500 عائلة في صرين تعاني من عدم وصول مياه الشرب إليها
كوباني – نورث برس
يضطر خالد العيسى (32 عاماً)، وهو من سكان بلدة صرين بريف كوباني، شمالي سوريا، لشراء المياه من الصهاريج من أجل تأمين مياه صالحة للشرب في حي “صرين قبلي” جنوب البلدة، وذلك لعدم وصول المياه إلى حيه الواقع على مرتفع.
ويسكن حي “صرين قبلي” نحو 500 عائلة يعتمدون على شراء مياه الشرب من الصهاريج (سعة 15 برميلاً) بمبلغ يقارب ثمانية آلاف ليرة سورية كل أربعة أيام في الصيف، وذلك بعد تدمير خزان الحي أثناء سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على المنطقة.
وقبل عام 2015، كانت تغذي أحياء صرين وريفها ثلاثة خزانات للمياه، اثنتان منها في حيي الشمالي والجنوبي وإحداها في قرية ملحة، 8 كم جنوب البلدة القريبة من نهر الفرات.
وقال العيسى، لنورث برس، إن مياه الشركة لا تصل للحي الذي يسكن فيه، وإذا وصلت تكون بكميات قليلة لا تكفيهم خلال الصيف.
وأضاف أن مياه الآبار غير صالحة للشرب كما أن حفر آبار جديدة يكلف مبالغ كبيرة لا يستطيع السكان تحمل نفقاتها.
وتكلف حفر الآبار السطحية في بلدة صرين ومحيطها نحو مليون ليرة سورية وتكون المياه غير كافية، أما الآبار الجوفية فتبلغ تكلفتها نحو خمسة ملايين ليرة سورية، لطبيعة أرضها القاسية والمقاومة للحفر، وتكون المياه غير صالحة للشرب لأن مياهها كبريتية- كلسية، بحسب أصحاب حفارات في المنطقة.
وتقدم “العيسى” وسكان في الحي بعدة شكاوى إلى مؤسسة مياه صرين لكن مسؤولي مديرية المياه ردوا بأن المديرية لا تملك إمكانات كبيرة لعمل مشاريع تؤمن حاجة السكان من المياه، على حد قوله
ويحتوي خزان قرية ملحة على 400 متر مكعب من المياه لتغذية 11 قرية دون البلدة، ما يجعل أحياء البلدة تحتاج لضخ مياه مباشرة من النهر نحو شبكة المياه بدون المرور بخزانات.
ومن جهته، قال إبراهيم آل الحماد (61 عاماً)، وهو من سكان الحي، إن سبب المشكلة يعود لأكثر من أربع سنوات وذلك منذ عودتهم بعد النزوح إلى بلدتهم، نتيجة تعرض خزان المياه الخاص بالحي للتفجير على يد مسلحي “داعش” أواسط عام 2015.
وفي العام 2015 تدمر خزانا الحي الشمالي والجنوبي جراء تفجيرات قام بها مسلحو “داعش”، ما أجبر مديرية المياه على استجرار المياه خلال مضخات مباشرة من نهر الفرات، الأمر الذي أدى لصعوبة وصول المياه إلى الحي الجنوبي بعد مرورها من الحي الشمالي “وسط البلدة”.
ويبدو عطش أشجار الزيتون والفواكه واضحاً داخل منزل “الحماد”، الذي قال إنه يضطر إلى شراء المياه بالصهاريج لأن كميات المياه التي تصل من الصنبور قليلة جداً، “لا يتعدى الوصول عشرة ليترات خلال ساعتين.”
ويعتقد الرجل أن حل مشكلة المياه في حي “صرين قبلي” هو تمديد خطوط شبكة مياه جديدة من خزان المياه في قرية “الملحة” جنوب صرين دون الاعتماد على شبكة الحي الشمالي “وسط المدينة” الموصول من نهر الفرات بشكل مباشر عبر مضخات.
وقال محمد خير درغام، وهو إداري في مؤسسة المياه ببلدة صرين، إن من أسباب عدم وصول المياه لحي “صرين قبلي” نقص منسوب المياه في نهر الفرات الذي تسبب بإيقاف عمل إحدى المضخات.
ومساحة بلدة صرين كبيرة مقارنة مع عدد المنازل فيها والمسافة التي تصل بين وسط المدينة وحي صرين قبلي تبلغ أكثر من كيلومتر واحد وبالتالي قوة ضخ وضغط المياه تقل بسبب بعد المسافة وارتفاع الحي مقارنة مع وسط المدينة ما صعّب وصول المياه إليه بالشكل المطلوب، بحسب “درغام.”
وأضاف الإداري في مؤسسة المياه أن المؤسسة قدمت مقترحاً للإدارة العامة لمديرية المياه في كوباني من أجل العمل بمشروع مد خط مياه بطول 3 كم من خزان قرية “ملحة” إلى “صرين قبلي”.
وقال إنهم تلقوا وعوداً للبدء بتنفيذ المشروع خلال العام الحالي.
وتسد حاجة الحي في الشتاء بنسبة 90 بالمئة من المياه بينما لا تتجاوز نسبة 15 بالمئة خلال الصيف، بحسب مؤسسة المياه.
وقال “درغام” إن المؤسسة ستقوم بتركيب مضختين جديدتين قريباً باستطاعة 150 متر مكعباً لكل مضخة، إضافة لوضع محولة جديدة لتشغيل محطة الضخ، وتشغيل غطاسات في المحطة بسبب نقص منسوب المياه.