والدة السياسية هفرين خلف: شوّهوا جسد ابنتي بالرصاص
NPA
قالت والدة السياسية الكردية التي تم اغتيالها من قبل مجموعة تابعة للمعارضة المسلحة المدعومة تركياً, إن جثة ابنتها كانت مشوهة نتيجة ما وصفته بـ"الطريقة الوحشية" في قتلها.
وتسللت مجموعة من "تجمع أحرار الشرقية" او ما يعرف بـ "الفيلق الأول" في "الجيش الوطني" الذي يعمل تحت قيادة القوات المسلحة التركية, إلى الطريق الدولي (حلب – الحسكة) جنوب كري سبي/ تل أبيض صباح يوم 12 تشرين الأول/أكتوبر 2019, وقتلت /6/ مواطنين بالأسلحة الرشاشة, بينهم الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل, هفرين خلف.
ونشر حساب التويتر التابع للفصيل المسلح, مقطع فيديو يظهر فيه مسلح يطلق النار على شخص ممدد على الأرض ويطلب من المسلحين حوله تصويره, لتنشر بعدها معرفات تلغرام تابعة للفصيل مقاطع أخرى من المكان نفسه, يحوي أحدها مشهداً يظهر فيه مسلحون يتجهون نحو سيارة كانت تستقلها خلف, وآثار الرصاص ظاهر عليها.
ورغم نشر مقطع فيديو عبر الحساب الرسمي لـ "تجمع أحرار الشرقية", يوضح مشاهد يصفها المصور بأنها من الطريق الدولي, إلا أن المتحدث باسم الجيش الوطني المدعوم من قبل تركيا, يوسف حمود, قال لوكالة "رويترز" للأنباء, إن عناصرهم "لم يصلوا إلى ذلك المكان."
من جانبه أكدّ مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية, مصطفى بالي, تسلل عناصر من فصائل المعارضة المسلحة إلى الطريق الدولي مضيفاً وجود حالات اختطاف في صفوف المدنيين.
وقالت سعاد محمد لـ "نورث برس" بعد تشييع جثمان ابنتها هفرين خلف وعضو حزب سوريا المستقبل فرهاد رمضان, إن آخر مكالمة تلقتها من ابنتها كانت صبيحة يوم اغتيالها.
وأضافت "في الساعة السابعة إلا خمسة دقائق رن هاتفي (..) سمعتهم يتحدثون بالعربية ولا يجيبون على كلامي, جربت التحدث بالعربية "مين معي؟" ومجدداً لم اتلق أي رد, كل ما فهمته منهم إنهم كانوا يقولون لبعضهم (ما في مازوت)."
وأردفت "قلت لنفسي لا بد أن هفرين بيد العدو الآن (..) ولا أعلم من هو العدو".
وحول ما كانت عليه الجثة عند رؤيتها صباح يوم الدفن, قالت سعاد " كانوا يستطيعون قتلها برصاصة او اثنتين لكنهم شوهوا جسدها بالرصاص (..)لم يبقى من ثيابها شيء, جثتها كانت ككرة قطن ملفوفة بقماش."
وأضافت " كانت هناك قطعة قطن من صدرها حتى أسفل وجهها, أزلتها فرأيت أنه لم يبقى من حنكها سوى جزء صغير."
وطالبت سعاد محمد الجهات الحقوقية بضمان استنكار الممارسات هذه من قبل الفصائل المسلحة, مشدّدة على ضرورة عدم إفلات مرتكبيها من العقاب, وقالت "أبنتي لم تكن مقاتلة, بل كانت تعمل في السياسة وهو حق مضمون لها بحسب حقوق الإنسان."
من جانبه أكد رئيس حزب سوريا المستقبل إبراهيم قفطان لـ"نورث برس" أن استهداف تركيا للسياسيين في المنطقة، هو "لجوء إلى منطق لا للحوار السياسي بل لحوار السلاح".
وقال قفطان في كلمة خاطب فيها أبناء مدينة الرقة أثناء نعيه هفرين "رأيتم كيف تقتل رفيقة دربي ورفيقة دربكم، هم لم يقتلوا هفرين فقط بل قتلوا السياسة والحوار".
وصباح أمس الأحد, قال متحدث بالخارجية الأمريكية لوكالة "رويترز" إن الولايات المتحدة اطلعت على تقارير عن مقتل السياسية الكردية هفرين خلف وأبدت "قلقها البالغ" من تلك التقارير.|
وأضاف المتحدث "نعتبر تلك التقارير مثار قلق بالغ وتعكس زعزعة الوضع بشكل عام في شمال شرقي سوريا منذ بدء الأعمال القتالية"، مضيفا أن الولايات المتحدة تدين بأقوى العبارات أي انتهاكات أو عمليات إعدام خارج نطاق القانون|للمدنيين والأسرى وأنها تبحث في أمر تلك الملابسا.
وشددت سعاد محمد. على عدم تراجعها عن المطالبة بحق ابنتها "إن كان هذا العالم يضمن حقوق الإنسان, سيلبي دعوتي بالمطالبة بحق فلذة كبدي وسيساعدني في استعادة حقوقها من خلال الكشف عن تفاصيل هذه الممارسة الوحشية التي ارتكبت بحق أبنتي, ولن أتنازل عن حقها حتى النهاية."