مزارعون في حلب ينتقدون التسعيرة الحكومية لشراء القمح

حلب – نورث برس

أعرب مزارعون في أرياف مدينة حلب، شمالي سوريا عن استيائهم عن عدم رفع حكومة دمشق لتسعيرة شراء محصول القمح هذا العام رغم المطالبات المتكررة لذلك.

 واعتبر هؤلاء أن التسعيرة الحالية لا تناسب تكاليف الزارعة في ظل تدني مستوى الإنتاج بخلاف الأعوام السابقة.

وهذا العام تعرض محصول القمح في سوريا لعوامل طبيعية مناخية وحكومية أدت إلى فشل خطة وزارة الزراعة في حكومة دمشق، والمسماة بـ”عام القمح”.

وكان من المتوقع وبحسب خطة الزراعة أن تنتج الأراضي المزروعة مليوناً و200 ألف طن من القمح، لكن وزير الزراعة حسان قطنا قدر في تصريح سابق لإذاعة محلية الإنتاج الحالي للمساحات المزروعة بعلاً بـ300  ألف طن.

وفي آذار/ مارس الماضي، حددت حكومة دمشق سعر شراء القمح من المزارعين بـ 900 ليرة سورية للكيلو الواحد (800 ليرة سعر شراء مع منح مكافأة تسليم 100 ليرة لكل كيلو غرام).

ووصف محمود الموسى (47عاماً) وهو مزارع من مدينة دير حافر شرق حلب التسعيرة الحكومية بأنها “غير واقعية”.

وأضاف، “المزارع هو الخاسر بسبب تدني قيمة شراء المحصول.”

وفي وقت سابق، طالب أكرم عفيف المستشار في اتحاد غرف الزراعة، في تصريح لجريدة “الوطن” شبه الرسمية، برفع سعر شراء القمح من المزارعين “بشكل فوري وإسعافي” إلى 1400 ليرة.

وقال حينها، “من يعارض ذلك يتحمل مسؤولية الأضرار الناتجة عن هذه التسعيرة.”

وبحسب مزارعين آخرين فإن الهكتار الواحد من الأرض أنتج هذا الموسم بحدود الطن ونصف الطن، فيما كان في الأعوام السابقة يفوق ذلك بأضعاف.

وأشار “الموسى” إلى أن تكاليف الهكتار الواحد من أسمدة وبذار وحراثة وسقاية بلغت مليوني ليرة سورية.

وانتقد عبد الرزاق المنلا (38 عاماً) وهو مزارع من قرية الخفسة بريف حلب الشرقي التسعيرة، وأشار إلى أنها الأدنى مقارنة مع مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا ومناطق سيطرة فصائل المعارضة في شمال غربها.

والشهر الفائت، حددت الإدارة الذاتية سعر شراء الكيلوغرام الواحد من القمح بـ1150 ليرة سورية، فيما حددت حكومة الإنقاذ(التابعة لهيئة التحرير الشام) سعر الشراء الطن الواحد بـ300 دولار.

وكان مزارعون في مناطق عدة في سوريا، قد حملوا حكومة دمشق سبب فشل الموسم، فعدم قدرتها على توفير المازوت المدعوم والسماد، في ظل تمكن البعض على تأمينها من السوق السوداء، أضرت بالمحاصيل المروية والبعلية في ظل انخفاض معدل الهطولات المطرية في فصلي الشتاء والربيع الماضيين.

واضطر بعض المزارعين لشراء المازوت من السوق السوداء منع بسعر تجاوز 1800 ليرة للتر الواحد، فيما يباع المدعوم بـ 185 ليرة سورية.

ووصف منذر شوبك(45عاماً) وهو مزارع من ريف  حلب الشمالي الموسم بـ”السيء، لأن الدونم الواحد ينتج من كيس وربع إلى كيس فقط لا أكثر.”

وكان وزير التجارة الداخلية طلال البرازي قد قال إن العمل مستمر لمتابعة تأهيل الصوامع ككفر جوم ودبسي عفنان حيث تم الانتهاء من دبسي عفنان، دون أن يشير إلى شكاوي المزارعين أثناء جولته أو التحدث عن إمكانية تغيير التسعيرة.

وأشار “شوبك”  إلى أن هناك مزارعين ولتدني التسعيرة الحكومية يرغبون ببيع محصولهم لتجار في مناطق الإدارة الذاتية، “لكن بعض أشخاص محسوبين على الدولة يقومون بكتابة تقارير أمنية بحق من يحاول ذلك.”

وأضاف، “لا يستطيع أحد أن يبيع إنتاجهم لمناطق أخرى، خشية المتعاونين مع الأمن من كتابة تقارير أمنية بهم وزجهم في السجون.”

إعداد: آردو حداد – تحرير: سوزدار محمد