غياب تجهيزات صيفية بمخيم نوروز في ديرك يفاقم آثار موجة الحر

ديرك – نورث برس

تستعين إيمان حجي معمي (30 عاماً)، وهي نازحة من مدينة سري كانيه (رأس العين) تسكن في مخيم نوروز، بريف ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، بكتاب لتحرك به الهواء فوق رأس طفلتها لتخفف عنها حدة حرارة الجو داخل الخيمة.

ولا تحتوي خيمة “معمي”، كمعظم الخيام في المخيم، أي وسائل تبريد من مراوح وغيرها، بينما لا تتوفر الكهرباء لبعض من تمكنوا من تأمين مراوح أرضية صغيرة، في ظل عدم انتظام ساعات الوصل وتكرار انقطاع كهرباء أمبيرات المخيم باستمرار.

ويضم مخيم نوروز مولدة خاصة تغذيه بالكهرباء من الحادية عشرة ظهراً حتى الخامسة عصراً، إلا أنها كثيراً ما تتوقف نتيجة الأعطال وسط ارتفاع درجات الحرارة.

وقبل عدة أيام، بلغت درجة الحرارة في منطقة ديرك 44 درجة مئوية، ومن المتوقع أن تحافظ الحرارة على معدلاتها خلال الأيام الثلاثة المقبلة في فترة الظهيرة، بحسب موقع “طقس العرب” المتخصص في تنبؤات الطقس.

ويضم مخيم نوروز 315 عائلة نزحت إلى المخيم بعد الهجوم التركي على منطقتي سري كانيه وتل أبيض عام 2019، إضافة لوجود عائلات من مدينتي عفرين وكوباني، وتضم تلك العائلات 1.600 شخص، بحسب إدارة المخيم.

وقالت “معمي”، التي قدمت مع أطفالها الثلاثة إلى المخيم منذ أسبوعين، إن ارتفاع درجات الحرارة أثر على صحة أطفالها وخاصة على صحة طفلتها التي تعاني من اختلاجات، الأمر الذي يدفعها لمراجعة الطبيب عدة مرات في الأسبوع.

منظمات غائبة

ويطالب النازحون إدارة المخيم والمنظمات  بتوفير وسائل التبريد والمياه الباردة والألبسة الصيفية لهم.

لكن نديم عمر، وهو مسؤول العلاقات في مخيم نوروز، قال إن المنظمات الإنسانية لم تقدم حتى الآن أي وسائل تبريد سواء كان أجهزة تكييف أو مراوح.

وأضاف، في مقابلة لنورث برس، أن منظمات قدمت وعوداً بذلك، “لكن لم نر شيئاً حتى الآن.”

ويوم أمس الأحد، ناشدت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا, عبر بيان, المجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة فتح معبر تل كوجر/اليعربية مع العراق, وفصل الوضع الإنساني عن المصالح السياسية لبعض الدول.

وقبل نحو عامين، أغلق معبر تل كوجر، الذي يقع على الحدود السورية العراقية، بعد استخدام موسكو وبكين حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي لإغلاقه أمام مرور مساعدات الأمم المتحدة.

وبعد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) اتسعت المناطق التابعة للإدارة الذاتية، وزاد العبء عليها في موضوع المخيمات التي باتت تحتضن عشرات الآلاف من النازحين “وهذا يفوق طاقتها الاستيعابية”, بحسب بيانها يوم أمس.

أمراض متزايدة

ويعد الأطفال الفئة الأكثر تضرراً من ارتفاع درجات الحرارة، وارتفع عدد المراجعين بسبب الأمراض الموسمية من 30 إلى نحو 45 مراجعاً، بينهم نحو 25 طفلاً، بحسب مركز الهلال الأحمر الكردي في المخيم.

وأصيب طفل خولة حسن (28عاماً)، وهي نازحة من سري كانيه وتسكن في المخيم منذ أكثر من عام ونصف العام، بالحمى والإسهال الحاد بسبب موجة الحر.

وأشارت إلى أن مرض طفلها كلفها قرابة 70 ألف ليرة سورية بين معاينة طبيب وشراء الأدوية، حيث يعاني مركز الهلال الأحمر الكردي في المخيم من نقص شديد في الأدوية، بحسب “شيخموس”.

وبحسب أحمد شيخموس، الرئيس المشارك للهلال الأحمر الكردي في ديرك، فإن الحالات المرضية في المخيم ازدادت مع بدء موجة الحر الحالية.

 وتنوعت بين التسمم الغذائي والإسهال الحاد والتهابات المعدة أو الأمعاء واللوزتين والقصبات التحسسي أو الأكزيما التحسسية، إضافة إلى الالتهابات الجلدية بين الأطفال الرضع.

إعداد: سولنار محمد – تحرير: سوزدار محمد