أعطال التيار الكهربائي تضيف تكاليف معيشية أخرى لعائلات في دمشق وريفها

دمشق – نورث برس

بقيت عائلة دلال حامد (41 عاماً)، وهي ربة منزل تسكن في بلدة جديدة الفضل بريف دمشق الغربي، بدون ثلاجة أو مروحة لعدة أيام، بعد احتراق الملف النحاسي في محرك الثلاجة وتعطل المروحة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وأعطال الأجهزة الكهربائية المنزلية.

ويعاني سكان في دمشق وريفها من انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي وعدم انتظامه أثناء ساعات الوصل، ما يؤدي لتعطل أجهزة المنزل الكهربائية.

ويضطر السكان إلى تحمل تكاليف الصيانة المرتفعة في ظل الغلاء المعيشي أو التخلي عن بعض الأجهزة رغم ضرورتها للمنزل والعائلة.

وقالت “حامد” إن التيار الكهربائي انقطع في اليوم الذي تعطلت فيه الثلاجة بشكل مفاجئ عدة مرات في بضع دقائق، ما تسبب باحتراق العديد من الأضواء المنارة أيضاً.

وأشارت إلى أن فني الصيانة أخبرهم بعد فحص الثلاجة والمروحة المعطلة أن سبب العطل يعود لانخفاض جهد التيار الكهربائي المفاجئ عدة مرات.

تكاليف صيانة مرتفعة

وطلب فني الصيانة مبلغ 100 ألف ليرة سورية مقابل إعادة لف الملف النحاسي للمحرك الكهربائي وإجراء الصيانة اللازمة له، إضافة لحاجته لما لا يقل عن أسبوع حتى ينهي العمل به.

ولم يقبل الفني، بحسب ربة المنزل، البدء بإجراء الصيانة حتى دفعت المبلغ له بعد أن طلبت المساعدة من أخيها الذي يعمل في أربيل في إقليم كردستان العراق، وذلك لعدم قدرتها على دفع المبلغ وتحمل تكلفة الصيانة.

وخلال الأيام الأخيرة، شهدت مناطق دمشق وريفها تراجعاً في ساعات وصول التيار الكهربائي، إذ لم يصل التيار إلى بعض مناطق الريف سوى ساعتين على مدار اليوم.

وفي السابع والعشرين من الشهر الجاري، قال غسان الزامل، وزير الكهرباء في حكومة دمشق، لإذاعة محلية، إن ارتفاع درجة الحرارة سبب رئيس لزيادة ساعات التقنين.

وبحسب الوزير، فإن انخفاض توريدات الغاز الواصلة إلى محطات التوليد، إضافةً لارتفاع درجات الحرارة، أديا لخروج بعض مجموعات التوليد عن الخدمة.

وتحتاج المحطات التي باتت خارج الخدمة إلى صيانة قد تستمر لأشهر، بسبب تكلفة الصيانة العالية وعدم توفر قطع التبديل، كما أن تحسن وضع الكهرباء مرهون بزيادة كميات الغاز الواردة إلى المحطات، بحسب الوزير.

وأصيب جهاز التكييف في منزل رواد فارس (38 عاماً)، وهو مهندس في القطاع الخاص ويسكن في حي القصاع شرق دمشق، بعطل بسبب انقطاعات متكررة ومفاجئة للتيار الكهربائي.

قطع تبديل مفقودة

وذكر “فارس” أن وكالة الصيانة أعلمته بأن دارات اللوحة الإلكترونية قد تعطلت وتحتاج اللوحة كلها لاستبدال ليعود الجهاز للعمل.

لكن القطعة لم تتوفر في الوكالة ولا في السوق، ما اضطره للبحث عنها لدى ورشات الصيانة الأخرى، محاولاً تأمينها من أحد الأجهزة المعطلة.

وفي النهاية اضطر الرجل لدفع 300 ألف ليرة سورية ثمناً للوحة مستعملة، وقال إنه سعر يقارب ثمن الجديدة عندما كانت متوفرة، عدا عن أجور الوكالة في التركيب والتشغيل.

ويعاني سوق الأدوات الكهربائية من ارتفاع في أسعار القطع وضعف الاقبال بسبب تراجع القدرة الشرائية للسكان، يضاف إلى ذلك فقدان قطع الغيار اللازمة لإجراء للصيانة.

وقال حيان محمود (36 عاماً)، وهو فني صيانة أدوات كهربائية، يعمل في إحدى وكالات الصيانة، إن قطع الغيار وخاصة الإلكترونية اللازمة لصيانة الأدوات الكهربائية تكاد تكون مفقودة تماماً في السوق.

ويعود ضعف توفر القطع، بحسب “محمود”، لصعوبة استيرادها بسبب تعدد أنواع القطع الكهربائية واختلاف مكوناتها، حتى تلك التي تندرج ضمن منتجات الشركة الواحدة.

ولا تلجأ وكالات الصيانة لتأمين القطع بشكل منفرد، وتكتفي بعضها بما خزٌنته منذ العام ٢٠١٠، فيما يستفيد أصحاب الورشات الخاصة من إمكانية استخدام قطع من أجهزة أخرى معطلة أو تأمين قطع الصيانة الضرورية من الخارج بحسب رغبة الزبون.

ويشير “محمود” إلى أنه لتجنب تعطل الأجهزة الكهربائية يجب على العائلات تركيب أجهزة حماية (منظم للجهد الكهربائي)، إذ يوفر المنظم حماية من الجهد المرتفع ويعمل على رفع الجهد المنخفض للوصول إلى تيار مستقر.

كما ينصح العائلات بفصل الأجهزة الكهربائية عن الشبكة لحمايتها عند الحاجة

لكن أرباب عائلات يقولون إن تكاليف شراء وتركيب أجهزة الحماية باهظة أيضاً، إذ يتراوح سعرها بين مليون ليرة ومليون ونصف المليون ليرة، بحسب النوعية وعدد مراحل العمل.

إعداد: رغد العيسى- تحرير: سوزدار محمد