ارتفاع إيجار المنازل يدفع طلاباً جامعيين في دمشق للعودة إلى السكن الجامعي

دمشق- نورث برس

بعد ثلاث سنوات من تخلص فلك محمد (21عاماً)، وهي طالبة في في كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق، من معاناة السكن الجامعي في منطقة المزة بالعاصمة، عادت اليوم للمعاناة نفسها، إذ تقطن في غرفة رفقة سبع طالبات أخريات من اختصاصات مختلفة.

وقالت “محمد” لنورث برس: “لا أحب العيش في غرف السكن الجامعي لعدة أسباب منها، الاكتظاظ وسوء الخدمات والمرافق في أبنية المدينة الجامعية.”

وقبل ثلاثة أعوام، دفعت الأسباب نفسها الطالبة مع اثنتين من زميلاتها لاستئجار منزل قريب من المدينة الجامعية في منطقة المزة، “وكنا نعيش حياة كريمة نفتقدها الآن في سكننا.”

وحالياً، تُعتبر المدينة الجامعية، رغم غياب الشروط المناسبة للدراسة والحياة الجامعية، ملاذاً للطلبة الوافدين من المحافظات، خاصة في ظل تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع إيجارات المنازل.

إيجارات مرتفعة للمنازل

ويبلغ عدد الطلاب المسجلين على قيود المدينة نحو 22 ألف طالب وطالبة في مختلف الوحدات السكنية، بحسب ما صرح به مدير إدارة السكن الجامعي في دمشق مضر العجي لصحيفة “الوطن” شبه الرسمية.

وذكر “العجي” أنَّ هناك زيادة في عدد الطلاب بنسبة 25 بالمئة عن السنة الماضية بسبب الغلاء الكبير في الإيجارات والذي يدفع العديد من الطلاب إلى التسجيل في السكن الجامعي.

لم يقتصر ارتفاع إيجارات المنازل في دمشق وضواحيها على فئة محددة من السكان، بل طال أيضاً فئة طلاب الجامعات، الذين اضطر معظمهم لترك بيته المستأجر والبحث عن آخر بأجرة أقل أو العودة للمدينة الجامعية.

وتقول “محمد” إنَّ أجرة المنازل في منطقة المزة “لم تعد تطاق، خصوصاً في ظل عدم تناسب سعر الإيجار مع جودة تلك المنازل وخدماتها.”

وكانت الطالبة وزميلاتها يتحملن أحياناً عدم توفر بعض الأساسيات في منزلهن المستأجر، لكن “مع رفع سعر إيجاره لأكثر من 250 ألف ليرة سورية قررنا العودة للسكن الجامعي.”

ويتشارك الطلاب في السكن الجامعي، المرافق المتوفرة به من حمامات ومطابخ وغيرها، ما يجعلها وفقاً لــ “محمد” متسخة دوماً، دون وجود أدنى اهتمام بها من إدارة المدينة الجامعية.

ازدحام وغياب خدمات

خالد طه، هو طالب آخر في كلية الهندسة المعلوماتية بدمشق ترك غرفته المستأجرة في حي الدويلعة بدمشق بعد ارتفاع سعر إيجارها من 40 ألف ليرة سورية في الشهر إلى 125 ألفاً.

وقال لنورث برس إنه عاد للسكن مع سبعة زملاء في الغرفة بالمدينة الجامعية، “حيث لا مكان مريح للدراسة ولا حتى للنوم.”

و يقضي “طه” معظم وقته في حدائق المدينة الجامعية، أحياناً للدراسة، وأخرى “كي يخرج من واقع غرفته المزدحمة.”

وكان عدد من المدن الجامعية في مختلف الجامعات السورية، خلال السنوات العشر الأخيرة قد تحولت إلى مراكز إيواء في بعض الأحيان، وإلى مراكز حجر صحي لمصابي كورونا في أحيان أخرى، دون القيام بأي أعمال إعادة تأهيل لها.

وقال مصدر في إدارة المدينة الجامعية في المزة، اشترط عدم نشر اسمه، إنها لا تتسع لازدياد عدد الطلاب المتقدمين، وسط عدم إحداث وحدات سكنية جديدة منذ سنوات.

وأضاف أن هناك غالبية الوحدات السكنية “تحتاج للصيانة كبناء، ولتحسين بنية مرافقها الخدمية.”

إعداد: آرام عبدالله- تحرير: حسن عبدالله