نازحون في مخيم ‘‘واشوكاني’’ بالحسكة يبيعون معوناتهم لشراء الادوية وباقي المستلزمات

نورث برس – الحسكة

تحت وطأة حرارة الصيف، تترجل المسنة ترفة محمود من سوق مخيم ‘‘واشوكاني’’ لنازحي سري كانيه (رأس العين) بريف الحسكة، شمال شرقي سوريا، إلى خيمتها بعد شراء بعض المستلزمات.

وتقول ‘‘محمود’’ /75/ سنة وهي أم لعشرة أولاد، بأن السلات الغذائية التي تقدمها المنظمات لأفراد أسرتها كل فترة شهر ونصف وأحياناً شهران، لا تسد حاجياتهم.

وتضيف ‘‘نضطر لبيع بعض المعونات الغذائية التي تصلنا كل شهرين مرة واحدة لشراء الخضروات والأدوية وبعض المستلزمات المنزلية الاخرى’’.

وتعاني أغلب العوائل النازحة في مخيم ‘‘واشوكاني’’ الواقع /12/ غرب مدينة الحسكة، من أوضاع معيشية صعبة في ظل نقص في الخدمات والاحتياجات الاساسية.

وأجبر الغزو التركي برفقة فصائل معارضة المسلحة موالية لها، على مدينة سري كانيه أواخر عام 2019، إلى نزوح عشرات الآلاف من مساكنهم والتوجه نحو مدينة الحسكة ومناطق أخرى في الجزيرة السورية.

ويقطن في مخيم ‘‘واشوكاني’’ 14714 نازحً بإجمالي 2371 عائلة موزعين على 1826 خيمة، وفق لإحصائيات إدارة المخيم.

ويشارك جميع النازحون المعاناة ذاتها، كما النازح فيصل التركي الذي ينحدر من قرية الطويلة بريف سري كانيه، والذي أوضح بأن فصائل المعارضة دمرت منزله عقب نزوحه بعد سرقة جميع محتوياته.

ويشير ‘‘التركي’’ البالغ /70/ سنة لـنورث برس، بأن هناك تقصير من المنظمات العاملة في المخيم ، بالإضافة إلى عدم كفاية المساعدات التي لا يحصل الكثير من العائلات عليها في أغلب الأحيان.

وتابع ‘‘المساعدات التي تصلنا لا تكفينا نحن كعائلة، لذا نقوم ببيع مواد الاغاثية التي تصلنا لشراء حاجيات أخرى للمنزل’’.

وتغيب أغلب المنظمات التابعة للأمم المتحدة والعشرات من المنظمات الأخرى العاملة في شمال شرقي سوريا، في تقديم الدعم لمخيم ‘‘واشوكاني’’، بذريعة ‘‘عدم وجود اعتراف به’’.

ويشهد المخيم مع الدخول في فصل الصيف انتشارا كبير للأمراض السارية بين النازحين، حيث يقف عشرات المرضى يومياً أمام النقطة الطبية للهلال الأحمر الكردي، بهدف الحصول على العلاج والأدوية.

ويقول عبدالحميد الحمود، الرئيس المشارك لمجلس مخيم واشوكاني، بان هناك تراجع في عمل المنظمات ضمن المخيم في الآونة الأخيرة.

ويوضح ‘‘الحمود’’ أن المعاناة حالياً نتركز في ارتفاع درجات الحرارة وقلة المياه مع دخول فصل الصيف، ‘‘نظراً لكون أغلبية الخيم من النايلون في ظل انقطاع الكهرباء بسبب حبس الاحتلال التركي للمياه عن نهر الفرات’’.

وأرجع ‘‘الحمود’’ أسباب تراجع الدعم عن المخيم إلى تحجج المنظمات بعدم وجود مانحين أو قلة ميزانيتها إلا أنها بالمقابل توفر دعمها اللامحدود في مخيمات أخرى بالمنطقة.

وأضاف ‘‘كما أن أغلب المنظمات هنا غير حكومية أو غير مرخصة، وحتى يومنا الراهن لا يوجد اعتراف بالمخيم الأمر الذي يحدّ من دخول المنظمات إلى هنا والاطلاع على أوضاع النازحين الذين يعانون الآمرين في ظل الأزمة الاقتصادية التي يشهدها المنطقة’’.