تراجع أعداد قطعان الأغنام في ريفي حلب الشرقي والجنوبي

حلب – نورث برس

يشهد ريفي حلب الشرقي والجنوبي، شمالي سوريا، انخفاضاً ملحوظاً في أعداد غنم العواس بسبب نقص المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف وعمليات التهريب إلى دول الجوار.

وتواجه تربية العواس وفقاً لمربي ماشية صعوبات تعيق تنمية وإكثار أعداد القطعان، وتأتي في مقدمتها انعدام الأمن في البوادي واستمرار تهريبها بسبب ارتفاع أسعاره في دول الجوار.

وقال جاسم الأحمد (41عاماً) وهو مربي ماشية من  بلدة خناصر بريف حلب الجنوبي الشرقي، إن انتشار “عصابات الخطف والسلب في البوادي التي يرجح أنها خلايا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تمنع الرعاة من استغلال تلك المساحات التي تعد مراعٍ جيدة.”

وأشار إلى أن الكثير من الرعاة وأغنامهم وقعوا “ضحية” لهجمات مسلحين في البوادي الشرقية خاصة بالقرب من مثلث أثريا – مسكنة في الريف الشرقي.

وأثر شح الهطولات المطرية هذا العام على مساحات الرعي، إضافة لغياب الاجراءات الحكومية كتقديم الأعلاف والأدوية بسعر مدعوم، وهو ما سيدفع مربي الأغنام لبيع قطعانهم “لمهربي الأغنام”، بحسب “الأحمد”.

وبحسب مربي ماشية، فإن غنم العواس المتميزة بجودة لحومها وألبانها وحتى صوفها، كان يملأ مراعي وبوادي الأرياف الشرقية والجنوبية لحلب، بأعداد قطعان وصلت لأربعة مليون رأس في إحصائية مديرية زراعة حلب للعام 2010.

وانخفضت هذه الأعداد بنسبة 80%، وباتت لا تتعدى مئات الآلاف، بحسب مربي الأغنام في المنطقة.

وقال محمد مروش (33عاماً) وهو اسم مستعار لتاجر أغنام من بلدة جبرين جنوب حلب، إن عمليات تهريب العواس من ريفي حلب الشرقي والجنوبي وحتى الغربي والشمالي، تتم بأعداد كبيرة يتم نقلها ليلاً إلى العراق أو الأردن أو لبنان.

وأشار التاجر إلى أن الغنم السوري العواس مرغوب كثيراً في أسواق الخليج والعراق “نظراً لجودة لحمه.”
وبحسب تجار فإن رأس الغنم  الذكر البالغ يباع في الأردن بـ 700 دولار، بينما في سوريا لا يتعدى سعره 350 دولار.

وأشار “مروش” إلى أن “المهربين يستغلون فروقات العملات وانخفاض قيمة الليرة، إضافة للمشاكل التي تواجه المربين فيشترون الأغنام وينقلونها إلى دول الجوار.”

وأضاف، أن عمليات التهريب الواسعة هذه يشرف عليها “نافذون من الحكومة ومقربون من السلطة وهي تجري على حساب مربي المواشي والسكان.”

وقبل الحرب السورية، كان طلال الحسين (51عاماً) وهو مربي ماشية من بلدة الحلبية بريف حلب الشرقي يمتلك 7000 رأس من غنم العواس.

وكانت سهولة التنقل ووفرة المراعي وانخفاض قيمة الأعلاف والأدوية عوامل تساهم في تحسن أعداد العواس، بالرغم من عمليات البيع والتهريب التي كانت تتم قبيل اندلاع الحرب، بحسب تجار ومهربين ومربي مواشي.

ومع سيطرة فصائل المعارضة المسلحة عام 2012 ومن ثم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مناطق بأرياف حلب، تعرضت أعداد كبيرة من أغنام “الحسين” وأغنام باقي المربين إما “للسرقة أو للقصف”، إضافة للمصادرات التي كان يقوم بها جهاز الحسبة التابع لتنظيم الدولة.

وأضاف “الحسين” أنه من أصل 7000 رأس لم يتبقَّ لديه سوى 450 رأس من غنم العواس.

إعداد: نجم الصالح – تحرير: سوزدار محمد