القامشلي – نورث برس
أوصى بحث أجرته منظمة مدنية سورية، مؤخراً، بأن تقوم اللجنة الدستورية باستثمار دور الدول الداعمة للضغط من أجل تمثيل شمال شرقي سوريا، وإصلاح اللجنة وإزالة الثغرات من أجل تشميل جميع المكونات السورية وإنجاح أعمال اللجنة.
وقالت منظمة برجاف للتنمية والإعلام، إن مشاركين في جلسات أجرتها، أوصوا اللجنة الدستورية بالنظر في أمر المعتقلات في السجون بلا سبب وتحرير اللجنة من عباءة أستانا وسوتشي، وإدراج بند خاص بخصوص اللغة الكردية وباعتبارها من اللغات الرئيسية في البلاد إلى جانب العربية.
وورد ذلك في نتائج بحث قامت به برجاف بعنوان “المسألة الدستورية مقاربات قطاعات من سكان شمال شرق سوريا.”
واللجنة الدستورية مرخصة من الأمم المتحدة، وكانت تهدف إلى التوفيق بين الحكومة والمعارضة عبر اعتماد دستور جديد للبلاد، إلا أن الخلافات بين الحكومة والمعارضة عصفت بجلساتها.
وأواخر كانون الثاني/ يناير من العام الحالي، اختتمت اللجنة الدستورية السورية في جنيف جولتها الخامسة بالفشل دون تحديد موعد آخر للجولة المقبلة.
وقال فاروق حجي مصطفى، وهو المدير التنفيذي لـ برجاف، إن فتح السجال حول العملية الدستورية في سوريا ليس بالأمر الهين، بسبب عدم خوض السوريين والسوريات نقاشاً دستورياً من قبل، والعقد المتراكمة زمنياً من الصراع.
وأضاف، أن هذا يأتي إلى جانب “غياب التمثيل المستحق المدني والسياسي عن شمال وشرق سوريا في اللجنة الدستورية وهيمنة العامل الإقليمي”، على حد قول “حجي مصطفى.”
خمسة أشهر من البحث
وضمت نتائج البحث التي نشرتها برجاف، واطلعت عليه نورث برس، خمسة فصول تشمل تحليل عينة البحث وإضاءات على المشكلة الدستورية، والهويات والمفاهيم، إلى جانب توصيات وتفاصيل عن اللجنة الدستورية.
وأجرت “برجاف” البحث بهدف استقراء وصفي للمسألة الدستورية السورية ضمن مساحة من الجغرافية ذات سمات خاصة، وكيف تفاعلت تلك المساحة مع الفكر السياسي الذي مورس عليها ككيان دولة وفعاليات محلية، ومرجعية ذلك المكرّسة في دساتير سورية متلاحقة.
وعلى مدى خمسة أشهر بين شباط/ فبراير وحزيران/يونيو من العام الحالي 2021، دعت برجاف سلسة متتابعة من مجموعات التركيز للنقاش حول المسألة الدستورية في سوريا، لتسجيل مقاربات سكان في مدن كوباني ومنبج ورميلان وديرك، بالإضافة لنازحين من شمال شرقي سوريا في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
وباستخدام مجموعات تركيز متعددة وإطلاق مجموعة من أدوات البحث التشاركي، حصلت المنظمة على رؤى متنوعة لـ 400 استمارة تفصيلية.
ويوم أمس الأحد، أقامت “برجاف” جلسة حوارية في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق خصصت للنقاش حول الورقة البحثية التي أصدرتها.
وحضر الجلسة 33 شخصاً، بينهم أكاديميون ونشطاء وأساتذة جامعات وممثلون عن أحزاب سياسية، وبحضور عضوين في اللجنة الدستورية، وهما فايق حويجة والدكتورة سميرة مبيض.
نتائج وأرقام ودلالات
ونشرت برجاف مخططات بيانية لنسب المشاركة في المدن الخمسة والتوازن الجندري والتحصيل الدراسي والفئات العمرية ومستوى الدخل للمشاركين في العينة.
وحول تعريف الدستور مثلاً، أظهر البحث أن كلمة “الدولة” تكررت 160 مرة في التعريفات، بينما بلغ العدد مع تعبيرات “الحكم والسلطات ومرادفاتها” 284 مرة، في حين جاءت حصيلة تكرار “الشعب والمجتمع” ما لا يتجاوز 168 مرة.
وفي القسم “توقعات” من البحث، قالت برجاف إن 42.5 فقط من العينة تعوّل على المسألة الدستورية كضامن للسلام، في حين أن الباقون لا يظنون أو يشككون في إمكانية ذلك.
ويعلق مشرفون على البحث: “هي نسبة منخفضة تدل على فقدان جاذبية الموضوع لدى فئات واسعة من سكان منطقة تمتاز برواج العمل السياسي فيها.”
ونشرت المنظمة مخططات بيانية ومعلومات عن الحصيلة المعرفية حول اللجنة الدستورية.
وجاءت نتائج البحث التي نشرتها برجاف غنية بالتوصيات والرؤى المتعددة من كل من المدن الخمسة، وتم عرضها بحسب مصدرها والموضوعات التي تناولتها، إلى جانب معرض صور للفعاليات التي أقامتها المنظمة واعتمدت عليها في بحثها.