سكان في حماة يتخوفون من تلقي لقاح كورونا

حماة – نورث برس

أعرب سكان من مدينة حماة، وسط سوريا، عن مخاوفهم من تلقي لقاح فيروس كورونا المستجد، وقالوا إنهم “لن يغامروا” بأخذه خشية من الآثار الجانبية المحتملة.   

وفي الثاني والعشرين من نيسان / أبريل الماضي، أعلنت وزارة الصحة عبر معرفاتها الرسمية، تسلّمها الدفعة الأولى من اللقاحات ضد فيروس كورونا، المرسلة وفق برنامج “كوفاكس” من منظمة الصحة العالمية، والبالغة 200 ألف وثلاث جرعات.

وفي الخامس من الشهر الفائت، أطلقت وزارة الصحة في حكومة دمشق، منصة إلكترونية لتسجيل أسماء الراغبين بتلقي التطعيم ضد فيروس كورونا.

لمتابعة جميع الأخبار… حمل تطبيق نورث برس من متجر سوق بلاي

وخصصت وزارة الصحة في حكومة دمشق، 71 مشفى، و96 مستوصف، و416 فريق جوال، لإعطاء اللقاح للراغبين في مناطق سيطرتها.

وعبر مرهف الحموي (46عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان حماة عن اعتقاده، أن اللقاحات تحتاج إلى سنين حتى تظهر آثارها الجانبية، “لذا لن أتلقى أي نوع من تلك اللقاحات.”

وتزيد مخاوف “الحموي”، بسبب “عدم متابعة من تلقوا اللقاح أو اهتمام وعناية بهم، فالمريض الذي تظهر عليه آثار جانبية يوصيه الطبيب بالسيتامول كمسكن للألم.”

 واتهم الرجل الحكومة “بعدم الاكتراث” بصحة السكان، لأنها “سمحت بالتجمعات والاحتفالات أثناء الانتخابات ولم تجد حلاً للطوابير على الأفران ومواقف السيارات.”

وكان عضو في الفريق الاستشاري لمواجهة جائحة كورونا، قد قال في تصريح سابق لنورث برس، إنَّه وبالاعتماد على توصيات منظمة الصحة العالمية، فإن لقاح “أسترازينيكا” يجب ألا يُعطى لمن هم تحت سن الـ50 عاماً، لأنه يسبب أحياناً بعض التخثرات الدموية التي تهدد الحياة.

وأضاف حينها أن وزارة الصحة “قررت إعطاء اللقاحين الروسي والصيني إلى الأطباء والأشخاص تحت الـ50 عاماً، وإعطاء لقاح “أسترازينيكا” للأشخاص فوق 50 عاماً وخاصة المصابين بأمراض مزمنة لتجنب حصول أي مفاجآت.”

مخاوف لا تتبدد

لكن عضو الفريق المعني بالتصدي للجائحة، أشار إلى أن الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح في سوريا منذ فترة “لم يصابوا بآثار جانبية مخيفة، إنما حصل معهم ارتفاع حرارة وإجهاد عضلي، وبعد يومين أو ثلاثة ذهبت الأعراض.”

تصريحات عضو الفريق المعني بالتصدي للجائحة لم تقنع دعاء السالم (53عاماً) وهو اسم مستعار لصيدلانية في حماة ولم تبدد مخاوفها من تلقي اللقاح.

وربطت الصيدلانية رغم عدم تأكيد التحاليل لذلك، وفاة إحدى صديقاتها بعد تلقيها اللقاح الصيني في المشفى الوطني منذ أسبوع، وقد ظهرت عليها آثار جانبية كارتفاع الحرارة والصداع ووجع في اليد ووهن عام.

وبعد عدة أيام على تلقيها اللقاح، ذهبت صديقة “السالم” لمعالجة أسنانها عند طبيب الأسنان “ولكن كان الأمر يحتاج إلى تخدير فقام بتخديرها وبعد وصولها إلى المنزل توفيت.”

وعبرت الصيدلانية عن اعتقادها أن هناك علاقة بين المخدر واللقاح “ولكن لم نرَ أي تحذيرات من قبل الأطباء عن التخدير، هذه الحادثة جعلتني أرفض أخذه.”

لكن رزان طرابيشي، مديرة الرعاية الصحية الأولية، وهي أيضاً مسؤولة البرنامج الوطني للتلقيح ضد كورونا، قالت في تصريحات لصحيفة “تشرين” الحكومية، الشهر الفائت، إن “أي أعراض جانبية محتملة للقاح تبقى أقل بكثير من خطورة الإصابة بكورونا واختلاطاتها.”

وبحسب “طرابيشي” فإن أخذ اللقاح يسهم بالحماية الصحية ويخفف سريرية المرض، ويتم “تلقيح حوالي 100 شخص يومياً.”

وبعد أسبوع من تلقيها اللقاح في مشفى حماة الوطني، ارتفعت نسبة السكر في الدم لدى رفيف الحامد (49عاماً) وهو اسم مستعار لسيدة من حماة إلى 250، وبدأت تعاني من مغص معوي وإسهال والتهاب أعصاب في القدمين، وفقاً لما ذكرته لنورث برس.

وأضافت السيدة: “أصبحت غير قادرة حتى على المشي بسبب الوخز والحرارة في القدمين.”

مغامرة

وراجعت “الحامد” طبيبها، حيث طلب الأخير منها تناول حبتين من حب السكري بدل حبة لحين ثبات السكر ونزوله، وأخبرها أنه “لا يستطيع إعطائها أي شيء فاللقاح جديد ولا نعرف تداخلاته الدوائية بعد.”

وبعد ظهور تلك الأعراض، امتنع أفراد عائلة “الحامد” والذين كانوا قد سجلوا سابقاً على اللقاح على أخذه.

وبحسب “طرابيشي” فقد بلغ عدد المسجلين لتلقي لقاحٍ ضد كورونا على المنصة الإلكترونية أكثر من  70 ألف شخص من مختلف المناطق، 27 ألفاً منهم من دمشق.

وكشف زين الغفير (45عاماً) وهو اسم مستعار لطبيب في حماة، أن غالبية الأطباء والكوادر الطبية لديهم تحفظ شديد على أخذ اللقاح “ومنهم من يشترط اللقاح الروسي ويرفض اللقاح الصيني بظنه أن الروسي أفضل.”

وأشار الطبيب الذي لم يأخذ اللقاح حتى الآن، إلى أن هناك أطباء “غامروا” وأخذوا اللقاح وحصلت معهم آثار جانبية وهناك البعض لم تظهر عليهم أي أعراض.

وفي الخامس والعشرين من شباط/فبراير الماضي، اقتصرت عملية التطعيم للكوادر الصحية على العاملين في أقسام العزل.

والشهر الفائت، قال مسؤول في وزارة الصحة في الحكومة السورية لنورث برس، إن تطعيم العاملين الصحيين ضد كورونا بدأ للراغبين فيه، وأن اللقاح المستخدم في تطعيم الكوادر الطبية، هو لقاح “سبوتنيك في” الروسي.

وسجلت حماة الاثنين الماضي، أربع إصابات جديدة بفيروس كورونا، وفقاً للمكتب الإعلامي لوزارة الصحة في الحكومة السورية.

وأرجع الطبيب تخوف السكان إلى “المعاملة السيئة وعدم المبالاة في المشافي الوطنية والتي تركت أثراً سلبياً لدى السكان حتى باتوا لا يثقون بأي شيء تقدمه الدولة.”

إعداد: علا محمد – تحرير: سوزدار محمد