مفرزة أمن كراج البولمان في دمشق المستثمر الأكبر فيه

دمشق – نورث برس

يستيقظ عباس برزاوي، (51 عاماً) وهو أب لثلاثة أطفال، كل صباح ويستقل وسائل المواصلات العامة وصولاً إلى مدخل كراج البولمان في دمشق، يحرر عربته من عامود الكهرباء الذي ربطها فيه بجنزير، يجهز عدة العربة المخصصة لبيع تماري الكعك.

ويقضي “برزاوي” الملقب بـ”أبو عبدو”، 12 ساعة من العمل على العربة كل يوم بعيداً عن مدخل الكراج 100 متر، بعد أن أجبرته مفرزة الأمن الموجودة في الكراج على الابتعاد عن المدخل، “لأنه لا يدفع حصة للمفرزة.”

وسابقاً، كان يعمل “أبو عبدو” في كراج البولمان القديم قبل تحوله إلى دمار، ثم نقل عمله إلى أوتوستراد العدوي بعد أن أصبح موقف البولمان هناك، إلى أن افتتح كراج البولمان الجديد.

وفي 2012، توقف العمل بالكراج القديم لقربه من خطوط الاشتباك بين قوات الحكومة السورية والمعارضة السورية في القابون، فنقلت الحكومة تجمع البولمانات إلى أوتوستراد العدوي.

وفي السادس من أيار/ مايو 2019، أعيد افتتاح كراج البولمان الجديد في دمشق في منطقة القابون بميزانية متواضعة ومساحة تسع دونمات “لا تليق بكراج العاصمة وخدمات ثانوية شبه معدومة داخل الكراج.”

وذكر الرجل، أنه بقي لمدة شهرين يعمل ضمن الكراج، “قبل أن تبدأ مفرزة أمن الكراج بالتدخل في كل شاردة وواردة في الكراج.”

وأضاف أن عناصر المفرزة “طردوه” هو وباقي الأشخاص الذين يعملون على العربات داخل الكراج بحجة “المنظر الحضاري للكراج.”

والأمر لم يقتصر على ذلك، حيث لاحقتهم المفرزة بعد خروجهم من الكراج ومحاولة كسب رزقهم على باب الكراج، وطردتهم من هناك، “بحجة عرقلة السير.”

وانتهى المطاف بأصحاب البسطات بتحذيرات من عدم الاقتراب مسافة 100 متر من مدخل الكراج “وإلا سيكون مصيرهم حجز عرباتهم ومخالفتها.”

واجهات

يقول بكري عبد الرحمن (49 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد المستثمرين السابقين لأحد الأكشاك الموجودة داخل الكراج، لنورث برس، إنه بدء استثمار الكشك في شهر أيلول/ سبتمبر 2019، كما فعل الكثير من الأشخاص في نفس الوقت.

وأقدم “عبد الرحمن” على الاستثمار، بعد مزادات أقامتها إدارة الكراج، وكان تدخل المفرزة بذاك الوقت محدوداً، حيث كانت مدة العقد له ولغيره عام كامل.

وفي الشهر السادس من العام 2020، كانت المفرزة قد ثبتت أقدامها في الكراج وبدأت بالنشاط التلقائي الذي تقوم فيه أي مفرزة بمكان تواجدها “تحصيل المكاسب” من الجوار.

وعرقلت المفرزة خطوات مجموعة من المستثمرين لمنعهم من المشاركة بمزاد 2020 لاستثمار الأكشاك التجارية.

وبعد صد ورد ومحاولات للرشاوى، باءت جميعها بالفشل، بالرغم من المبالغ الكبيرة التي عرضها عليهم، إلا أن ما كانت تريده المفرزة هو “نسبة ثابتة من الأرباح تقاسم عليها صاحب الكشك كل شهر.”

وقال المستثمر، إنه لم يدرك ذلك إلا بعد رؤية المستثمرين الجدد للأكشاك، حيث تفاجأ بأن “مجموعة كبيرة منهم هم من أقرباء عناصر المفرزة.”

وشكك في أن الأقرباء هم واجهة فقط، وأن المستثمر الحقيقي هو رئيس المفرزة وعناصره.

مضايقات

كغيرها من المفارز، تمارس مفرزة البولمان أفعالاً لمضايقة وتعطيل أعمال كل من لا يقوم بدفع الإتاوات مثلما ترغب.

يقول روني الخرمة (26 عاماً) وهو اسم مستعار لشاب يعمل كمعاون سائق في إحدى شركات مكاتب النقل، لنورث برس، إن “رحلات عناصر المفرزة ومن يوصون بهم من أشخاص آخرين مجانية لدى جميع الشركات، وهناك تفاوت في التعامل مع شركات النقل.”

وذكر “الخرمة” أن بعض الشركات تنتظر مطولاً انتهاء إجراءات خروج البولمان المسافر إلى رحلته ريثما تقوم المفرزة “بتفييش” الهويات، بينما يتم التعامل مع شركات أخرى “بسرعة ومرونة وتسهيلات أكبر.”

ويقضي لوسيان الخرمة (32 عاماً) وهو أحد أقرباء روني، والذي يعمل سائق تكسي، معظم وقت عمله حول كراج البولمان لما يؤمنه من مردود جيد هناك.

ويقول، إن تكلفة الوقوف في الخط الأول بمدخل كراج البولمان تصل إلى 2000 ليرة سورية.

وأضاف: “سائق التكسي يدفع للعنصر الذي على مدخل طريق الكراج 1000 ليرة، بينما يدفع الألف الثانية لشرطي المرور المسؤول عن مراقبة الطريق الذي من المفترض أن يكون طريق مرور لا وقوف وانتظار.”

إعداد: رغد العيسى ـ تحرير: محمد القاضي