دعوة لخروج تيار سياسي لتوحيد خطاب الدروز والتنسيق مع باقي المكونات السورية

السويداء – نورث برس

قال رأفت حميدي (٥٥ عاماً) وهو اسم مستعار لأكاديمي وكاتب سياسي يقيم في مدينة السويداء، الخميس، إنه آن الأوان إلى خروج تيار أو مجلس سياسي اجتماعي ديمقراطي يوحد خطاب الدروز السوريين، وينسق مع باقي المكونات السورية.

وجاءت هذه الدعوة في وقت لم يعد خفياً على أحد أن انتهاء الحرب السورية لم يعد بيد السوريين، وخاصةً أن المتدخلين الدوليين والإقليميين، لن يقبلوا بحلٍ سوري – سوري دون أن يكون لهم موطئ قدم على الأرض في هذا البلد، بحسب “حميدي”.

وقال لنورث برس، إن “من يعول على حل الملف السوري الشائك بشكلٍ سريعٍ وجذري هو واهم ولا يقرأ في السياسة الخارجية كثيراً.”

وأشار إلى أن المسألة السورية معقدة ومتداخلة، “بسبب التحالفات القائمة على الأرض بين السلطة القائمة في دمشق وحلفيها الإيراني والروسي من جهة، وبين التركي والروسي والأميركي وقوى التحالف وبين الإسرائيلي والروسي وبعض الدول العربية من جهة أخرى.”

نتائج متوقعة

وأضاف: “ما تمخض من  اللقاء الأخير الذي حصل بين روسيا وأميركا، في سويسرا، كان متوقعاً من قبل المحللين السياسيين، رغم أن الكثيرين قد عول عليه في إطار الضغط الأميركي لتطبيق القرار ٢٢٥٤ الدولي.”

وأظهرت هذه القمة للجميع، حسب “الحميدي”، أن “الأزمة السورية معلقة إلى أمدٍ غير معلوم، ريثما يتم الاتفاق على ملفات دولية أخرى بين الطرفين منها أوكرانيا والحرب السيبرانية المندلعة بين واشنطن وموسكو.”

واقتصر الملف السوري في هذه القمة على الدعوة إلى فتح معابر إنسانية جديدة نحو  الداخل السوري، وذلك حسب ما جاء على لسان الرئيس الأميركي، جو بايدن، في مؤتمره الصحفي بعد القمة.

وأعرب الكاتب السياسي، عن اعتقاده في أنه لن يكون هناك التفاتة دولية جديدة بخصوص سوريا، “إن لم يسمع صوت السوريين في الداخل.”

كما دعا لتشكيل كتلة أو جسم سوري، يضم جميع مكونات وشعوب المجتمع السوري، بهدف “تشكيل رافعة أساسية لبداية حل الأزمة السورية.”

والسلطة في دمشق، وفق “الحميدي”، لا يعنيها إيجاد حل سوري جدّي “يزيح الاستبداد وينطلق نحو تشكيل دولة ديمقراطية”، تراعي وتحتضن جميع مكونات وثقافات وقوميات المجتمع السوري.

يقول نسيب الجابر (٤٩ عاماً)، وهو اسم مستعار لمعارض سياسي من مدينة صلخد، لنورث برس، إن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد، في السلطة “وفرضه كرئيس من قبل الروس والإيرانيين، هو دليل جديد يؤكد بأن العالم بأسره لا يكترث بإيجاد حل.”

وذكر أن الجنوب السوري وخاصةً مجتمع السويداء (الدروز ) هو جزئ في الحل السوري – السوري.

مسرحية انتخابية

يقول محمود حمادة (٤٠ عاماً)، وهو اسم مستعار لناشط مدني يعيش في مدينة السويداء، لنورث برس، إن الإحباط الذي أصاب المجتمع المدني بالسويداء في إعادة تأهيل الأسد “من خلال مسرحية الانتخابات الرئاسية، هو حالة طبيعية في ظل التمسك الروسي والإيراني بدميتهم.”

وأضاف: “القوى المدنية والمجتمعية في السويداء والرافضة لسلطة الأسد لا يستهان بها وهي قاعدة كبيرة، ولكن يلزمها التنظيم اللوجستي والانضباط وتوحيد الكلمة ولملمة الصفوف، والتي تعمل الأجهزة الأمنية الحكومية على تشتيتها وتقسيمها.”

وذكر “حمادة” أن “الحل السوري – السوري لابد أنه آت عاجلاً ام آجلاً، وبأن بقاء الأسد في السلطة مسألة وقت فهو يخضع للبازار الدولي.”

ويقول رشيد سلامة (٦٠عاماً)، وهو اسم مستعار لمسؤول أمني حكومي ومحلل عسكري متقاعد، من سكان مدينة شهبا، لنورث برس، إن “حل الأزمة السورية سياسياً بعيداً عن تواجد الأسد، ليس بالأمر الهين أو البسيط.”

وأشار “سلامة”، إلى أن موازيين القوى الحالية في الداخل “تصب في مصلحته وتميل إلى كفته”.

واعتبر أن الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد في أيار/ مايو المنصرم، “فرضت أمراً واقعاً يصب في ديمومة بقاءه.”

إعداد: سامي العلي – تحرير: محمد القاضي