منظمات حقوقية في القامشلي: نصف سكان سوريا أصبحوا خارج منازلهم

القامشلي – نورث برس

قالت سبع منظمات حقوقية في مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، الأحد، في تقرير حول أوضاع اللاجئين والنازحين السوريين بالتزامن مع اليوم العالمي للاجئين، إن نصف سكان سوريا أصبحوا خارج منازلهم وأصبحوا عرضةً لمخاطر صحية واجتماعية ونفسية.

وجاء في بيان للمنظمات نفسها، قرئ أمام مقرّ للأمم المتحدة في القامشلي، أن الحرب الدائرة في سوريا منذ عام 2011 أدت إلى فرار الملايين من مدنهم ومنازلهم.

وقال البيان إن نصف سكان سوريا أصبحوا خارج منازلهم وأصبحوا عرضةً لمخاطر صحية واجتماعية ونفسية، وذلك استناداً إلى تقديرات المبعوثة الخاصة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين أنجلينا جولي.

وأشار إلى أن “هناك عشرات المخيمات السورية تأوي الآلاف من النازحين قسراً من منازلهم ومدنهم ويعيشون أسوأ الظروف المعيشية.”

مئات آلاف النازحين في شمال وشرقي البلاد

وقالت أفين جمعة، وهي مسؤولة في منظمة حقوق الإنسان في الجزيرة، إن “هناك مئات الآلاف من النازحين واللاجئين موجودون في مناطق شمال شرقي سوريا بحاجة إلى دعم إنساني عاجل.”

وأضافت في مقابلة مع نورث برس: “الدعم الانساني لا يصل إلى المنطقة بسبب إغلاق المعابر الحدودية وهذا يعيق عمل المنظمات الإنسانية ويمنع وصول المساعدات.”

ودعت “جمعة” المجتمع الدولي إلى المساعدة في “فتح المعابر وإيقاف النزاعات المسلحة في سوريا وانهاء الاحتلال التركي والسماح للمهجرين بالعودة إلى منازلهم ليعيش السوريون مرحلة جديدة من السلام معاً.”

وفي العشرين من  حزيران/يونيو من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للاجئين حيث يخصص هذا اليوم لاستعراض هموم وقضايا ومشكلات اللاجئين ومن تتعرض حياتهم في أوطانهم للتهديد.

وبدأ الاحتفاء بهذا اليوم بعد قرار من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2000، وتم اختيار تاريخ اليوم لتزامنه مع يوم اللاجئين الأفريقي الذي تحتفي به عدة بلدان أفريقية.

وشارك في إعداد التقرير، الذي قرئت أجزاء منه في بيانٍ صحفي بمدينة القامشلي، سبعة مراكز ومنظماتٍ حقوقية تنشط في مناطق شمال شرقي سوريا.

ومن أبرز المنظمات الموقعة على التقرير هي منظمة حقوق الإنسان في الجزيرة ومركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة ومنظمة حقوق الإنسان في الفرات بالإضافة إلى منظمات محلية أخرى.

حرمان من الحصول على الإغاثة

وقال بيان المنظمات: “نعجز عن وصف معاناتهم ومأساتهم حيث لا تتوافر لديهم أدنى مستويات العيش الكريم, ويعانون من الفقر والمرض وشح المياه والطعام ومن أبسط الحقوق التي كلفتها لهم المواثيق والقوانين الدولية.”

وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين لعام 1951 وبروتوكولاتها الإضافية لعام 1967 على حق اللاجئ في السكن والتعليم والعمل والحصول على ما يمنح في مجال الإغاثة والمساعدة العامة.

ودعا بيان القامشلي المنظمات المحلية والإقليمية والدولية الخاصة بشؤون اللاجئين وعلى رأسها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والأمم المتحدة أن تقوم بمسؤولياتها وخاصة في شمال وشرقي سوريا.

وعقب قراءة البيان، سلّم ممثلون عن المنظمات الحقوقية نسخة من تقريرها المشترك الذي تألف من 30 صفحة لمسؤولين محليين في الإدارة الذاتية وموظفي مقر الأمم المتحدة في القامشلي.

واستشهد البيان بخطابٍ للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قال فيه إن “الأزمة السورية ليست الأسوأ إنسانياً بل الأكثر خطورة, إضافة إلى مخاطر امتداداتها وآثارها السلبية إلى دول المنطقة كلها.”

وتقدّر الإحصائيات بأن عدد السوريين اللاجئين إلى دول الجوار قارب مليوني شخص معظمهم نساء وأطفال وأن 1.1 مليون شخص عبروا الحدود الدولية إلى أوروبا وأكثر من سبعة ملايين نزحوا داخلياً.

واليوم الأحد، لقي 17 لاجئاً سورياً، بينهم أطفال ونساء من درعا حتفهم جراء غـرق القارب الذي كان يقلهم من ليبيا إلى إيطاليا في مياه البحر الأبيض المتوسط تزامناً مع اليوم العالمي للاجئين.

وقال مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا، إنه يتوقع أن يرتفع عدد الضحايا، حيث كان المركب يقل أكثر من عشرين شخصاً.

إعداد: هوكر العبدو- تحرير: حكيم أحمد