الانقطاع المتكرر للاتصالات في دمشق يتسبب بفقدان عاملين لوظائفهم

دمشق – نورث برس

لم تكن نغم شومان (23 عاماً)، وهو اسم مستعار لطالبة جامعية، تعلم أن الانقطاع المتكرر للهاتف الثابت، والمرافق لانقطاع خدمة الإنترنت، سيكون سبباً لأن تفقد عملها في التسويق الإلكتروني لمنتجات شركة حواسب محمولة في دمشق.

وكانت “شومان” تدير حسابات الشركة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتقوم بالترويج للمنتجات التي تبيعها الشركة من أجهزة الحواسب المحمولة وأدواتها.

ويتطلب هذا العمل التواجد المستمر على الإنترنت ومتابعة استفسارات الزبائن.

وبسبب الانقطاع المتكرر للإنترنت الناجم عن الأعطال التي يشهدها الخط الهاتفي الثابت الخاص بها، والذي لم تستطع “شومان” أن تجد له حلاً، قامت الشركة بفصلها من العمل معتقدةً أن تكرر عدم متابعتها هو تقصير منها.

وتصف الشابة العشرينية مشكلات شبكة الهواتف الأرضية المتكرر بأنها  “تنقطع بشكل لا يتصوره أي عقل.”

وأشارت إلى أن علب التوزيع غير موجودة أصلاً، والخطوط موصلة بشكل عشوائي ببعضها البعض، “وعندما يأتي عامل الصيانة لوصل أحد الخطوط يقوم بقطع أخرى.”

وفقدت الطالبة الجامعية مصدر دخلها الذي كانت تحصل منه على مصروفها الجامعي بسبب “مشكلة لا يمكن أن يتوقعها أحد”، على حد تعبيرها.

وباءت محاولات الفتاة بإقناع إدارة الشركة التي كانت تعمل معها في أن التقصير في العمل كان سببه المشكلة  في شبكة الهاتف بالفشل.

شكاوى متواصلة

وتؤدي الأسلاك المتشعبة وعلب التوزيع التالفة لخطوط الهاتف الأرضي في شوارع دمشق، في كثير من الأحيان إلى انقطاع متكرر لخدمتي الاتصال والإنترنت، دون تحرك شركة الاتصالات الحكومية لصيانتها أو تبديلها.

ويقول سكان أنه رغم الشكاوى والدعوات التي تقدموا بها لتبديل هذه العلب وتنظيم الأسلاك الداخلة إليها، لكنهم “لم يلقوا آذاناً صاغية لدى الشركة.”

وتُعتبر مشكلة الانقطاع المتكرر للخط الأرضي التي تترافق مع انقطاع خدمة الإنترنت، إحدى أبرز العوائق التي تواجه عماد أحمد (30 عاماً)، وهو اسم مستعار لمهندس مقيم في دمشق، حيث  يتطلب عمله وجود الإنترنت باستمرار.

ويسكن “أحمد” في منطقة الشيخ خالد بحيّ ركن الدين الدمشقي، حيث تنتشر مقاسم الهاتف الأرضي والعلب المكسورة والأسلاك المتداخلة فيما بينها، بشكل يصعب على أصحابها التعرف على خطوطهم.

واضطر “أحمد” لترك عمله عدة أيام والتفرغ لإقناع عامل الصيانة بالبحث عن خطه وإصلاحه.

ويقول الشاب إن المشكلة تتكرر معه كل أسبوع أو أسبوعين.

ويحتاج صاحب الخط الذي يواجه عطلاً في خدمة الهاتف أو الإنترنت الاتصال بقسم الشكاوى في البريد على أن يتم إرسال عامل الصيانة خلال 24 ساعة.

لكن سكاناً في دمشق يشتكون من تجاهل شكاويهم المتكررة حول انقطاع خطوطهم، ويضطرون للتواصل مع العامل، ودفع رشاوى للقبول بإصلاح خطوطهم.

“قطع متعمد”

واتهم صالح محمد (43 عاماً)، وهو اسم مستعار لمحامٍ من حي الزاهرة بدمشق، عمال الصيانة التابعين للبريد بالقيام بقطع خطوط الهاتف الأرضي “بشكل متعمد” لكي يضطر أصحابها للتواصل معهم لإصلاحها.

وقال لنورث برس: “لا يوجد خط واحد في كل هذه المنطقة لا ينقطع بين الحين والآخر.”

 “حينما يأتي عامل الصيانة لإصلاح خط ما يقوم بقطع عدة خطوط أخرى، لكي يتواصل أصحابها معه، ودفع الرشاوى له حتى يقبل بإصلاحها”.

وأشار إلى أن القطع المتعمد لخطوط الهاتف الأرضي لا يقتصر على مرة أو اثنتين” بل هي عادة عمال الصيانة”.

ويضطر السكان للجوء للاتصال على الرقم الخاص لعامل الصيانة، حينما يتم قطع أحد الخطوط بسبب “عدم جدوى الاتصال على الرقم الخاص للشكاوى.”

يقول “محمد” إنه اضطر في آخر مرة تعطل خط هاتفه لدفع مبلغ ستة آلاف ليرة حتى قَبِل عامل الصيانة إصلاح الخط بعد ثلاثة أيام من قطعه.

ويبقي هذا الواقع السكان تحت رحمة عامل الصيانة الذي يتعمد تأجيل إصلاح خطوطهم، ليضطروا لدفع الرشاوى

إعداد: وحيد العطار- تحرير: حسن عبد الله