير خلال السنوات الخمس الأخيرة، لكن كانت وما تزال مؤسساتنا الطبية السورية قلاعاً صامدة تنقذ حياة آلاف السوريين بشكل يومي بجهود جبارة وبأجور رمزية وبعمليات نوعية.”

هذا عملكم

أحد الأطباء المتابعين للأداء غير المرضي في المشفى قال لنورث برس، في معرض تعليقه على هذا السجال، إن هذه الطريقة في الهروب من تحمل المسؤولية تجاه الأخطاء التي تحصل إلى التخوين والحديث في الشعارات “أصبح أمراً ممجوجاً ومملاً.”

وفي متابعة الردود التي كانت تنشر على رد المشفى تبين أنه حشد الكثير من العاملين للقيام بحملة ردود وتعقيب تمتدح العمل فيه، مقابل، حذف كل الردود المخالفة والناقدة، وأصبح بإمكان المتابع قليلاً أن يكتشف اختفاء كل الردود التي تنتقد أداء المشفى في الحال، بحسب متابعين.

وما بقي من الردود المعارضة قول أحدهم: “ياريت ما ترجعوا تحذفوا تعليقي (للمرة الثالثة) حفاظاً على مصداقيتكم المزعومة في حربكم الضروس على الفساد، ليش خايفين؟.”

إعداد: ريتا علي ـ تحرير: محمد القاضي