نازحون يدأبون على تربية المواشي في إدلب رغم الصعوبات

إدلب نورث برس

فضل إبراهيم البر (46 عاماً) الحفاظ على قطيع الأغنام الذي يملكه، بعد نزوحه من بلدة خان السبل بريف إدلب الجنوبي إلى مخيم في بلدة كللي بريف إدلب الشمالي، رغبة منه في الاستمرار في مهنته الأساسية التي يعمل بها منذ أكثر من عشرين عاماً.

وتحتاج المواشي إلى حظائر ترد عنها برد الشتاء وحر الصيف، لحمايتها من النفوق والأمراض، “وهذا غير متوفر في المخيم. الأمر الذي دفعني لشراء خيمة كبيرة لإيواء الماشية، رغم خوفي الدائم من تعرضها للسرقة”، بحسب الرجل.

وأشار “البر” إلى أن قلة المياه والمراعي وغلاء أسعار الأعلاف “من أكبر التحديات” التي تواجه عمله، إلى جانب نقص الأدوية واللقاحات الحيوانية، وانخفاض القدرة الشرائية للسكان والتي تؤثر على اللحوم ومنتجات المواشي.

ورغم العوائق والصعوبات التي تواجه هذه المهنة وخاصة فقدان الأمن والاستقرار، حافظت الكثير من العائلات النازحة على ممارستها، لصعوبة الحصول على فرص عمل مناسبة، والاعتماد عليها في كسب الرزق وتأمين مدخول مادي.

يواجه مربو المواشي العديد من الصعوبات والتي تتمثل بعدم توفر مقومات المهنة، ونفوق أعداد منها بسبب الجو إلى جانب فقدان الأمان والاستقرار وارتفاع التكاليف، بحسب ” البر”.

“مصدر رزق”

ولم تتخلَّ حليمة العموري (39 عاماً) وهي نازحة من قرية بابيلا عن هذه المهنة حتى بعد نزوحها مع عائلتها إلى مخيم في مدينة أطمة.

وتعيش “العموري” مع زوجها المريض وأولادها الثلاثة معتمدين على ما تنتجه البقرة الي تربيها من ألبان وأجبان.

وقالت إنها “مصدر الرزق الوحيد بالنسبة لنا.”

وتعتمد السيدة على منتجات البقرة في توفير الغذاء لأسرتها، وتقوم ببيع الفائض من الحليب، مستفيدة من بقايا الطعام والخبز اليابس في إطعامها.

وأشارت إلى قيامها بإبعاد خيمتها عن أماكن تجمع النازحين، ولجوئها إلى السكن على أطراف المخيم حتى لا تؤذي جيرانها بالروائح الكريهة وتجمع الحشرات.

ويبلغ سعر الكيلو غرام من الحليب 3 ليرات تركية (ما يقارب 1.077 ليرة سورية)، أما الكيلو غرام من اللبن فتبيعه بسعر 4 ليرات تركية، فيما يصل سعر الجبن إلى 25 ليرة تركية.

تخفيف الأعباء

عمد بعض مربي المواشي إلى تقليص أعداد قطعانهم بعد النزوح لعدم للتخفيف من أعباءهم الناتجة من عدم وجود أماكن مناسبة لتربيتها وارتفاع التكاليف، بعد تدهور أوضاعهم الاقتصادية.

ورغم خسارة حسين الحمادي (50عاماً) وهو نازح من بلدة البارة، لعدد من رؤوس الأغنام بسبب القصف، لكنه حافظ على مهنته، ورفض التخلي عنها.

واضطر “الحمادي” لبيع 50 رأساً من الغنم من أصل 150 مما يملكه، بعد نفوق 15 منها، إثر سقوط قذيفة للحكومة بجانب الحظيرة خاصته.

وأضاف أن “النازح يقع في حيرة، حين يغادر منزله وتضيق به الحياة، فكيف تكون حال من يخرج مع أغنامه ومواشيه. ولكنها مصدر دخلنا الوحيد الذي نؤمن من خلاله قوت يومنا.”

من جهته قال محمود طبش (45 عاماً) وهو طبيب بيطري من مدينة إدلب، إن تربية المواشي تراجعت بشكل كبير في إدلب بسبب النزوح وعدم توفر المراعي.

وبعد أن كانت من أهم الأعمال لدى سكان الأرياف بشكل خاص، لجأ الكثير منهم إلى بيع جزء من مواشيهم لتخفيف الأعباء عنهم، وتأمين تكاليف ما تبقى لديهم.

وشدد “طبش” على ضرورة “دعم قطاع تربية المواشي من خلال تأمين الأدوية واللقاحات والعلاج البيطري، لدعم صمود المربين في مواجهة ظروف الحرب، وتحسين أوضاعهم المعيشية للحفاظ على هذه المهنة الأساسية من الضياع.”

إعداد: حلا الشيخ أحمد – تحرير: فنصة تمو