ارتفاع أجور الحصاد بريف حماة ومزارعون لا يجنون محاصيلهم

حماة نورث برس

لم يكن سالم الخالدي (52عاماً) وهو مزارع من منطقة سهل الغاب غربي حماة وسط سوريا، يتوقع أن يكون إنتاج محصوله من حبة البركة “سيئاً” لهذه الدرجة، حيث كانت تكاليف الزراعة من أسمدة ومحروقات وأجور الحصاد “مرتفعة والإنتاج قليل.”

ويشتكي مزارعون في سهل الغاب من ارتفاع أجور الحصاد هذا العام لا سيما في المناطق القريبة من خطوط  التماس مع القوات الحكومية.

واتهم هؤلاء، أصحاب الحصادات “بالاستغلال” وفرض أجور مرتفعة جداً، تصل في بعض الأراضي لأكثر من 12 دولاراً أميركياً للدونم الواحد.

وتعتبر منطقة سهل الغاب في أقصى الريف الشمالي الغربي من حماة، إحدى أهم المناطق الزراعية التي لا تزال تحت سيطرة عدة فصائل تابعة للمعارضة السورية، أبرزها جيش النصر التابع للجبهة الوطنية للتحرير المدعومة تركياً.

وتعد معظم الأراضي الزراعية في تلك المنطقة قريبة من مناطق سيطرة القوات الحكومية.

والعام الحالي، تقلصت مساحة الأراضي المزروعة في سهل الغاب بعد تقدم القوات الحكومية ضمن قراه بداية العام الفائت.

وتقدر الأراضي المزروعة بحوالي 22 ألف دونم، بينها 14 ألف دونم مزروعة بمحصول القمح والشعير و8 آلف دونم مزروعة بحبة البركة والكمون والخضار، وفقاً للمجلس المحلي في بلدة قسطون شمال شرق سهل الغاب.

الحصاد بالدولار

وقال “الخالدي” والذي تقع أرضه قرب حاجز طنجرة الحكومي، إن صاحب الحصادة فرض عليه مبلغ عشرة دولارات لحصاد الدونم الواحد، “الموسم كاملاً لم يغطي التكلفة وإنتاج هذا العام هو الأسوأ منذ أكثر من عشر سنوات.”

وهذا العام، ارتفعت أجور الحصاد في سهل الغاب أضعافاً عما كانت عليه العام الفائت، إذ تتراوح أجرة حصاد الدونم الواحد بين ثماني و 12 دولاراً أميركياً.

لكن عمار المحمد (52عاماً) وهو صاحب حصادة في سهل الغاب أرجع السبب إلى سوء الأوضاع الأمنية في الأراضي القريبة من سيطرة القوات الحكومية، بالإضافة لارتفاع أسعار المحروقات.

 ويشتري “المحمد” وفقاً لما ذكره لنورث برس، برميل المازوت بأكثر من 150 دولاراً أميركياً من السوق السوداء.

بالإضافة لدفع أجرة شخص يعمل على الحصادة وتصل أحياناً إلى 15 دولاراً يومياً، “وذلك حسب خطورة المنطقة إذا كانت قريبة جداً من الحواجز.”

وهذا الموسم، لم يستطع جمال العبيد (47عاماً) حصاد أرضه المزروعة بمحصولي القمح والشعير “نتيجة قربها من حواجز النظام ورفض أصحاب الحصادات الذهاب إليها خوفاً من الاستهداف.”

وحاول “العبيد” التواصل مع عناصر من القوات الحكومية على الحاجز القريب من أرضه للسماح بإدخال حصادة، “إلا أنهم رفضوا بالبداية بحجة أنها منطقة عسكرية، لكنهم وافقوا فيما بعد شريطة دفع مبلغ 15 ألف ليرة سورية عن كل دونم.”

وأضاف: “إذا دفعت 12 دولار للحصادة و15 ألف ليرة سورية للحاجز، سأخرج أنا بالنهاية دون مربح وربما بخسارة.”، وفضل عدم جني محصوله.

الحصاد بالمنجل

والثلاثاء الماضي، جددت قوات حكومة دمشق، قصفها لتحصينات فصائل معارضة موالية لتركيا بريف حماة الغربي.

وقالت مصادر عسكرية في المعارضة، لنورث برس إن مواقع فصائل معارضة في بلدات العنكاوي والزيارة، والقاهرة، بريف حماة الغربي، تعرضت لقصفٍ بقذائف الهاون من مواقع القوات الحكومية المجاورة في معسكر جورين في ذات المنطقة.

وخلال الشهر الفائت، وبحسب ما ذكرت مصادر عسكرية في المعارضة لنورث برس، فإن القوات الحكومية قصفت بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ تحصينات لفصائل معارضة على محاور بلدات زيزون والزيارة الواقعتين بمنطقة سهل الغاب، غير أنه طال أراض زراعية لـ”عشوائيته”.

وبعد رفض أصحاب الحصادة الدخول إلى أرضه، غامر راشد المواس (38عاماً) وبمساعدة أقرباء له بحصاد محصول القمح القريب من حواجز القوات الحكومية في العمقية بطرق بدائية مستخدماً خطاف الحصاد (المنجل) ونقل المحصول بآليات صغيرة نحو “مناطق آمنة قليلاً.”

وعلى الرغم من نجاح “المواس” بحصاد محصوله، إلا أنه تفاجأ بالخسارة الكبيرة نتيجة قلة الإنتاج، إذ أن إنتاج الدونم الواحد لم يتجاوز الـ 100 كيلوغرام.

وخلال الأعوام السابقة وبحسب مزارعين في المنطقة فإن إنتاج الدونم الواحد كان لا يقل عن الـ 300 كيلوغرام، كما كان يفوق الـ350 كيلوغرام في بعض المواسم.

وأشار “المواس” إلى أن حصاد محصوله بطريقة بدائية ونقله “أدى لضياع قسم كبير من القمح.”

 إعداد: براء الشامي – تحرير: سوزدار محمد