كوباني – نورث برس
تضطر قدرية مسلم (60 عاماً)، وهي من سكان قرية كولمد، 4 كم جنوب كوباني، شمالي سوريا، لجلب المياه من عند جيرانها الذين يقومون بشرائها من الصهاريج، وذلك بسبب عدم وصول المياه إلى منزلها وعدم استطاعتها تحمل تكاليف حفر بئر.
وما زال سكان قرية كولمد ونحو 40 قرية أخرى في محيط كوباني المدينة يشترون مياه الشرب من الصهاريج بسبب عدم وجود شبكات لمياه الشرب فيها أو عدم وضع شبكاتها في الخدمة حتى الآن.
ويبلغ عدد قرى وبلدات كوباني عموماً 370 قرية أشهرها شيران وبوراز وحلنج وتعلك وتل غزال وتليجب (تل حاجب) وبيندر.
شبكة لم تدخل الخدمة
وقالت “مسلم”، وهي والدة لـثلاثة عشر ولداً، إن وضع مياه الشرب كان مقبولاً قبل تسعة أعوام، ولكن بعد نزوح السكان بسبب هجمات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وعودتهم في العام 2015 كانت الآبار مهدّمة وغير صالحة.
وأضافت أنها تضطر الآن لشراء صهاريج المياه، التي لا تكفي سوى ليومين أو ثلاثة أيام، رغم أن كل صهريج يكلف 15 ألف ليرة سورية (ما يعادل ألف ليرة سورية لكل برميل).
هذا الواقع يجبرها وربات منازل في القرية على جلب كميات قليلة من عند الأهالي الآخرين حينما تنفد المياه في خزان المنزل.
تقول ربة المنزل إن قرب كوباني المدينة التي تتوفر فيها شبكة مياه وخزانات يجعل الحل سهلاً عبر ربط القرية بالمدينة، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن.
وقبل عشرة أعوام، تم تمديد خطوط شبكة مياه في القرية، لكن لم يتم الضخ فيها حتى الآن، بحسب السكان.
ويبدو الأمر أقل مشقة لعائلات تمتلك صهاريج صغيرة يتم ملؤها من مناهل في المدينة، بينما تعاني عائلات أخرى أكثر من صعوبة وتكلفة الحصول على المياه.
وتضم قرية كولمد نحو 300 عائلة، يعمل معظم أفرادها في الزراعة وتربية المواشي، لكن عدم توفر المياه في القرية يقف عائقاً أمامهم.
حل ضمن مشاريع مستقبلية
وقالت ألتون بركل (65 عاماً)، وهي ربة عائلة، إن من الصعب تربية حيوانات في القرية، رغم أنهم يحتاجون لألبانها.
وأشارت إلى أن بعض العائلات ذات الدخل المحدود تواجه صعوبات لتأمين أثمان المياه عن طريق الصهاريج.
وترى “بركل” أن حفر بئر ارتوازية في القرية سيؤمن المياه للسكان وينهي المشكلة.
فغالبية الآبار القديمة في القرية لم تعد صالحة، لكن تكلفة حفر بئر عميقة تتراوح بين ثلاثة ملايين وأربعة ملايين ليرة سورية، وهو مبلغ كبير، بحسب “بركل”.
من جهته، قال محمد محمود، وهو إداري في مديرية المياه بمقاطعة كوباني، إن هناك الكثير من القرى التي تشارك “كولمد” المعاناة ذاتها.
إلا أن المديرية مشغولة حالياً بتأمين مياه الشرب لسكان المدينة، بعد حبس تركيا لمياه نهر الفرات، وبالتالي فإن الأولوية حالياً أصبحت لتأمين المياه في المدينة، بحسب الإداري في مياه كوباني.
وفي آب/ أغسطس من العام الفائت، أوصلت مديرية المياه في كوباني ضمن المرحلة الأولى، المياه لنحو 20 قرية في الريف الغربي.
وستقوم المديرية، التي تعمل حالياً على ترميم خزانات المياه منطقة الإذاعة في المدينة، ضمن “مشاريع مستقبلية” بإيصال المياه للقرى الجنوبية، بحسب “محمود”.
وأشار محمد محمود إلى أن المديرية ستوصل المياه لقرية كولمد ونحو 40 قرية أخرى من خزانات منطقة الإذاعة.