دعوات طلابية لاعتماد التعليم الافتراضي بجامعة دمشق تواجه عقبات فنية وتطبيقية
دمشق – نورث برس
ترى سعاد كيكي (27 عاماً)، وهو اسم مستعار لطالبة في كلية العلوم بجامعة دمشق، أن اعتماد نظام التعليم عن بعد لبعض المقررات سيخفف بشكل كبير من معاناة الطلبة خاصة من ناحية المواصلات.
وتشهد دمشق حال جميع مناطق سيطرة الحكومة السورية، أزمة مواصلات كبيرة وسط قلة وسائل النقل الداخلي العاملة على الخطوط بين الأحياء الدمشقية بسبب نقص الوقود.
وتضطر “كيكي” التي تقيم في حي ركن الدين إلى دفع أربعة آلاف ليرة سورية كأجرة للتكسي لإيصالها إلى الجامعة وذات المبلغ لإعادتها للمنزل.
وقالت الطالبة ” كيكي” إن الكثير من مقرراتها لا تحتاج إلى الحضور الشخصي، لكنها تضطر للحضور كي لا يتم إنقاص درجاتها في الامتحان.
وأشارت إلى أن “اعتماد نظام التعليم عن بعد “سيساعد في التحضير للمقررات في المنزل بعيداً عن صخب الازدحام المروري والتكاليف الباهظة للنقل.”
وقالت أيضاً: “هذا النظام بات ضرورة ملحة.”
ودعا طلبة في جامعة دمشق إلى اعتماد نظام التعليم الافتراضي إلى جانب التعليم التقليدي في الجامعات الحكومة السورية بسبب أزمة المواصلات والتخفيف من تكاليف النقل للطلبة وللكوادر التدريسية.
مقارنة
ونظام التعليم عن بعد ينقسم إلى: التعليم المتزامن وغير المتزامن، بحسب سمير الحسن (29عاماً) وهو اسم مستعار لطالب في كلية الهندسة المعلوماتية في جامعة دمشق.
وفي التعليم الافتراضي المتزامن يقوم الطلاب بحضور المحاضرة في نفس توقيت إعطائها من قبل المدرس، حيث تنقسم كل مجموعة منهم في صفوف افتراضية يتم تحديد زمن إعطاء المحاضرة بالساعة والدقيقة.
ويسمح التعليم المتزامن للطالب بالتفاعل مع زملائه وأستاذه وعرض استفساراته ومناقشتها معه من خلال فضاء تعليمي افتراضي يتم تجهيزه من قبل الأخصائيين والفنيين.
ويتم في التعليم الإلكتروني غير المتزامن تحميل المحاضرات على موقع الجامعة، ويقوم الطالب بحضورها متى شاء.
ولكن، لا يمكن للطالب التفاعل مع أستاذه وزملائه في الصف، لأن توقيت حضوره غير متزامن مع تواقيت تواجد وحضور أقرانه، وفق ما ذكره “الحسن”.
عقبات
ويرى طلبة أن تطبيقه هذا النظام التعليمي يواجه الكثير من العقبات أبرزها “الفساد” وانقطاع الكهرباء وضعف الإنترنت في مناطق سيطرة الحكومة السورية.
ولعلّ المشكلة المذكورة سابقاً، هي من أبرز العقبات التي ستواجه الطلبة، حسبما يرى محمود العبدالله (23 عاماً)، وهو اسم مستعار لطالب في معهد الحاسوب بدمشق.
وقال “العبدالله” لنورث برس: “من البديهي أن يكون لتطبيق نظام التعليم عن بعد حلّ للكثير من مشاكل للطلبة لكن سيخلق لهم مشاكل جديدة أهمها تلك المتعلقة بانقطاع التيار الكهربائي وضعف شبكة الإنترنت.”
وفي آذار/ مارس 2020، حاولت وزارة التعليم العالي، خلال تطبيق الإغلاق الكامل بسبب جائحة كورونا، اعتماد نظام التعليم عن بعد إلا أن محاولاتها بائت بـ”الفشل” بسبب عدم توفر أخصائيين وبنى تحتية، بحسب تصريحات مسؤولين فيها.
وقال معاون وزير التعليم العالي في تصريحات لوسائل إعلام رسمية حينها، إن “البنى التحتية المتوفرة في الجامعات لا تسمح بتنفيذ عملية التعليم الإلكتروني المتزامن، والتي تسمح بالتواصل فترة الانقطاع عن الدوام المباشر بين المدرس والطالب.”
واستبعد “العبدالله” أن تكون أسباب “فشل” وزارة التعليم العالي في تطبيق التعليم الافتراضي هي “قلة الخبراء والفنيين وعدم إلمام الكوادر التدريسية بالأمور التقنية.”
وقال: “أغلب مدرّسي الجامعات الخاصة والافتراضية يقومون بالتدريس وفق نظام التعلم عن بعد، لكثير من مقرراتها.”
وأضاف: “أي أن الخلل ليس بعدم إلمام هؤلاء بالبرامج الافتراضية بقدر عدم رغبة الوزارة في التحول إلى النظام الإلكتروني بسبب الفساد والمحسوبيات.”
وأعرب عن اعتقاده بأن “الكثير من المتنفذين في الجامعات والوزارة يستفيدون من الاحتكاك المباشر مع الطلاب وإقامة علاقات شخصية معهم بغرض كسبهم وتلقي رشاوى منهم مقابل خدمات كالنجاح في المقررات وتسريب الأسئلة والتنقيل والكثير من الأمور الأخرى.”