تهريب الديزل من شمال حلب إلى إدلب وسط احتكار “تحرير الشام” للمحروقات

إدلب نورث برس

خرج قدور الأعرج (46عاماً) قبل عدة أيام من سجون هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في بلدة أطمة شمال إدلب، شمال غربي سوريا، بعد أن تم اعتقاله لمحاولة تهريبه مادة الديزل من مناطق بريف حلب الشمالي إلى إدلب، شمال غربي سوريا.

وفتش عناصر حاجز الهيئة المتواجد في شمال أطمة، حينها، سيارة “الأعرج” وفتحوا خزان الوقود الذي كان ممتلئاً، حيث تم سجنه لثلاثة أيام، إضافة إلى حجز سيارته لأكثر من أسبوع.

ويعمل شباب من ريف إدلب الشمالي في تهريب مادة الديزل من مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا بشمال حلب إلى إدلب الخاضعة لسيطرة الهيئة.

ويبرر هؤلاء أن “الفرق الكبير” في الأسعار بين تلك المناطق والذي قد يصل إلى أكثر من 500 ليرة سورية للتر الواحد، إضافة إلى الأوضاع المعيشية والظروف الاقتصادية “السيئة” في ظل قلة فرص العمل في مخيمات الشمال السوري، هو ما أجبرهم على ذلك.

احتكار

ويقول مهربون آخرون وسكان محليون، إن سبب منع “تحرير الشام” التهريب، يعود لإجبارهم على شراء المحروقات من “وتد للبترول” بأسعار تحددها الأخيرة والتي تعد الجهة الوحيدة المسؤولة عن استيراد المحروقات.

وقال “الأعرج” إن معاملة عناصر الحاجز له كانت “سيئة جداً. حتى أني ظننت نفسي مجرماً أو قاتلاً.”

وتستورد “تحرير الشام” المحروقات من تركيا عبر معبر باب الهوى الحدودي من خلال شركة “وتد للبترول” التابعة لها والتي تحتكر سوق المحروقات في مناطق شمال غربي سوريا بشكلٍ كامل وتتحكم بأسعارها.

وترفع “وتد للبترول” أسعار المشتقات النفطية بشكل مستمر، وتتذرع بأن الارتفاع يأتي نتيجة انخفاض سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار الأميركي.

وقبل عدة أيام، رفعت الشركة سعر ليتر المازوت المستورد إلى6.71 أي ما يعادل (2500ليرة سورية) عوضاً عن 6.42 ليرة تركية، في حين ارتفع ليتر المازوت المستورد نوع ثاني إلى5.84 ليرة تركية أي ما يعادل (2200 ليرة سورية) عوضاً عن 5.48 ليرة تركية.

وارتفع سعر أسطوانة الغاز المنزلي من 93 إلى 98 ليرة تركية أي ما يعادل (36200 ليرة سورية)، في حين ارتفع سعر ليتر البنزين المستورد إلى 7.19 ليرة أي ما يعادل (2700ليرة سورية) عوضاً عن 6.80 ليرة تركية.

ويبلغ سعر صرف الدولار نحو 8.75 ليرة تركية، بينما تقابل الليرة التركية 367 ليرة سورية، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات.

ووفقاً لمهربين فإن عناصر حاجز “هيئة تحرير الشام” يقومون بتفتيش السيارات وفتح خزانات وقودها، وفي حال كانت مليئة يقومون بحجز السيارة وصاحبها.

كما يقومون أحياناً، بإرجاع صاحب السيارة إلى المناطق القادمة منها لتفريغ خزان السيارة حتى يسمحوا له بالعودة إلى مناطق إدلب.

طرق التهريب

ويستخدم “المهربون الطرق الزراعية الواصلة بين مناطق شمال حلب وإدلب، إذ أنه من الصعب أن يتم ضبطهم وخاصة أن تلك الطرق تكون مزروعة بالأشجار التي تمنع الرؤية.

وعلى عكس شبان يعملون في التهريب، لم يخفِ نزيه الشمالي (27عاماً) وهو نازح من ريف حماة الشمالي يعيش في مخيمات الكرامة شمالي إدلب قيامه بتهريب الديزل إلى إدلب.

ويومياً يذهب النازح بدراجته النارية إلى مناطق بشمال حلب ويشتري المازوت المكرر بدائياً من البائعين بسعر 3.35 ليرة تركية للتر الواحد ويبيعه في بلدة أطمة بسعر 4.55 ليرة تركية.

ولا يجد المهربون رغم عدم إنكارهم أن ما يقومون به مخالف للقانون ومحفوف بمخاطر أحياناً، “حججاً مقنعة” لدى الهيئة لمنعها التهريب، وقالوا إن الأخيرة ومن خلال منع توريد الوقود من خارج مناطق سيطرتها، تمنع تخفيض هامش الربح الذي تجنيه من خلال تحكمها بسوق النفط.

وشهرياً، يحتاج عبد الرحمن اليوسف (40عاماً) وهو صاحب صهريج لبيع المياه في أطمة لأكثر من 150 لتراً من المازوت المكرر.

وقال: “في حال اشتريت المازوت من إدلب سأدفع 150 ليرة تركية وربما أكثر زيادة عن سعر المازوت في ريف حلب الشمالي.”

وأضاف أن هذا الأمر دفعه “لشراء المازوت المكرر من ريف حلب الشمالي وتهريبه إلى إدلب عبر طرق زراعية.”

إعداد: براء الشامي – تحرير: سوزدار محمد