مخاوف من التطعيم ضد كورونا في دمشق وسط قلة الإجراءات الوقائية

دمشق – نورث برس

تلقى سامر الخليل (40عاماً) وهو مهندس مدني يعمل في مكتبه الخاص بدمشق، اللقاح ضد فيروس كورونا في مشفى قطنا الحكومي بريف دمشق، بعد عشرة أيام من التسجيل على منصة وزارة الصحة دون مخاوف من نتائجه.

ورأى المهندس المدني أن “التلقيح أهون من الإصابة بكورونا”، لكنه انتقد قلة الإجراءات الوقائية في المكان المخصص لأخذ اللقاح باستثناء ارتداء الكمامة، حيث ليس هناك تقييد لدى طواقم التلقيح بارتداء اللباس الخاص.

وفي الخامس من أيار/ مايو الماضي، أطلقت وزارة الصحة في حكومة دمشق، منصة إلكترونية لتسجيل أسماء الراغبين بتلقي التطعيم ضد فيروس كورونا.

وفي الخامس والعشرين من شباط / فبراير الماضي، بدأت عملية التطعيم للكوادر الصحية العاملين في أقسام العزل.

وفي الثاني والعشرين من نيسان / أبريل الماضي، أعلنت وزارة الصحة عبر معرفاتها الرسمية، تسلّمها الدفعة الأولى من اللقاحات ضد فيروس كورونا المرسلة وفق برنامج “كوفاكس” من منظمة الصحة العالمية، والبالغة 200 ألف وثلاث جرعات.

وفي وقتٍ سابق، قال مسؤول حكومي في وزارة الصحة لنورث برس، إنَّ الوزارة خصصت، 71 مشفى، و96 مستوصف، و416 فريقاً جوالاً لإعطاء اللقاح للراغبين في مناطق سيطرتها.

وذكر المصدر في وزارة الصحة حينها أن عملية التلقيح ضد كورونا مستمرة، وتجري وفقاً لعملية التسجيل على المنصة، وبلغ عدد من تلقى اللقاح ما يفوق الــ 100 ألف شخص.

ولا زالت سوريا تتلقى كميات من اللقاحات من الدول الصديقة وعبر منظمة كوفاكس، بحسب المصدر، دون تحديده لكميتها.

“لا مناعة بعد

وفي الثالث من الشهر الجاري، قال السفير السوري في موسكو رياض حداد، إن روسيا أرسلت شحنة من لقاح “سبوتنيك في” إلى سوريا، لتطعيم عامة السكان بعد تلقي الكادر الطبي وكبار القادة للقاحات.

ورأى مصدر وزارة الصحة أن سوريا ما زالت بعيدة عن الوصول لمرحلة المناعة وتحتاج لتلقيح ما يقارب الــ 70% من السكان، “عملية التطعيم مهمة للخروج من تداعيات كورونا على مستويات عدة.”

ونفى وجود أي تخوفات من تلقي اللقاح، سواء كان سبوتنيك في، أو اللقاح الصيني، أو استرازينيكا الهندي.

لكن رامي حمدان وهو موظف إداري في مؤسسة صحية بدمشق رفض أخذ اللقاح وبرر ذلك لعدم ثقته باللقاحات الصينية وحتى الروسية التي تصل لسوريا على دفعات “والتي تخزّن بطريقة غير مضمونة النتائج”، بحسب قوله.

وقال إن مراكز التلقيح، كمركز ابن النفيس، شهد اكتظاظاً وانتظاراً على الدور لأطباء الأسنان والصيادلة والأطباء غير الحكوميين، “وسط انعدام إجراءات الوقاية.”

وفي الثالث عشر من هذا الشهر، قالت أجمال ماجتيموفا رئيسة البعثة وممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، لإحدى وسائل الإعلام الروسية، إنه “لا توجد حالياً تفاصيل واضحة حول موعد وصول الدفعة الثانية من لقاحات أسترازينيكا إلى سوريا.”

وذكرت أن “الأمر يعتمد على العديد من العوامل بما في ذلك توفر اللقاح في السوق العالمية والطاقة التصنيعية.”

معدل الإصابات ينخفض

ومنذ حوالي الأسبوع، بدأت المؤسسات في حكومة دمشق تُعيد تفعيل نظام البصمة للعاملين، وكذلك أعادت المشافي العمليات الباردة لمختلف أقسامها وسط مؤشرات على انخفاض معدل الإصابات اليومي.

والاثنين الماضي، أعلن المكتب الإعلامي لوزارة الصحة في الحكومة السورية، عن تسجيل خمس حالات وفاة و46 إصابة جديدة بفيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وبلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا في مناطق الحكومة السورية حتى الآن 24.860 إصابة مؤكدة، منها 1.815 حالة وفاة و21.682 حالة شفاء.

والأحد الماضي، تداولت شبكات إخبارية محلية وصفحات على المواقع التواصل الاجتماعي، تكهنات عن أسباب وفاة الصحفي عمار الشبلي الذي توفي في الرقة بعد مدة من أخذه للقاح “استرازينيكا” وربطوا الوفاة بتلقيه للقاح.

وفي تصريح سابق لنورث برس، قال عضو في الفريق الاستشاري لمواجهة جائحة كورونا، إنَّه وبالاعتماد على توصيات منظمة الصحة العالمية، فإن لقاح “أسترازينيكا” يجب ألا يُعطى لمن هم تحت سن الـ50 عاماً، لأنه يسبب أحياناً بعض التخثرات الدموية التي تهدد الحياة.

لكن رزان طرابيشي، مديرة الرعاية الصحية الأولية، قالت في تصريحات سابقة لصحيفة “تشرين” الحكومية، إن “أي أعراض جانبية محتملة للقاح تبقى أقل بكثير من خطورة الإصابة بكورونا واختلاطاتها.”

إعداد: آرام عبدالله- تحرير: سوزدار محمد