في صرين بريف حلب عائلات بدأت حياة جديدة وأخرى عادت لمخيم الهول

كوباني- نورث برس

بعد عامين ونصف من غياب أحمد الجاسم (26 عاماً)، وهو من العائدين من مخيم الهول شرق الحسكة، يستعد الآن للعمل في الزراعة بقريته في منطقة صرين بريف حلب، شمالي سوريا، بينما لم يحالف الحظ عائلات أخرى فعادت أدراجها إلى المخيم وما تزال تنتظر من يكفل إقامتها في قرية ما.

و”الجاسم” هو واحد من 202 شخص ينتمون لـ 59 عائلة سورية من عائلات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) غادرت مخيم الهول، الأربعاء الماضي، ليبدأ حياته الجديدة في منطقته وبالقرب من أقاربه الذين انتظروا عودته طيلة فترة غيابه.

ووصل النازح إلى قريته “البوجاق”، 8 كم جنوب صرين، رفقة زوجته وطفليه، وشقيقته وطفلتها، حيث كانت والدته بانتظار وصولهم.

راحة بعد شقاء

وقال “الجاسم” إنه شعر بالراحة فور وصوله لقريته، إذ تم استقباله من مجلس ناحية صرين لمتابعة استقراره في منزله في القرية.

وأضاف، لنورث برس، إن أوضاعهم في المخيم كانت سيئة، وخاصة فيما يتعلق بالخدمات ونقص مياه الشرب والظروف المعيشية الأخرى، إلى جانب المخاطر الأمنية.

وفي تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، قرر المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية إفراغ مخيم الهول من العائلات السورية الراغبة بالخروج.

وتعد هذه الدفعة السادسة عشر بعد مبادرة مجلس سوريا الديمقراطية وشيوخ العشائر لإخراج السوريين من المخيم، بينما هي الأولى المتجهة نحو مناطق صرين وريف كوباني.

وشكل مجلس ناحية صرين لجنة لاستقبال العائلات القادمة من مخيم الهول، وأوصلت 48 من العائلات لقراها وبلداتها، استقرت 43 منها في صرين وريفها، وانتقلت ثلاث عائلات إلى مدينة منبج، وعائلة واحدة إلى مدينة الرقة.

وقال محمود البرهو، وهو عضو مجلس ناحية صرين، إن اللجنة أمنت عبور عائلة واحدة إلى منطقة جرابلس عبر معبر عون الدادات للذهاب إلى منطقة أعزاز حيث يعيش باقي أفرادها.

مسيرة لم تكتمل

ولم تشمل مشاعر الاستقرار والخلاص من مخاطر مخيم الهول جميع العائلات، إذ عادت ثمان عائلات أدراجها للمخيم، “لأنهم من خارج منطقة صرين وبسبب عدم وجود كفلاء لهم فيها.”

وكل عائلة لا تعود ثبوتياتها إلى مناطق إقليم الفرات (كوباني وصرين وريف تل أبيض) تحتاج كفيلاً لها من سكان أو وجهاء البلدة أو القرية التي ينوون الاستقرار فيها، بحسب “البرهو”.

وأشار عضو مجلس صرين إلى وجود ثلاث عائلات مازالت تنتظر كفلاء لها، “وتسكن حالياً في إحدى مدارس البلدة تحت إشراف اللجنة.”

وتراجع العائلات العائدة مجالس قرى البوجاق وحفيان والقصر، إضافة لبلدة صرين، من أجل تثبيت بياناتهم والحصول على مخصصاتها الاحتياجات اليومية كالخبز والغاز المنزلي والمحروقات، بحسب مجلس ناحية صرين. 

ناجون إلى الأمان

ويعتبر غالبية أفراد العائلات التي استقرت في المنطقة أنفسهم ناجين من ظروف معيشية صعبة ومخاطر أمنية كبيرة، إذ سجل المخيم حوادث قتل كثيرة كان آخرها مقتل نازح سوري يوم أمس عقب عودته من صلاة الجمعة إلى خيمته هناك.

ويقطن في مخيم الهول نحو 59 ألف شخص من نازحين سوريين ولاجئين عراقيين وعائلات قتلى ومعتقلي تنظيم “داعش”.

وبلغت أعداد العائلات السورية التي غادرت المخيم، حتى الآن، نحو ألف عائلة من السوريين الذين اتجهوا صوب مناطقهم.

وقالت نجوى جادر (54 عاماً)، وهي إحدى العائدات من الهول، لنورث برس: “كنت أتلهف للعودة إلى بلدتنا صرين والعيش مع سكان المنطقة من الأقارب والجيران.”

وجاءت “جادر” رفقة 12 شخصاً آخرين من بناتها وكنتها وأحفادها، ليبدؤوا حياتهم الجديدة بعد فترة اتسمت بأوضاع معيشية صعبة في مخيم الهول.

 تقول الآن إنها لا تتمنى سوى بقاء الأمان الذي تشعر به الآن، إذ شعرت بالاستقرار مع وصولها.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: عمر علوش