تقنين الكهرباء وافتقار مراكز الامتحان للخدمات أبرز أسباب معاناة طلاب الشهادتين في حماة

حماة- نورث برس

يقضي ملهم البدر (17عاماً) وهو اسم مستعار لطالب شهادة ثانوية في حي طريق حلب، في حماة وسط سوريا، كغيره من الطلاب ساعات طويلة أمام ضوء الليدات والشموع للتحضير للامتحان، في ظل زيادة تقنين الكهرباء في المدينة.

وقال الطالب، وعلامات الإرهاق والتعب ظاهرة عليه، إنهم كانوا يأملون أن “تبقى الكهرباء كما كانت في أسبوع الانتخابات. ولكن ليس هناك مراعاة لظروفنا الصعبة.”

وأضاف الطالب ساخراً: “قال وزير التربية إنه سيكون هنالك كاميرات مراقبة في القاعات. ولكن السؤال من أين سيأتي بالكهرباء لهذه الكاميرات وهي مقطوعة في كافة أنحاء المدينة فترة تقديم الامتحان.”

وبعد الانتخابات الرئاسية، ازدادت ساعات التقنين في مدينة حماة، إذ تصل لخمسة ساعات قطع مقابل نصف ساعة وصل.

وقبل الانتخابات وخلالها، لم تشهد المدينة تقنيناً في الكهرباء إلا ساعة أو ساعتين في اليوم، وقبل ذلك كانت ساعة ونصف وصل مقابل أربع ساعات قطع.

وفي الثلاثين من الشهر الفائت، بدأت امتحانات شهادة التعليم الأساسي والإعدادية الشرعية في مناطق سيطرة حكومة دمشق، فيما بدأت امتحانات الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي، والشهادة الثانوية الشرعية والمهنية، بعدها بيوم.

“الوضع سيء”

وبحسب طلاب فإن النوافذ في قاعات الامتحان تفتقر للستائر وهو ما يؤدي لدخول أشعة الشمس إلى القاعات، في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

ووصف “البدر” الوضع بـ”السيء للغاية، فبدل أن تفكر في حل الأسئلة، أصبحنا نفكر كيف سنتخلص من الحر وكيف سنرد الشمس عنا ونكمل الامتحان دون أن نصاب بضربة شمس.”

وقبل أسبوع، قال وزير الكهرباء في حكومة دمشق غسان الزامل لجريدة “الوطن” شبه الرسمية، إنه “ليس هناك إمكانية لدى الوزارة لتخفيف ساعات التقنين في فترة امتحانات الشهادتين التعليم الأساسي والثانوي.”

وأشار الوزير إلى أن تخفيف التقنين في بعض المناطق “سيكون على حساب مناطق أخرى”.

وتبلغ كميات الغاز التي تزودها وزارة النفط لوزارة الكهرباء نحو 8 ملايين متر مكعب غاز يومياً في حين الحاجة هي 18 مليون متر مكعب غاز، وفقاً لما قاله “الزامل”.

تصريحات الوزير أثارت جدلاً لدى السكان الذين شككوا فيها، وذلك بسبب قيام الوزارة بوصل الكهرباء للمحافظات طيلة الأيام التي سبقت الانتخابات وخلالها.

وقالت صفاء الجمال (14عاماً) وهو اسم مستعار لطالبة شهادة إعدادية، إن مقاعد المدرسة التي تقدم فيها الامتحان “متسخة، إذ لم يتم تنظيفها من الغبار خلال فترة انقطاع الطلاب عن المدراس.”

وأشارت الطالبة إلى أنه يتم توزيع المياه على الطلاب باستخدام كأس واحدة لكل القاعة، وعبرت عن مخاوفها من إصابة طلاب بفيروس كورونا، “في حال كان أحدهم حاملاً للفيروس.”

وتشير الأعداد الرسمية لوزارة الصحة الحكومية إلى أن عدد المصابين بكوفيد-19 قد بلغ24.639 حالة، توفي منهم 1790، بينما بلغت حالات الشفاء21.630.

معاناة مشتركة

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ونقلاً عن مصادر وصفها بـ”الطبية”، فإنه خلال فترة الانتخابات وما بعدها والتي شهدت تجمعات بشرية كبيرة، سُجلت أكثر من 96 ألف إصابة بكورونا في دمشق وريفها وحمص وحماة وطرطوس واللاذقية وحلب.

واتفقت نهلة الرهوان (35عاماً) وهو اسم مستعار لمراقبة في إحدى المدارس مع سابقتها، أنه لا تتوفر أي من سبل الراحة للطلاب خلال الامتحان، “لم يتم تعقيم الطلاب ومراكز الامتحان.”

كما أنه تم منع الطلاب من ارتداء الكمامات، “بحجة أن  الكمامة يمكن أن تكون وسيلة غش”، بحسب “الرهوان”.

وأشارت المعلمة إلى أن بعض القاعات غير مجهزة للامتحانات، “هناك مقاعد غير صالحة لجلوس الطلاب لأنها مكسورة أو ليس لها قاعدة خشبية والطلاب كل لحظة يشتكون عن سوء المقاعد.”

واشتكت من بُعد مراكز الامتحان عن منزلها، “أدفع كل يوم أكثر من 400 ليرة آجار مواصلات، في حين أن ساعة المراقبة فقط بـ300 ليرة. وإن تخلفت عن المراقبة يتم خصم 30%من راتبي.”

إعداد: علا محمد – تحرير: سوزدار محمد