تفاقم معاناة تأمين المياه بريف الحسكة لاستمرار قلة الوارد من محطة علوك
تل تمر – نورث برس
بعد أسبوع من الانتظار، تمكن سلمان الأحمد (33عاماً) وهو من سكان قرية الغيبش بريف بلدة تل تمر، شمالي الحسكة، شمال شرقي سوريا، من تعبئة خزانه المنزلي من صهريج بعد معاناته في تأمين المياه عبر عبوات صغيرة مستعيناً بجيرانه وسط انقطاع المياه.
ويعاني “الأحمد” كما سكان عشرات القرى في منطقة الحسكة من صعوبات جمة نتيجة انقطاع المياه من الخطوط الرئيسية بسبب قلة الوارد المائي من محطة علوك بريف مدينة سري كانيه (رأس العين).
وأواخر 2019 سيطرت القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية إثر عملية عسكرية على منطقتي سري كانيه وتل أبيض.
وتعتبر المحطة المصدر الرئيسي لمياه الشرب لمدن تل تمر والحسكة والشدادي والهول وأريافها والمخيمات التابعة لها.
وبحسب مصادر في الإدارة الذاتية، فإنه رغم تغذية منطقة سري كانيه، بكمية 20 ميغا واط من التيار الكهربائي مقابل تشغيل أربعة مضخات بمعدل 16 بئراً، “إلا أن ضعف ضخ المياه وقلة الوارد المائي يكشف زيف الادعاءات التركية في الإيفاء بوعودها.”
وفي وقت سابق، قال مصدر من مديرية مياه الحسكة التابعة لحكومة دمشق، لنورث برس، إن القوات التركية تطالب بالمزيد من التيار الكهربائي لمناطق سيطرتها مقابل تشغيل عدد محدد من مضخات المياه.
أزمة تتفاقم
لكن خالد علو، إداري في قسم المياه ببلدية بالشعب في تل تمر، قال إن القوات التركية المسيطرة على المحطة تزعم تشغيل أربعة مضخات “لكنها في الواقع هي مضختان ولا يمكن سد حاجة تل تمر ومدينة الحسكة.”
وأشار إلى أن الفصائل الموالية لتركيا “تقوم بسرقة الكهرباء من خلال تشغيل المولدات لري الأراضي الزراعية.”
وأضاف: “نتساءل عن دور القوى الدولية الموجودة في المنطقة مثل التحالف الدولي والقوات الروسية من الكارثة الإنسانية التي تتحكم بها تركيا وفصائلها.”
لكن، وبحسب ذات المصدر من مديرية مياه الحسكة، فإن المفاوضات مع الجانب التركي برعاية الحليف الروسي “فشلت”.
وقال إن “الجانب التركي يطالب بالحصول على 25 ميغا واط من التيار الكهربائي مقابل تشغيل مضختين أفقيتين فقط من التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساءاً، على أن يتم تشغيل 4 مضخات من التاسعة مساءاً وحتى التاسعة صباحاً، بمعدل 16 بئر.”
وأضاف المصدر: “لم تثمر المفاوضات وتوقفت إلى جانب وجودة تجاوزات وسرقات لمحتويات المحطة.”
وما فاقم أزمة المياه، ارتفاع درجات الحرارة والتي تصل لأكثر من 35 درجة مئوية في منطقة الحسكة مع استمرار هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، تسجيل أعداد الإصابات بفيروس كورونا.
صهاريج لا تكفي
ويعتمد سكان قرى تل تمر على الصهاريج في تأمين حاجياتهم المنزلية من المياه والتي تعتمد على منهل ببلدة تل تمر ومصدر آخر في قرية عين العبد شرق البلدة.
وتقوم بلدية تل تمر بضخ المياه مرة كل يومين لمدة 12 ساعة في البلدة “لكن بسبب ضعف كمية المياه الواردة تصل المياه لـ 40 % فقط من السكان، بينما الـ 60 % المتبقين يعانون من الانقطاع”، بحسب “علو”.
ولظروفه المعيشية الصعبة في ظل فشل الموسم الزراعي، ينتظر “الأحمد” صهاريج البلدية للحصول على المياه في ظل غلاء أسعار الصهاريج المتنقلة الخاصة.
ويصل سعر تعبئة خزان سعة خمسة براميل إلى تسعة الآف في بعض الأحيان، بينما تملئها البلدية بألف ليرة فقط.
لكن صهاريج البلدية البالغة عددها أربعة فقط، لا تستطيع تغطية 142 قرية تابعة للبلدة، وهو ما يضطر “الأحمد” وآخرون للانتظار أسبوعاً أو أكثر حتى يتمكنوا من تعبئة خزان المياه.
وقال عمر شيخو (60 عاماً) وهو نازح من منطقة سري كانيه ويسكن في ريف تل تمر، إن خزان المياه مع حلول الصيف بالكاد تكفي حاجة أسرته لمدة يومان أو ثلاثة نتيجة الاستهلاك الكبير للاستخدامات المنزلية المختلفة.
وعلى غرار الآلاف من السكان، يجد “شيخو” ، صعوبة في دفع مبالغ مالية باستمرار لملء خزان مياه كل ثلاثة أيام، “رغم غلائه لكننا مجبرين على الشراء.”