قوات حكومية بدير الزور تستولي على منازل نزح سكانها لمناطق الإدارة الذاتية

دير الزور – نورث برس

يقف عبد الصمد العلي (35 عاماً)، وهو أحد سكان بلدة التبني بريف دير الزور الغربي، شرقي سوريا، عاجزاً أمام استيلاء قوات حكومية على منزل أخيه الذي نزح إلى مناطق الإدارة الذاتية منذ سنوات سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” على المنطقة.

وتستولي قوات وأجهزة أمنية تتبع للحكومة السورية على منازل نزح أصحابها من ريف دير الزور الغربي إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

وفي آذار/ مارس 2019، طردت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي مسلحي تنظيم “داعش” من آخر معاقلهم في بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي.

وسيطرت قوات حكومية بدعم روسي على مناطق أخرى في ريف دير الزور، لكن ظروف الحرب والأزمات المعيشية والملاحقات الأمنية دفعت عدداً من السكان للانتقال لمناطق تديرها الإدارة الذاتية.

 وقال “العلي” إن دورية للقوات الحكومية برفقة مسؤولي البلدية أبلغوا العائلة التي أسكنها في منزل شقيقه أن عليها إخلاء المنزل خلال 48 ساعة.

وأضاف أنه “عاجز” عن استرداد منزل شقيقه الذي نعته عناصر الحكومة بـ” الانفصالي”، لأنه نزح خلال المعارك إلى مناطق سيطرة الإدارة الذاتية شرق الفرات.

كل يوم وفي كل شارع

ويقول سكان في مناطق سيطرة الحكومة في ريف دير الزور إنهم كانوا شهوداً على عمليات تبليغ شفهي لعائلات تعيش في تلك المنازل لإخلائها.

وقال محمود العبد الله، وهو اسم مستعار لموظف في مكتب الذاتية في بلدية ناحية التبني اشترط عدم نشر اسمه، إنهم “يقومون بعملية إحصاء للمنازل والمحال التجارية التي يجري الاستيلاء ضمن سجلات خاصة.”

وأضاف لنورث برس:” وتُرفع السجلات إلى الإدارة المحلية لمحافظة دير الزور على شكل تقرير شهري يتضمن أعداد المنازل والمحال وتواريخ الاستيلاء عليها.”

ويتم منح المنازل والمحال المستولى عليها لعناصر الحكومة الذين يأتون من خارج مدينة دير الزور وريفها للسكن بشكل مؤقت أو دائم، بحسب “العبد الله”.

وقال جمعة العبوش، وهو أحد سكان مدينة البوكمال القريبة من الحدود السورية العراقية، إن “عمليات الاستيلاء على منازل استقر أصحابها في مناطق الإدارة الذاتية تجري بشكل شبه يومي.”

وأضاف أن كل شارع في البوكمال يضم على الأقل ثلاثة منازل استولت عليها الحكومة.

خائفون من ملاحقات عقب العودة

ولا تقوم المديريات والبلديات بالتصرف في العقار الذي يتم الاستيلاء عليه لمدة 60 يوماً كمهلة لإثبات تواجد أصحابها في مناطق سيطرة الإدارة الذتية، بحسب سكان استولي على منازل لأقاربهم.

ويتخوف نورس الحسن (28 عاماً)، وهو نازح من بلدة التبني يعيش في مدينة الرقة منذ العام 2017، شأنه شأن أغلب من نزحوا من البلدة من ملاحقات أمنية لهم إذا ما قرروا العودة لحماية منازلهم.

وقال “الحسن”:” استولى عناصر لواء فاطميون الموالي لإيران مطلع العام 2018 على منزلي بعد أن أخرجوا المستأجر منه، بحسب ما نقله لي أحد معارفي في البلدة حينها.”

وأضاف أن أكثر يخشاه هو ونازحون آخرون من دير الزور وريفيها الغربي والشرقي، هو اتهامهم بالانضمام إلى صفوف قوات سوريا الديمقراطية خلال فترة إقامتهم في مناطق شرق الفرات.

إعداد: أحمد الموسى – تحرير: فنصة تمو