تذمر موظفين حكوميين في الشدادي من تدني الرواتب

الشدادي – نورث برس

بعد نحو عشرين عاماً من العمل في إحدى مؤسسات الحكومة السورية، يحصل محمد على راتب شهري قدره خمسون ألف ليرة سورية (15 دولار أميركي)، ويعتبره غير كافٍ لاحتياجات ثلاثة أيام.

ويعيل محمد الصالح(48 عاماً)، وهو اسم مستعار لموظف حكومي في شركة حقول الجبسة بمنطقة الشدادي، عائلته المكونة من سبعة أفراد.

يقول الصالح، لنورث برس، إن “راتبه متدنٍ جداً ولا يساوي شيئاً في الوقت الحالي ولا يكفي لشراء مستلزمات عائلته لمدة ثلاثة أيام فقط.”

واضطر “الصالح” إلى الاستغناء عن الكثير من حاجيات عائلته اليومية مثل اللحوم وغيرها من مستلزمات الحياة على اعتبار أنه غير قادر على شرائها، بحسب قوله.

وأشار الموظف الحكومي إلى أن “الوضع المعيشي يزداد سوءاً يوماً إثر يوم وأسعار معظم السلع والمواد الغذائية في ارتفاع مستمر.”

واعتبر “الصالح” أن عمل ابنه في صالون للحلاقة هو مساعدة للأب في تدبر أمور ومتطلبات الحياة.

لمن يعمل الموظفون في الشدادي؟

ويشتكي عاملون لدى الحكومة السورية في مدينة الشدادي، جنوب الحسكة، من تدني رواتبهم الشهرية بالتزامن مع انهيار قيمة صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.

وتختلف حالة الدوام لدى الموظفين الحكوميين في الشدادي من موظف لآخر، حيث لا يزال البعض مجبراً على الدوام بينما يمكث البعض الآخر في المنزل ليحصل على راتبه الشهري من الحكومة.

وفي أواسط شباط/فبراير من العام 2013، أعلنت فصائل معارضة مسلحة موالية لتركيا سيطرتها على مدينة الشدادي وريفها.

ومنذ ذلك الحين اضطر العديد من الموظفين للابتعاد عن دوائرهم الحكومية، لكنهم يحصلون على رواتبهم الشهرية حتى الآن.

وفي العام 2016 طردت قوات سوريا الديمقراطية تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش) من المنطقة، لتبدأ بعدها الإدارة الذاتية بإنشاء مؤسسات واستقطاب عاملين.

وتحصل فئة قليلة كالعاملين في معمل الغاز ومحطة كبيبة النفطية على رواتبهم الحكومية بالإضافة لراتب آخر من الإدارة الذاتية.

راتب لا يكفي لشراء السكر!

قال سليمان الجاسم (43 عاماً ) وهو اسم مستعار لموظفي حكومي من ريف الشدادي، إن راتبه لا يكفي لشراء مادة السكر لنصف شهر.

ولا يزال “الجاسم” على رأس عمله في محطة “كبيبة النفطية” التابعة لحقول الجبسة، وراتبه الشهري الذي يتقاضاه من الحكومة السورية يبلغ 43 ألف ليرة، ولا يسد حاجيات عائلته مما أدى إلى تدهور وضعة المعيشي، بحسب وصفه.

وأشار إلى أن موظفو الحكومة السورية الذين ما زالوا على رأس عملهم في معمل الغاز ومحطة كبيبة، يعملون تحت إشراف الإدارة الذاتية، ويحصلون بذلك على رواتب إضافية.

ومع اشتداد الأزمة المعيشية في مناطقها، صرفت الحكومة السورية في الفترة الأخيرة عدة منحات للعاملين لديها، بمبالغ لا تتجاوز قيمتها الخمسين ألف ليرة سورية، لمرة واحدة.

وساهم الراتب الآخر الذي يتقاضاه “الجاسم” من الإدارة الذاتية والبالغ 200 ألف ليرة، بتحسين وضعه المعيشي وأصبح قادراً على شراء مستلزمات الحياه بشكل نصفي، على حد قوله.

إعداد: باسم شويخ – تحرير: هوشنك حسن