انتقادات واسعة لهيئة التربية لسماحها بوضع مولدة كهربائية بمدرسة في القامشلي

القامشلي – نورث برس

تفاجأ آلان المحمود، وهو من سكان مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، نهاية الأسبوع الماضي، برؤية عمالٍ يهدمون جزءاً من جدار باحة مدرسة الحي المقابلة لمنزله، وذلك لإدخال مولدة كهربائية لشركة خاصة.

وجاء في القرار، الذي حصلت نورث برس على نسخة منه، أنه “لا مانع لدى هيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة من استخدام باحة مدرسة محمد سليم خلف، لوضع مولدة الطاقة الكهربائية التابعة لمركز آرارات فيها.”

وتقع مدرسة محمد سليم خلف للتعليم الأساسي في حي السياحي وسط مدينة القامشلي، ويرتادها معظم أطفال الحي.

اعتراضات سكان

وقال آلان وهو يقف أمام الجزء المهدوم من الجدار: “توجهنا إلى الهيئة وقدمنا اعتراضاً على هذا القرار، فأخبرونا أنهم سيعالجون الأمر.”

وأضاف: “لا أعلم كيف منحوا الموافقة؟ لم أجد في أي مكانٍ أن هيئة التربية والتعليم تمنح موافقة لهدم جزء من المدرسة وإدخال مولدة تابعة لشركة ما.”

وفي اتصالٍ عبر خدمة واتس آب، قالت روهات خليل، وهي الرئيسة المشاركة لهيئة التربية في إقليم الجزيرة، لنورث برس، إنهم “يتابعون الموضوع”، دون الإفصاح عن أي تفاصيلٍ أخرى.

ويتم تجهيز مركز آرارات، وهي مجموعة تقنية تعنى بوسائل البث والبرمجة والتصميم، في الطابقين الرابع والخامس من البناء السكني المقابل للمدرسة، الأمر الذي يعترض عليه الجيران وسكان في الحي.

ويتخوف سكان من “آثار صحية محتملة” لوضع أبراج بث عالية الارتفاع فوق سطح البناء، “بسبب الموجات الكهرومغناطيسية القوية التي تبثها”، على حد تعبير أحد ساكني الحي.

وسبق حادثة وضع المولدة، اعتراض مجموعة من سكان الحي على أعمال الإنشاء في المبنى، عبر طلب وقع عليه تسعة أشخاص للكومين (أصغر وحدة إدارية)، وبلدية الشعب في القامشلي.

وعليه وجّهت بلدية المدينة إنذاراً للشركة لإيقاف كافة الأعمال في البناء لحين النظر في الشكوى المقدمة، لكنها استأنفت أعمالها الإنشائية.

إزعاج وأضرار

وقال باري جمعة، وهو محام من سكان الحي، إن هذه منطقة “سكنية وليست تجارية”، ووفق قوانين الإدارة الذاتية لا يسمح بتغيير الصفة التنظيمية لأي عقارٍ لدى اعتراض السكان.”

وأضاف لنورث برس: “المدرسة مكان للتربية والتعليم، ومن المفترض أن توفر مكاناً هادئاً وأن تزرع فيه الأشجار.”

ويرى “جمعة” أن إدخال مولدة كهربائية إلى باحة المدرسة سيشكل مصدر إزعاج للتلاميذ وسكان الحي، “كما سيكون لها مخاطر صحية على الأطفال.”

وقال حسين أسعد، وهو مدرس من سكان الحي، إن الشركة تخطط لوضع أبراج للراديو والبث التلفزيوني، “وسيكون لها آثار صحية على الأطفال والجيران.”

كما أن وضع المولدة في الباحة سيؤثر على استيعاب التلاميذ للدروس لا سيما أنها قريبة من النوافذ، بحسب “أسعد.”

وما يزال المدرس محتاراً بخصوص الجهة التي يجب عليه تقديم شكوى لها، “نريد أن يصل صوتنا إلى المسؤولين ونقول لهم، إن باحة المدرسة هي مكان مخصص للأطفال لا لوضع المولدات.”

إعداد: هوكر العبدو – تحرير: حكيم أحمد

https://youtu.be/mcZ5XWyeQuQ