خبير عسكري: لا مقايضات سورية تركية.. أنقرة وموسكو متفقتين حيال شرق الفرات


حلب – NPA

قال الخبير العسكري السوري، كمال الدين الجفا، بأن الحكومة السورية لن تساوم الجيش التركي في أي موضوع ميداني، مؤكداً بأن الفجوة الخلافية بين روسيا وتركيا على موضوع إدلب قد ضاقت في تطابق مواقفهم تجاه مناطق شرق الفرات.
وجاءت تصريحات كمال الدين الجفا في لقاء خاص مع “نورث برس” حول التطورات الأخيرة في ريف حماة الشمالي والمعارك المستمرة بين قوات الحكومة السورية والمعارضة المسلحة.
فيما توقع الجفا تقدم القوات الحكومية لجنوب مدينة ادلب في عملية تستهدف للسيطرة على مناطق استراتيجية عديدة.

ميدانياً
أكد الخبير العسكري أن العملية الجديدة للحكومة السورية بدأت بدون بيان عسكري أو ساعة صفر لعدة أسباب داخلية وخارجية، ذاكراً أن التحرك الميداني بدأ بعد تكثيف هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وجناحيه “الحزب الإسلامي التركستاني” وجبهة أنصار الدين” لهجماتهم.

وأِشار الجفا في سياق حديثه إلى فصيل جيش العزة، أحد فصائل المعارضة المسلحة، بالقول: “جيش العزة المدرب والممول أمريكيا، لم يتوقف عن توجيه صواريخه وقذائفه للمناطق والقرى الآمنة في شمال محافظة حماة أيضاً، وكانت للمنشآت الحيوية حصة من هذه الاعتداءات والهدف منها زيادة الضغوطات على الدولة السورية” حسب تعبيره.

واعتبر أن “عملية تحطيم وإنهاء” جيش العزة سـتكون أولى الأهداف القريبة للعملية العسكرية على إدلب، مشيراً إلى أن الفصيل “انهار في كفرنبودة والهبيط”.

وكشف الخبير العسكري عن وجود /200/ ضحية لقوات الحكومة السورية والقوات الرديفة والمدنيين في المناطق الآمنة (خفض التصعيد) خلال ثمانية أشهر من انتهاء المدة المحددة لتطبيق خرائط سوتشي، وأضاف بأن الهجمات المتكررة على القاعدة الروسية حميميم أوجدت ظروفاً ملائمة لبدء عملية عسكرية ضد المعارضة لتطبيق سوتشي بالقوة العسكرية.

وفي التطورات الميدانية، أشار الجفا إلى أن القوات الحكومية توسعت شمالاً باتجاه كفرنبودة وسيطرت على ما سماه ببوابة سهل الغاب قلعة المضيق، كاشفاً بأن سهيل الحسن (قيادي عسكري معروف ضمن القوات الحكومية) هو من يدير العمليات.

ورجح الجفا التقدم عسكرياً على حساب المعارضة وصولاً لقرى ومدن مثل خان شيخون ومعرة النعمان، متوقعاً أن تصل قوات الحكومة السورية إلى جنوب مدينة إدلب وأريحا وجسر الشغور، إلا اذا حدثت تطورات قاهرة مثل “تمثيلية كيمياوية أو اتفاق تركي روسي أو حتى تدخل دولي ما، ولو بنسبة ضئيلة”.

وفي إجابته عن موضوع عدم مشاركة القوات الإيرانية بمعارك ريف حماة الشمالي، قال: “لا توجد أية قوات إيرانية إن كان في حماة أو اللاذقية، ولا حتى خبراء أو مستشارين ويقتصر عمل المستشارين الإيرانيين في ريف حلب الجنوبي وشمال المدينة” مضيفاً بأن القيادة الإيرانية تتحاشى أي ظهور علني بعد الضربات الإسرائيلية.

سياسياً

حدد الجفا في سياق حديثه المطول مع “نورث برس” بعض النقاط التي وصفها بـ”العوامل الإيجابية” مثل عدم قدرة تركيا تنفيذ التزاماتها تجاه الدول الضامنة في ظل استمرار هيئة تحرير الشام تعزيز تحصيناتها في مناطق خفض التصعيد واستهدافها لمناطق الحكومة السورية وتحديات العلاقات الأمريكية التركية والوضع الداخلي التركي.

وأكد على أهمية تضييق الفجوة الخلافية بين روسيا وتركيا بخصوص ملف إدلب، وتطابق مواقفهم في ملف شمال وشرقي سوريا حول معاداتهم لقوات سوريا الديمقراطية، مما جعلت تركيا صامتة حيال ما يجري في إدلب، بحسب ترجيحه.


تل رفعت

واعتبر الجفا المحاولات التركية لضم مناطق تل رفعت ومنغ ومارع لمناطق سيطرتها بالتعاون مع الجانب الروسي أحد أسباب بدء المعارك في إدلب، مشدداً على أن كل المحاولات التركية سياسياً وميدانياً باءت بالفشل في ظل رفض حكومي لأية توافقات روسية تركية قد تؤدي لدخول قوات تركية إلى مناطق جديدة بريف حلب الشمالي.
ولخص جوابه عن إمكانية مبادلة تل رفعت بمناطق ريف حماة الشمالي، بالقول: “تل رفعت لن تساوم عليها الدولة السورية على مبدأ المقايضة مع تركيا”.

واستشهد بالمناوشات التركية مع القوات الحكومية والقوات الكردية المعروفة باسم “قوات تحرير عفرين” كدليل لفشل المحاولات التركية سلمياً عبر إقناع روسيا مستبعداً وجود صفقة روسية تركية جديدة.

وفي سياق شرحه للمعارك التي شهدته مناطق ريف حلب الشمالي قال “الهجوم الواسع الذي شنه القوات التركية كان الغاية منه إجبار قوات الجيش العربي السوري على الانسحاب من شمال محافظة حلب الى أطراف المدينة الصناعية، وبالتالي إجبار ما يسمى قوات تحرير عفرين الكردية على ترك كل مناطق شمال حلب ومحيط نبل والزهراء وهذا سيغري تركيا وأدواتها في العودة إلى المطالب والرغبات التركية في إنشاء حزام سني على حدودها الجنوبية” حسب قوله.