حصار حكومي على المحروقات يتسبب بارتفاع وتفاوت أجور النقل في ريف حلب

ريف حلب – نورث برس

تدفع فاطمة نبو (56 عاماً) وهي نازحة من منطقة عفرين، شمال غربي سوريا، وتسكن في مخيم سردم بريف حلب الشمالي، ألفي ليرة سورية كأجرة نقل لها ولابنتها لارتياد سوق بلدة أحرص القريبة من المخيم، في حين كانت سابقاً تدفع فقط 400 ليرة.

وتجد النازحة أن ذلك المبلغ “كبير” في ظل الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع أسعار جميع المواد، “ناهيك عن أنني نازحة ولا أملك عمل أقتات منه.”

ومنذ عدة أشهر تشهد منطقة ريف حلب الشمالي حيث يسكن نازحو عفرين، ارتفاعاً في أجور سرافيس النقل بين القرى والبلدات والمخيمات، نتيجة نقص المحروقات جراء تقييد قوات حكومة دمشق لحركة عبور ناقلات المحروقات نحو المنطقة.

وقبل يومين، قال بانكين عبدو، وهو إداري في شركة دجلة للمحروقات التابعة للإدارة الذاتية في ريف حلب الشمالي إنه  

منذ شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، “نعاني من حصار حكومي على كمية المحروقات اللازمة لتغطية احتياجات المنطقة.”

كميات محدودة

وأضاف لنورث برس، إن “الكمية التي نحصل عليها كل شهرين ونصف، هي ثلث الكمية المطلوبة لتغطية احتياجات سكان المنطقة، فنقوم بتلبية الاحتياجات الأساسية كالكهرباء والمياه وتزويد الأفران والمستشفيات ثم نقوم بتوزيع المتبقي على السكان.”

وتسببت العملية العسكرية التركية رفقة فصائل معارضة مسلحة في العام 2018، ضد منطقة عفرين بنزوح أكثر من 300 ألف شخص من منطقة عفرين إلى ريف حلب الشمالي، بحسب منظمة حقوق الإنسان في عفرين.

ولجأ قسم من النازحين للسكن في مخيمات (العودة وعفرين وبرخدان وسردم وشهبا)، بينما توزع آخرون على 42 قرية وبلدة بريف حلب الشمالي.

ومنذ عدة أيام تشهد بلدة فافيين بريف حلب الشمالي وقوف عشرات السيارات أمام محطات الوقود في طوابير بلغ طولها نحو  3كم.

وبعد شهرين من الانقطاع، وصلت قبل أيام كميات محدودة من المحروقات للمنطقة، وسط إقبال كثيف وقلة في الكمية، بحسب مصادر محلية.

وكإجراء احترازي جراء قلة كمية المحروقات الواصلة للمنطقة، خفضت الإدارة الذاتية الكمية الممنوحة للسكان إلى  20 لتر.

وأشار “عبدو” إلى أنهم “يدركون تماماً أن تخصيص 20 لتر من المازوت بسعر 250 ليرة سورية للتر الواحد لسيارات النقل، لا تكفي وهي قليلة، لكننا لا نستطيع تقديم كميات أكبر”.

معاناة متفاقمة

وخلال الثلاث سنوات الماضية، منعت الحواجز الأمنية التابعة للحكومة السورية بالقرب من مدينة منبج، شمالي سوريا ولأكثر من مرة دخول المواد الإغاثية والطحين والمحروقات إلى ريف حلب الشمالي.

والشتاء الماضي، لم تسمح الحواجز الحكومية بعبور المحروقات من الجزيرة إلى ريف حلب الشمالي، سوى مخصصات الدفعة الأولى، ما فاقم معاناة النازحين وسط انخفاض درجات الحرارة.

وينتقد النازحون ارتفاع وتفاوت أجور النقل بين السرافيس، وأرجع السائقون السبب إلى عدم توفر المحروقات واضطرارهم إلى شرائها من السوق السوداء “بمبالغ مرتفعة”.

وقالت رحيمة طوبال وهي نازحة من عفرين وتسكن في مخيم برخدان، إنها تضطر للذهاب إلى مركز بلدة فافيين الذي لا يبعد سوى عدة  مئات من الأمتار “لشراء دواء لزوجي وفي كل مرة أدفع 300 أو 500 ليرة، فلكل سائق تسعيرة مختلفة.”

وقال عبد الرحمن بشير وهو سائق سرفيس يعمل على خط بلدة فافيين – أحرص، إنه كان سابقاً يشتري لتر المازوت بـ 250 ليرة سورية من المحطات، “لكنني الآن أشتري من السوق السوداء بألفي ليرة للتر الواحد.”

ويتراوح سعر اللتر الواحد من المازوت في السوق السوداء في المنطقة ما بين 1800 و2000 ليرة سورية.

وأشار السائق إلى أن ارتفاع تكاليف صيانة السيارة، يلعب دوراً آخر في رفع أجرة النقل، “أضطر لرفع الأجرة حتى أتمكن من الاستمرار في العمل.”

وتضم المنطقة أربعة كراجات وهي متوزعة في كل من بلدات عقيبة، وتل رفعت، فافيين وأحرص.

لكن إبراهيم حفطارو، مدير لجنة النقل التابعة لهيئة الإدارة المحلية والبلديات في الإدارة الذاتية بريف حلب الشمالي، قال إنه ورغم تلقيهم العديد من شكاوى النازحين، “لا نستطيع ضبط الأجور لعدم تمكننا من توفير المحروقات للسائقين.”

إعداد: دجلة خليل – تحرير: سوزدار محمد