دفع مبالغ مالية مقابل تزوير نتيجة فحص كورونا في دمشق

دمشق – نورث برس

لم تخفي لجين محمد (43عاماً) وهي من سكان العاصمة دمشق، دفع 65 ألف ليرة سورية لموظفة تعمل في أحد مراكز فحص كورونا لتغيير نتيجة اختبارها إلى سلبية حتى تستطيع السفر إلى بيروت.

وقالت “محمد” لنورث برس، “أتتني سفرة لورشة عمل في بيروت، ومن شروطها حصولي على اختبار PCR صالح لمدة 96 ساعة.”

وأضافت، أن “نتيجته كانت إيجابية لكن وبمساعدة موظفة المركز تحولت نتيجة الاختبار إلى سلبية.”

ويلجأ سكان إلى تزوير نتيجة اختبار فحص كورونا لعدة أسباب، منها “السفر أو الحصول على مقابلة عمل وغيرها من الأسباب.”

وبعد انتشار الفيروس في سوريا، افتتحت وزارة الصحة مراكز فحص كورونا في دمشق وريف دمشق وحلب واللاذقية  وحمص وطرطوس وألزمت من يرغب بالسفر من سوريا بالحصول على اختبار PCR.

وذكرت الوزارة حينها بأن المنصة الإلكترونية التي أطلقتها على موقعها، هي الطريقة الوحيدة لحجز موعد لإجراء اختبار PCR بداعي السفر، وشددت على ضرورة حجز موعد عبر تلك المنصة قبل التوجه لأي مركز.

وخلال آذار/ مارس الماضي، شهدت مراكز فحص كورونا في دمشق، ازدحاماً شديداً لإجراء الاختبار بقصد السفر.

وفي وقتٍ سابق، كشف شبلي الخوري مدير المخابر في وزارة الصحة، لموقع “هاشتاغ سوريا” تعرض مديرية المخابر، التي تعطي النتائج مكتوبة بخط اليد، لعمليات ابتزاز ومساومة ورشاوى لتغيير نتيجة الاختبار من إيجابية إلى سلبية.

ولكنه نفى، حصول أي عملية تزوير لأي اختبار كورونا وقال حينها، “إن المشكلة في عدد المسحات لدينا، والتي تجاوزت الـ 2000 مسحة خلال أيام، وهو ما يفوق بعشرة أضعاف إمكانياتنا التي لا تتجاوز الــ 30 إلى 40 تحليل كحد أقصى.”

“لا مسحات نظامية”

والجمعة الماضي، أعلن المكتب الإعلامي لوزارة الصحة في الحكومة السورية، عن تسجيل خمس وفيات و28 إصابة جديدة بفيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وبلغ عدد المصابين بفيروس كورونا في مناطق الحكومة السورية 24.619 إصابة مؤكدة، منها 1.787 حالة وفاة و21.625 حالة شفاء.

وفي الخامس من أيار/مايو الماضي، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة دمشق، أنّ إدارة الأمن الجنائي ألقت القبض على سائق تكسي يدعى (أ.س) لإقدامه على تزوير تحاليل كورونا “PCR” مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 150 ألف و180 ألف ليرة سورية ثمن التحليل.

وفي شباط/ فبراير الماضي، أعلنت الوزارة عن إلقاء القبض على خمسة أشخاص، بينهم امرأة، لإقدامهم على تزوير وثائق وتحاليل الـ”pcr” الخاصة بالكشف عن فيروس كورونا، وقيامهم “بالنصب والاحتيال.”

وأضاف بيان الداخلية وفق ما نشرت صفحة الوزارة على فيسبوك، أنّ العصابة كانت “تنصب وتحتال” على السكان بمبالغ مالية كبيرة وإيهامهم بأنهم يستطيعون الحصول على التحليل بدون أخذ المسحة اللازمة.

وقالت أخصائية داخلية عامة، إنَّ “من يقومون بإجراء فحص كورونا في أغلب المراكز لا يأخذون المسحة بشكل نظامي.”

وأضافت الأخصائية لنورث برس أن “أغلب حالات إجراء المسحة لا تكون عبر إدخال أداة أخذ المسحات إلى البلعوم الأنفي.”

دفع مبلغ مالي

ولم تحتاج سمر الخازم (30عاماً) وهي موظفة تعمل في قطاع بنكي خاص، لموظفة المركز “حتى تزور نتيجة الفحص مقابل مبلغ من المال، حيث كانت نتيجته سلبية.”

وقالت “الخازم” إن مراكز فحص كورونا في دمشق “تزور تقارير الفحص لمن يرغب من المراجعين”، إذ عرضت عليها موظفة المركز تحويل نتيجة فحصها إلى سلبية في حال كانت مصابة.”

وتبلغ تكلفة اختبار PCr في المراكز الحكومية (100دولار أميركي) ما يعادل 250 ألف سوري، بعد تعديل البنك المركزي لسعر صرف الليرة من 1256 إلى 2500 ليرة، في منتصف نيسان / أبريل الفائت.

وأجرى يوسف حسين (29عاماً) وهو عامل في معمل أدوية خاص، اختبار فحص كورونا بعد طلب إدارة المعمل ذلك.

وخشية أن يبقى بلا عمل لمدة أسبوعين، طلب “حسين”  من  موظف أحد مراكز فحص كورونا تغيير النتيجة، “إذ وافق الأخير شرط دفع مبلغ 50 ألف ليرة.”

وقال العامل: “يوم لا أعمل لا أستطيع أن أُطعم أولادي، لذا اضطررت لتغيير النتيجة.”

إعداد: آرام عبد الله- تحرير: سوزدار محمد