أسبوع على “معركة المعابر السورية” المرتقبة في جلسة مجلس الأمن
القامشلي – نورث برس
من المتوقع أن تشهد، جلسة مجلس الأمن، مطلع الأسبوع المقبل، معركة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وروسيا وشركائها من جهة أخرى، بما يخص تفويض المعابر السورية.
ويشبَّهُ وضعُ اليوم بالوضع عام 2014، عندما وافقت موسكو بعد معركة دبلوماسية، على تمرير القرار 2165 لإيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا.
ووافقت موسكو حينها على تمرير المساعدات خلال معابر نصيب مع الأردن، وتل كوجر (اليعربية) مع كردستان العراق، وباب السلامة وباب الهوى مع تركيا.
وفي تموز /يوليو من العام الفائت، استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض “الفيتو” أمام تمديد القرار بشكله الحالي.
وبذلك تقلص عدد البوابات الحدودية التي تقع خارج مناطق سيطرة حكومة دمشق، من ثلاثة إلى واحدة، وهي معبر باب الهوى بين تركيا وإدلب التي تسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على معظم مساحتها.
وتقول روسيا إن المساعدات لا بد أن تمر من تحت أنظار “الحكومة الشرعية”، في إشارة إلى حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، ويبدو أن الموقف الروسي سيكون أكثر صرامة بعد فوز الأسد بالانتخابات الرئاسية التي لم تعترف بها جهات دولية عدة، بحسب مراقبين.
ويعتبر إيصال المساعدات إلى السوريين، أول امتحان لإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي لخص الوضع في سوريا خلال مؤتمره الصحفي عقب لقاءه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالتشديد على ضرورة إيصال المساعدات إلى المحتاجين.
وأواخر آذار/مارس الفائت، طالب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بإعادة فتح معابر حدودية في سوريا لإدخال مساعدات إنسانية.
وهذه المعابر هي تل كوجر عند الحدود العراقية، وباب السلامة عند الحدود التركية، وقال الوزير الأميركي “هذه المعابر تتيح على التوالي مساعدة 4 ملايين و1,3 مليون سوري.”
لكن روسيا استبقت الجلسة المرتقبة في الحادي عشر من الشهر الجاري، بتصريح رافض للنية الأميركية، في إشارة إلى معركة دبلوماسية مرتقبة تحت قبة مجلس الأمن.
والخميس الفائت, أعلن المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، رفض بلاده إعادة افتتاح معبر تل كوجر، مع العراق لإدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال شرقي سوريا.
وقال نيبينزيا، إن الاقتراح المقدم إلى مجلس الأمن الدولي بإعادة فتح المعبر “غير مجدٍ.”
وأعرب طارق زياد وهبي، وهو محلل سياسي، يقيم في فرنسا، إن روسيا ستقدم على استخدام حق النقض “الفيتو”.
وقال في تصريح لنورث برس: “تركيا تلعب دور الوسيط غير المعتدل لأنها تقف عائقاً أمام سماع ما يريده أبناء هذه المنطقة”، في إشارة إلى شمال شرقي سوريا.
واعتبر المحلل السياسي أن “المسألة السورية ليست على درجة من الاهتمام الذي يجعل الحديث فيها يرتب آليات حل، الآن في مجلس الأمن سيتم كالعادة فصل مسرحي هزلي بين الروس والأميركان”، بحسب قوله.
ومن جانبه قال ثورو ريدكرو، وهو محلل أميركي مختص في النزاعات الدولية، إن روسيا تريد أن تكون “الصانع الأكبر” في سوريا.
ووصف “ريدكرو” الموقف الروسي بـ”الغريب”. وأضاف: “قد تقصف روسيا مرتزقة أنقرة في إدلب في الصباح وتلتقي بتركيا كصديق لها في مساء نفس اليوم.”
وفي إشارة إلى معبر تل كوجر (اليعربية)، قال المحلل الأميركي لنورث برس، “كلما قلّت الحدود المفتوحة في شمال شرقي سوريا، وازدادت عزلة وازداد انعزال السكان، كان ذلك أفضل لروسيا.”
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، ناشدت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا, المجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة فتح معبر تل كوجر, وفصل الوضع الإنساني عن المصالح السياسية لبعض الدول.