روايات متباينة وإدانات بخصوص هجوم “متينا” وقلق أميركي لآخر استهدف مخيم مخمور
أربيل ـ نورث برس
شهدت مناطق شمال إقليم كردستان العراق، أمس السبت، أحداثاً وصفت بـ”الساخنة” إثر هجوم استهدف رتلاً للبيشمركة في شمالي دهوك، وآخر تركي استهدف مخيم مخمور للاجئين، وما خلفه الهجومان من مواقف على الساحة الكردية والعراقية عموماً.
واستيقظت منطقة متينا التابعة لقضاء العمادية في محافظة دهوك فجر السبت، على خبر مقتل 5 أفراد من البيشمركة وإصابة 4 آخرين إثر هجوم على عربة عسكرية.
اتهامات
وتبادلت الاتهامات حول طبيعة الاستهداف، إذ تقول وزارة البيشمركة إن حزب العمال الكردستاني استهدف قوات البيشمركة في كمين بجبل “متين” في محافظة دهوك أوقع ضحايا وجرحى في صفوفهم، إلا أن الحزب نفى ذلك.
وقالت قيادة “الدفاع الشعبي” في بيان، إن “قواتها قامت بإطلاق بعض الرصاصات التحذيرية لمنع تقدم رتل قوات تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني إلى منطقة تعسكرها.”
وقالت أيضاً، إن “انفجاراً مجهولاً استهدف رتل القوات تلك وأدى إلى سقوط ضحايا في عربة أو عربتين.”
وعدت “الدفاع الشعبي” سقوط الضحايا “أمر مؤسف ومحزن”، وشدد البيان على أنه لم تستهدف قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وأبدى برلمان إقليم كردستان، في بيان صادر عنه أمس السبت، رفضه خيارات الحرب بجميع انواعها.
وطالب جميع الأطراف بإبعاد صراعاتهم عن حدود إقليم كردستان والمحافظة على سيادته وعدم إعطاء الذريعة لاندلاع الحروب وجر جيوش الدول إليه.
ونددت كل من رئاستي الإقليم والحكومة بالهجوم في بيانين منفصلين.
وأما الجانب العراقي فلم يتهم أي طرف بشكل مباشر، إذ شدد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، على أن القوات الأمنية فتحت تحقيقاً في استهداف وحدة عسكرية ضمن قوات البيشمركة في محافظة دهوك.
وقال رسول، في بيان اطلعت عليه نورث برس، إنه يدين “الاعتداء الجبان” (..) على “يد مجموعات مسلحة غير عراقية”، دون أن يسميها.
وشدد على أن “كل معتد على دماء العراقيين وأمنهم سينال الجزاء العادل.”
وقال، إن “القوات المسلحة العراقية تجدد تأكيدها على بسط السيادة الوطنية على كامل الأراضي العراقية ومنع أي خرق سواء كان داخلياً أو خارجياً.”
كما شدد على المبدأ الدستوري بعدم السماح بأن “يكون العراق منطلقاً لأي هجوم على جيرانه.”
انتهاك
وبالتزامن مع هذا الحدث، استهدفت طائرة تركية مسيرة حديقة أطفال بجوار مدرسة ضمن مخيم مخمور للاجئين، في ساعات ظهر أمس.
ويقع مخيم مخمور في عمق الأراضي العراقية وتحديداً بين الحدود الإدارية لمحافظتي نينوى وأربيل جنوباً، ويؤوي سكاناً كرد لاجئين من تركيا منذ تسعينات القرن الفائت.
ولم يصدر عن إدارة المخيم أي معلومات بخصوص سقوط ضحايا من عدمه، في حين أشارت وسائل إعلام إلى وقوع عدد من الأشخاص بين قتيل ومصاب نتيجة القصف.
وعدَّت واشنطن الاستهداف التركي للسكان في مخيم مخمور في العراق، “انتهاكاً للقانون الدولي والإنساني.”
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، في تغريدة نشرتها، مساء أمس السبت، عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، إنها أوضحت للمسؤولين الأتراك “عواقب أي هجوم يستهدف المدنيين.”
وأعربت جرينفيلد، عن بالغ قلق واشنطن حيال العنف الذي وقع بالقرب من مخيم مخمور في العراق، ودعت جميع الأطراف إلى احترام حقوق اللاجئين.
وتستمر أنقرة في عملياتها العسكرية في إقليم كردستان العراق، رغم كل الإدانات الدولية والمحلية، ودون أدنى احترام لسيادة الأراضي هناك، بل وتشدد على أن عملياتها ستبقى مستمرة في تلك المناطق.
وقبل أيام، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن نيته باستهداف مخيم مخمور.
وتشن القوات التركية هجمات برية وجوية على المناطق الحدودية الشمالية في إقليم كردستان.
وخرج سكان مخيم مخمور في تظاهرة حاشدة مساء أمس، تنديداً بالهجمات التركية.
وشهدت السليمانية أمس مظاهرة مماثلة، طالبت بطرد القوات التركية من أراضي إقليم كردستان.
“كارثة”
وفي الشهر ذاته من العام الماضي، تعرض مخيم مخمور للاجئين في إقليم كردستان العراق لقصف جوي تركي، كما استهدف القصف مناطق شنكال/ سنجار شمالي العراق، ونقل سكان محليون حينها، أن مشفى “سردشت” في شنكال تعرض لقصف جوي.
وبداية هذا الشهر، وجه مجموعة من الناشطين ومنظمات المجتمع المدني في أربيل، دعوة لقيادات حكومتي إقليم كردستان والعراق، للتحرك لوضع حد للهجمات التركية على إقليم كردستان وذلك في مؤتمر صحفي عقد في الثاني من هذا الشهر في عاصمة الإقليم.
ووصف البيان التدخل التركي “بعمق أربعين كيلومتر” في أراضي إقليم كردستان بـ”الكارثة الكبرى” التي تلحق الضرر بالبشر والحجر.
وقالت بهره محمد أمين وهي ناشطة مدنية، لنورث برس، إنهم بانتظار تحرك عاجل لقيادات الإقليم وبغداد.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، أبدى عدد من سكان قضاء آميدي “العمادية” التابع لمحافظة دهوك، استيائهم من القصف التركي المتكرر لقراهم وتحول العديد منها إلى أماكن خالية من السكان.
وفي التاسع عشر من الشهر ذاته، شنت الطائرات الحربية التركية، ست غارات جوية على قرى في محيط جبلي غاره ومتين في محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق.
وحينها، نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر في قضاء آميدي قولها، إن أربع طائرات حربية تركية خرقت الأجواء العراقية وحلقت في سماء المنطقة من الساعة 01:00 إلى 02:30 من بعد منتصف ليل الأحد الماضي.
وقصفت الطائرات قريتي كوركو وبنافي الواقعتين على سفوح جبل متين في القضاء، كذلك قرية كافيا ومواقع أخرى في سفح جبل غاره.