متطوعو بلدية بريف دير الزور يوقفون عملهم بسبب عدم تنفيذ وعود بتوظيفهم

دير الزور- نورث برس

ترك فهد العبد (33 عاماً)، وهو أب لسبعة أولاد، منذ أيام، عمله في حراسة بلدية الشعب في بلدة السوسة، ١٢٠ كم شرق دير الزور، شرقي سوريا، كباقي عمال البلدية، وذلك بعد تأخر المجلس المدني في تنفيذ وعود لهم تتعلق بتخصيص رواتب شهرية لهم.

ولم يعد الحارس يتحمل العمل طوعاً وسط الاحتياجات المتزايدة ، “فقد كنت أعمل على أمل أن تخصص رواتب لنا مع نهاية كل شهر.”

ومطلع الشهر الحالي تموز/ يوليو، توقف عاملون في بلدية الشعب ببلدة السوسة من حراس وسائقين وعاملي نظافة عن العمل، بسبب عدم تخصيص رواتب مالية.

وتعود مباشرة، موظفي مكاتب البلدية في الدوام منذ شباط/فبراير الفائت. بينما سبقهم هؤلاء العمال لمهامهم في نيسان/أبريل العام الماضي.

أربعة أشهر تطوعاً

وقالت كسبة حميد، وهي رئيسة مشاركة لديوان بلدية الشعب في السوسة، إنها تعمل منذ شباط/فبراير الماضي، “ولم تخصص رواتب لنا حتى بعد أكثر من أربعة أشهر.”

وأضافت أنها عزمت عدة مرات على ترك العمل، “لكن زملائي في العمل أقنعوني بالبقاء والتريث في كل مرة، لكننا بقينا على هذه الحال ولم يلتفت أحد لمعاناتنا.”

وقال خميس العطيوي، وهو الرئيس المشارك لبلدية الشعب في بلدة السوسة، إنهم بدؤوا العمل لخدمة سكان منطقتهم، “لا سيما بعد انتشار الأمراض الناتجة عن تراكم القمامة والأوساخ.”

وأضاف أن العمل في بداية شهر نيسان/أبريل الماضي كان العمل جيداً، “وتلقينا مساندات من سكان البلدة القرى التي تخدمها البلدية، لكن ينبغي تخصيص رواتب للعمال كي يستأنفوا أعمالهم.”

وامتدت مساحة عمل بلدية السوسة إلى قرى مجاورة بعد استئجار آليات إضافية، “رغم خطورة العمل لوجود مخلفات حرب في الشوارع والأحياء”، بحسب ” العطيوي”.

 وتستأجر البلدية آليات العمل رغم عدم وجود ميزانية مخصصة لها، معتمدة على واردات محلية عن طريق جباية رسوم من المحال التجارية وخدمات النظافة على المنازل والمخالفات التموينية.

رواتب قيد الدراسة

ومن جانبه، قال محمد العميري، وهو رئيس مشارك لمقاطعة المنطقة الشرقية في ريف دير الزور، إن الإدارة أبلّغت العاملين منذ البداية بأن العمل “سيكون تطوعاً إلى أن تخصص اعتمادات مالية للموظفين.”

وأضاف أن من المقرر وضع اعتماد مالي لجميع عاملي البلدية مطلع آب/أغسطس المقبل، وأنهم يدرسون مع المجلس المدني في دير الزور صرف رواتب لشهر تموز/ يوليو الحالي.

وفي الرابع والعشرين من شهر نيسان/أبريل الفائت، حددت الإدارة الذاتية مبلغ 2.472 مليار ليرة سورية كموازنة عامة لشمال وشرق سوريا لهذا العام.

 وخصصت الإدارة الذاتية 80 مليار ليرة سورية لتأمين سبعة آلاف فرصة عمل خلال العام الجاري، بحسب تصريح سابق لمسؤول في  الإدارة الذاتية.

لكن علي الحواس (25 عاماً)، وهو عامل نظافة في البلدية والمعيل الوحيد لأسرته، قال إن مشكلات صحية دفعته للتوقف عن العمل قبل زملائه، وذلك بسبب فقدان الأمل في تخصيص راتب له.

وأضاف أن المشقة التي تحملها كانت “في سبيل تأمين قوت يومي لعائلتي، لكن خاب أملي وبات البحث عن عمل آخر أفضل من وعود تُكرر ولا تُنفذ.”

إعداد: أنور الميدان – تحرير: عمر علوش