سري كانيه وتل أبيض خلال أيار.. احتجاجات واتهامات بالفساد وتصاعد للفلتان الأمني
الحسكة – نورث برس
شهدت مدينتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض خلال أيار/ مايو الفائت، احتجاجات على وقع تدني الوضع المعيشي وعدم توفر فرص العمل وسط اتهامات للمجالس المحلية “بالفساد”، في ظل استمرار الفلتان الأمني وانتهاكات وصلت لحد الاغتصاب ونشر الخوف بين السكان من قبل مسلحين تحت تأثير المشروبات الكحولية.
وفي الحادي عشر من الشهر الفائت، تحولت وقفة احتجاجية لمئات من مستوطني مدينة سري كانيه للمطالبة بتحسين الواقع الخدمي والمعيشي إلى اشتباك مسلح.
ورفع المحتجون يافطات تطالب بتحسين الوقع الخدمي والمعيشي والأمني في المنطقة، واتهموا المجلس المحلي “بالفساد” حيث رفعت لافتة كتب عليها ‘”مجلس الدمى لا يمثلني.”
وفي محاولة لتفريق المحتجين من قبل “الشرطة العسكرية” التابعة للفصائل المعارضة، أطلق أحد المسلحين النار فوق رؤوس المحتجين كما حاولت مصفحة عسكرية الدخول بين الجموع دون اعتبار لمحاولة دهسهم.
وبعدها تحولت الوقفة الاحتجاجية إلى اشتباك مسلح بين “الشرطة العسكرية” وفصيل “فرقة الحمزة” بعد اتهام متبادل بينهما بقمع الاحتجاج.
وخلال الشهر الفائت، شهدت سري كانيه ثلاثة احتجاجات إضافة لاحتجاج آخر في تل أبيض، من قبل المستوطنين للمطالبة بتحسين واقعهم الخدمي والمعيشي.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2019، شنت تركيا برفقة فصائل معارضة موالية لها عملية عسكرية ضد منطقتي سري كانيه وتل أبيض انتهت بسيطرتها على المنطقتين.
وتسبب الهجوم حينها بنزوح الآلاف من سكان سري كانيه وتل أبيض، حيث قامت تركيا باستقدام الآلاف من عائلات عناصر فصائل المعارضة إلى المنطقتين.
وفي السادس من أيار/ مايو، أضرب أطباء وعاملين في مشفى سري كانيه، عن العمل بسبب عدم استلام رواتبهم منذ أشهر، وسط اتهامات لفصائل معارضة موالية لتركيا بالاستيلاء على مخصصاتهم المالية.
اغتصاب
وفي الثامن عشر من أيار/ مايو، قالت مصادر محلية لـنورث برس، إن شابة تبلغ من العمر عشرون عاماً، وتنحدر من مدينة الرقة، تعرضت لاغتصاب جماعي في سجون “الشرطة العسكرية” التابعة للمعارضة المسلحة، على مدار ثلاثة أشهر.
وكانت الشابة اختطفت في مدينة تل أبيض أثناء محاولة زيارة ذويها في مدينة الرقة، قادمة من تركيا عبر البوابة الحدودية بتل أبيض، بتهمة التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية سابقاً.
وبحسب وسائل إعلامية معارضة، فإن الشابة كانت متزوجة من شخص تركي في مدينة أورفا، قبل أن يطلقها العام الماضي، ما سبب لها مشاكل نفسية جراء الحادثة.
وبعد ثلاثة أشهر من الاعتقال تم إخلاء سبيل الشابة بقرار من قاضي المحكمة بعد ثبوت عدم وجود أي تهمة بحقها.
وفي نهاية الشهر الفائت، استخدم مسلحون موالون لتركيا وتحت تأثير مشروبات كحولية أسلحة وذخائر وسط مدينة سري كانيه ما نشر الخوف بين السكان.
وبحسب شاهد عيان، أن وابلاً من الرصاص الحي بسلاح (بي كي سي) أُطلق بشكل عشوائي في سماء المدينة عقب انفجار قنبلة صوتية أطلقها أحد المسلحين.
وقال الشاهد لنورث برس، إنه تبين فيما بعد أن المسلحين الذين بثوا الخوف “كانوا مخمورين ضمن مقرهم العسكري وسط المدينة.”
وفي مطلع الشهر الفائت، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عناصر فصائل معارضة موالية لتركيا، اعتدوا على موظف ضمن دائرة الكهرباء في المجلس المحلي لمدينة سري كانيه الذي أنشأته السلطات التركية في المدينة.
وبحسب المرصد، فإن الموظف تعرض للضرب والشتم، لرفضه الذهاب مع العناصر وإصلاح مولدة كهربائية لهم.
قرى فارغة
وانفجرت عبوة ناسفة بأحد المنازل المهجورة في حارة حرب بمدينة سري كانيه، واقتصرت الأضرار على المادية، في الأول من الشهر الفائت.
وفي اليوم ذاته، نقلت مصادر مطلعة لـنورث برس، مقتل عنصر يتبع للمعارضة المسلحة برصاص مجهولين يستقلون دراجة نارية على طريق الصوامع بريف المدينة.
وفي السادس عشر من أيار/ مايو، قال مصدر محلي إن ثلاثة مسلحين قاموا بالسطو على راعي ماشية يدعى محمد عبدالسلام (16 عاماً) بالقرب من خط التماس في قرية تل كرابيت، 10 كم غرب بلدة تل تمر.
وبعد احتجازه لمدة ساعة أفرج عنه، بينما سرقت أغنامه البالغ عددها مئتي رأس، وتم سوقها صوب مناطق سيطرتهم، وفق قول الراعي خلال اتصال هاتفي مع نورث برس.
وسبق أن تسبب انفجار لغم أرضي لفصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا، بإصابة راعي ماشية ونفوق عدد من أغنامه بريف تل تمر شمال الحسكة، في السادس من أيار/مايو.
في حين قالت مصادر لـنورث برس، إن الخلاف على الغنائم تسبب بمقتل وجرح عدد من المسلحين بين صفوف فصائل المعارضة باقتتال مسلح في قريتي الرشيدية والقاسمية، في السادس عشر من الشهر الفائت.
وفي ظل الانتهاكات المستمرة، نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنه وبسبب الفلتان الأمني والهجمات التي تعرضت لها منطقة سري كانيه، أضحت أكثر من 40 قرية كردية فارغة من سكانها الأصليين، كما تم هدم و حرق ثلاثة منها.
وأشاروا بأن أكثر من ستة قرى إيزيدية باتت فارغة بالإضافة إلى ثلاثة قرى مسيحية.